31-مايو-2021

ظلت القضية الفلسطينية هي الأولى في وجدان التونسيين (الشالي بن إبراهيم/ NurPhoto)

 

"لو عاد ابني رياض للحياة مجددًا فسأشجعه وأطلب منه القيام بعملية فدائية ضد الصهاينة. فلسطين ما يغلا عليها شي" هكذا قال والد الشهيد رياض بن الهاشمي بن جماعة لـ"الترا تونس".

 دون تردد وبنبرة كلها فخر واعتزاز وابتسامة رضا يواصل حديثه: "ابني تربّى في عائلة قضيّتها فلسطين، فقد جاهد الأجداد في سبيلها وفي صغرنا خرجنا في مسيرات مساندة لها، وها قد أكرمني الله واستشهد ابني في سبيلها".

الشهيد رياض بن الهاشمي بن جماعة

ولد الشهيد رياض بن الهاشمي بن جماعة في صفاقس في 2 مارس/آذار 1968 وكان قبل التحاقه بالمقاومة طالبًا في التاريخ والجغرافيا بكلية الآداب بمنوبة، واسمه الحركي "منير". استشهد صحبة 6 من رفاقه بتاريخ 19 جانفي/يناير 1995 إثر قيامهم بعملية استشهادية ضد دورية في منطقة الطيبة بجنوب لبنان على بعد كيلومترين من فلسطين المحتلة.

والد الشهيد رياض بن الهاشمي بن جماعة لـ"الترا تونس": ابني تربّى في عائلة قضيّتها فلسطين، فقد جاهد الأجداد في سبيلها وفي صغرنا خرجنا في مسيرات مساندة لها، وها قد أكرمني الله واستشهد ابني في سبيلها

"أبلغنا أنه عازم على مواصلة دراسة الحقوق في المغرب وسعدنا بذلك وشجعناه لكن بعد أشهر (1995) جاءنا نبأ استشهاده، "كان يذود على حق الشعب الفلسطيني واستشهد في سبيل استرجاعه"، يضيف محدث "الترا تونس".

ويتابع: "أذكر أنه حين جاءني نبأ استشهاده، في 15 شعبان، لم أبكِ وظللت أشد أزر أمه وأهله.. لكنّي بكيت فقط يوم عيد الفطر. رياض كان خلوقًا طيبًا وأحمد الله أني أنجبت شابًا قاده وعيه للاستشهاد في سبيل فلسطين المحتلة ويوم استرجعت المقاومة اللبنانية رفاته مع 7 تونسيين آخرين في صفقة تبادل مع الكيان الصهيوني (جويلية/يوليو 2008) كان يوم عرس في بيتنا.

الشهيد رياض بن الهاشمي بن جماعة

الشهيد بليغ اللجمي

وبدوره، يرى الأستاذ محمد أنور اللجمي، والد الشهيد بليغ اللجمي، أن فلسطين أرض كل العرب والمسلمين وتستحق أن يقدم ابنه فداء لها رغم أنه الولد الوحيد الذي رزقه إلى جانب 3 بنات.

ولد بليغ محمد أنور اللجمي في صفاقس في عائلة تربوية نقابية مناضلة استشهد في عملية فدائية في منطقة السريرة (قضاء جزين) بجنوب لبنان وذلك يوم 27 جانفي/يناير 1996.

"فلسطين ساكنة في قلوبنا على مر التاريخ" يقول محدثنا مضيفًا: "لهذا سمّي أحد أبواب مدينة القدس باب المغاربة، فقد كنا فداء لها منذ زمن صلاح الدين الأيوبي"، على حد تقديره.

ويردف اللجمي بنبرة هادئة تنمّ عن الفخر والاعتزاز: "ابني الشهيد بليغ كان عاشقًا لفلسطين ولم أعلم إلا يوم استشهاده أنه التحق بالمقاومة. لقد كان مكلّفًا يوم استشهاده بتغطية عودة زملائه الفدائيين بعد انسحابهم، وكما هو معلوم فإن الكتيبة التي تغطي الانسحاب تكون دائمًا معرّضة ومستهدفة ومكشوفة أمام قوات الاحتلال الصهيوني".

والد الشهيد بليغ اللجمي لـ"الترا تونس": عندما ذهبت لاستلام جثمان ابني ومعه رفاقه من الشهداء التونسيين، لم يكن موكب عزاء بل كان موكب فخر وانتصار

ويواصل "عندما ذهبت لاستلام جثمان ابني ومعه رفاقه من الشهداء التونسيين، لم يكن موكب عزاء بل كان موكب فخر وانتصار وفرحة. ومازلت مقتنعًا أن النصر قريب جدًا فمن كان ليقول إننا سنشهد انتصار للمقاومة في العدوان على غزة سنة 2021؟"، مستطردًا: "أنا مقتنع أن لدى المقاومة الفلسطينية ما يكفي من القوة والاستعداد لمجابهة الكيان الغاصب ودحره، وهذا لمسته ورأيته بأم عيني عندما ذهبت إلى غزة والتقيت المقاومين"، وفقه.

قافلة الشهداء التونسيين من الشباب الذين كانوا في عمر الزهور وقدموا حياتهم من أجل تحرير أرض لبنان وفلسطين المغتصبة لم تتوقف.

الشهيد بليغ اللجمي

الشهيد عمران كيلاني مقدمي

فعمران كيلاني مقدمي، الذي استشهد في 26 أفريل/نيسان 1988 في عملية فدائية، كان قد اقتحم موقعًا عسكريًا صهيونيًا في قلب مستعمرة "دان" أقصى شمال هضبة الجولان في زاوية الحدود الفلسطينية اللبنانية السورية، قتل خلالها العقيد الصهيوني صموئيل أديف وأحد قصاصي الأثر وسبعة من جنود الاحتلال وأسر جنديين. وقد كانت هذه العملية انتقامًا لاغتيال القائد الفلسطيني أبو جهاد خليل الوزير في تونس.

اقرأ/ي أيضًا: تونس: الإعلان عن تشكيل تنسيقية لدعم المقاومة الفلسطينية وتجريم التطبيع

ولد الشهيد عمران كيلاني مقدمي في المظيلة بمدينة قفصة جنوب تونس، درس المرحلة الابتدائية والإعدادية ثم المهنية، بعدها التحق بالخدمة العسكرية، وبعد أن أنهى خدمته العسكرية قرر الذهاب إلى سوريا حيث حصل على شهادة الدراسة الثانوية من دمشق وانتسب إلى كلية الآداب جامعة دمشق/ قسم علم النفس. درس سنتين ثمّ التحق بصفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

الشهيد عمران كيلاني مقدمي

الشهيد خالد بن صالح الجلاصي

وفي آخر شهر من السنة نفسها 1988، استشهد خالد بن صالح الجلاصي، وهو عامل نجارة من مواليد قرية نصر الله ولاية القيروان، في عملية بطولية بمنطقة المنارة بالجليل الأعلى شمال فلسطين.

الشهيد مقداد الخليفي

وبعدها في نوفمبر/تشرين الثاني 1990، استشهد البطل التونسي مقداد الخليفي، المولود عام 1959 بمنطقة سبيطلة من ولاية القصرين والذي التحق بصفوف الجبهة الشعبية في بداية عام 1990، أثناء المواجهة البطولية مع قوات العدو الصهيوني (عملية الانتفاضة) في شبعا بالجنوب اللبناني بعدما ألحق ورفاقه خسائر فادحة في صفوف قوات العدو الصهيوني.

الشهيد عمر قطاط

أما الشّهيد البطل عمر قطاط، أصيل جهة صفاقس، فقد أثّر فيه واقع البلاد الرّازحة في تلك الفترة تحت الاستبداد تأثيرًا عميقًا، كما أثّر فيه الواقع العربي وما كان يعيشه من انتصارات وانكسارات.

حمل قطاط هموم الوطن منذ صغره، وكانت ملامح الثّائر تكبر فيه شيئًا فشيئًا. لعب التحاقه المبكّر بالحياة المهنيّة والانخراط في النّضال النّقابي دورًا كبيرًا في تأصيل وعيه بالقضايا الوطنيّة وإذكاء جذوة الكفاح في وجدانه، وفق ما جاء في موقع "فلسطين ذاكرة الشهداء" الذي يعنى بتوثيق قصص الذين استشهدوا في طريق تحرير فلسطين.

"لبّى عمر قطاط نداء الواجب تجاه الوطن الكبير، فالتحق بصفوف المقاومة الفلسطينية، وكان مقاتلًا لا يشقّ له غبار، قضّ مضاجع الصهاينة الغاصبين، إلى أن سقط شهيدًا في منطقة "مرج الزهور" بجنوب لبنان يوم 22 ديسمبر 1992"

"لم يكتف الشّهيد عمر قطاط بالكفاح النّقابي والسّياسي (الشعلة)، فقد كان مولعًا بالإبداع الفنّي وخاصة السينما وله فيلم بعنوان "عرق الجباه الصغيرة". آمن الشهيد دومًا بأن واقع الأمة والمضطهدين لن تغيره غير بنادق الثوار، وفق المصدر ذاته.

لبّى الشّهيد عمر قطاط نداء الواجب تجاه الوطن الكبير، فالتحق بصفوف المقاومة الفلسطينيّة، وكان مقاتلًا لا يشقّ له غبار، قضّ مضاجع الصّهاينة الغاصبين، إلى أن سقط شهيدًا في منطقة "مرج الزّهور" بجنوب لبنان يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 1992.

الشهيد عمر قطاط

الشهيد سامي بالحاج علي

أما الشهيد سامي بالحاج علي، وهو من مواليد 28 ماي/آيار 1967 وأصيل مدينة ميدون من جزيرة جربة، هو أحد الشهداء التونسيين الثمانية اللذين تم استرجاع رفاتهم سنة 2008، وفق ما أوردته صفحة "رد الاعتبار لشهداء تونس في فلسطين وجنوب لبنان" على فيسبوك في تعريف للشهيد.

"كان قد كمن بصحبة رفاق له لقافلة صهيونية على الطريق الواقعة بين بلدة الطيبة اللبنانية ومستوطنة مسكافعام في فلسطين المحتلة، واستشهد هناك"، وفق المصدر ذاته.

"الشهيد التونسي بالحاج علي نال شهادة الباكالوريا خلال الدورة الاستثنائية لسنة 1986 وتوجّه بعد ذلك لمواصلة دراسته بكلية 9" أفريل" بتونس شعبة علم النفس لكنّه لم يكن راغبًا بهذا الاختصاص وهو ما جعله يفكّر في مواصلة دراسته في ليبيا.

وفعلًا كان له بعد حوالي السنتين أن أخبر والده أنّه ينوي مغادرة تونس للتوجه إلى ليبيا، لتنقطع أخباره بعد ذلك.

الشهيد سامي بالحاج علي

وقررت عائلته أن تتوجه إلى ليبيا لزيارته لكنها لم تعثر عليه. وظلت والدته ملتاعة طيلة سنوات ما تسبب في مرضها، إلى غاية يوم 28 جانفي/يناير 1995، يوم زُفّ لهم خبر استشهاده.

استقبلت العائلة الخبر بفخر واعتزاز بابنها، وكانت حقيقة استشهاده شفاء لأمه الملتاعة ولوالده وكل عائلته"، حسب ما ورد في الصفحة ذاتها.

الشهيد كمال بن السعودي بدري

أما الشهيد كمال بن السعودي بدري فقد ولد بمدينة المتلوي من ولاية قفصة بتاريخ 27 جانفي/يناير 1975. درس في مدرسة الشعبية ثم المعهد الفني أحمد السنوسي قفصة، وتربى في عائلة مناضلة عرفت بمقاومتها للمستعمر الفرنسي، وفق ما جاء في صفحة "رد الاعتبار لشهداء تونس في فلسطين وجنوب لبنان" على فيسبوك.

"عمه العيدي بدري انخرط في ثورة 1952 مع مجموعة القائد حمد الرداوي وعمارة سلوغة تحت قيادة الأزهر الشرايطي، وجدّه علي بن عمر كان من المتمردين الأوائل على المستعمر صحبة بشير بن سديره، أما والده فكان من ضحايا استبداد بن علي بعد عزله من عمله سنة 1990 وتمت محاصرته والتضييق عليه في إطار الحملة على الإسلاميين "، وفق الصفحة ذاتها.

"قام  كمال بن السعودي بديري بعدة عمليات بطولية وجريئة ضد جيش العدو الصهيوني إلى أن نفذ عملية السريرة الفدائية التي استشهد على إثرها مع زميله بليغ اللجمي في 27 جانفي 1996"

وتابع المصدر ذاته: "شرب قيم العروبة والإسلام من أبيه الذي كان دائمًا يسرد عليه تاريخ العرب والمسلمين وأمجادهم وبطولاتهم وإنجازاتهم وريادتهم للعالم مما رسخ فيه الفكر القومي والثوري وجعله ينظر لقضية فلسطين كقضية ذات أولوية في ظل الاحتلال الصهيوني وكان يتمنى التطوع لمقاومة هذا الكيان المسخ وتحرير الأقصى".

"كان يحس بالفخر كلما استشهد بطل من تونس في فلسطين ويتمنى أن يمشي على خطاه فزار عائلات هؤلاء الشهداء (ميلود نومة وفيصل الحشايشي وعمر قطاط وسامي بالحاج علي ورياض بن جماعة) ليسمع من أهاليهم سيرتهم وخصالهم. كل ذلك دفع كمال إلى التطوع مع الجبهة الشعبية القيادة العامة سنة 1995 مباشرة بعد استشهاد سامي بالحاج علي ورياض بن جماعة."

"وقام  بعدة عمليات بطولية وجريئة ضد جيش العدو الصهيوني إلى أن نفذ عملية السريرة الفدائية التي استشهد على إثرها مع زميله بليغ اللجمي في 27 جانفي/ يناير 1996 ليحصل على أمنيته في الشهادة وفي السير على خطى الأبطال الأماجد الذين سبقوه"

وقد نعاه أبوه السعودي بدري في أبيات من الشعر بعد تلقي خبر استشهاده، منها:

"يا كمال أجدادك أبطال يركبوه أغر موسم صناديد الكرم ما يعرفوش سفالة.. صيادة نسورة في الجو طايرة تتكلم مايصطادوش الراقدة المسكينة تبكي دموعها سيالة"

الشهيد كمال بن السعودي بدري

الشهيد ميلود بن ناجح نومة

 ولا يمكن أن ننسى "أبا الانتفاضة" كما يطلق عليه أهل بلدته بسيدي مخلوف في ولاية مدنين، ميلود بن ناجح نومة (من مواليد 1955)، الذي استشهد في عملية "قبية"، وهي مدينة فلسطينية في قضاء رام الله تعرضت إلى مجزرة بقيادة ارئيل شارون، خلفت 51 شهيدًا من سكانها، و15 جريحًا.

 كما أطلق عليها أيضًا "ليلة الطائرات الشراعية"، فقد استطاع ميلود وأصدقاؤه، ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، أن يدخلوا طائرات عربية فلسطينية (شراعية) إلى داخل الأرض المحتلة حيث هاجمت أكبر معسكر لجيش الاحتلال اسمه "معسكر أيبور"، وفق ما ورد في صفحة "صفحات من تاريخ الجنوب التونسي" على فيسبوك.

اقرأ/ي أيضًا: ميلود بن ناجح.. بطل تونسي غار على الصهاينة ليلة الطائرات الشراعية

 أدت العملية لمقتل 6 جنود صهاينة منهم 5 على يد البطل التونسي، وذلك في عملية نوعية أكدت وحدة المقاومة العربية المسلحة في مواجهة الكيان المحتلّ. 

شريح الشهيد ميلود بن ناجح نومة

تروي القرية أن أمه أطلقت الزغاريد يوم وصلها خبر استشهاده وزارها أهل القرية مهنئين مقبلين يدها فيما قال والده: "الحمد لله أني دفنت لحمًا في فلسطين".

الشهيد فيصل الحشايشي

وفي قابس، نثر المتساكنون الحناء في الطرقات وفي مشهد نادر جدًا تعالت الزغاريد في مقبرة "سيدي أبو لبابة الأنصاري" سنة 2008 ليواري الثرى جثمان الشهيد فيصل الحشايشي الذي تم استرجاعه.

والشهيد البطل من مواليد ولاية قابس وهو طالب بكلية العلوم بتونس، استشهد إثر مشاركته في عملية فدائية جريئة ضد دورية صهيونية جنوب لبنان على مشارف فلسطين في 8 جويلية/يوليو 1993.

الشهيد فيصل الحشايشي

الشهيد محمد الزواري

ظلت القضية الفلسطينية هي الأولى في وجدان التونسيين ولم يتوقف ركب الشهداء الذين نجهلهم ويجهل حتى أقرب الناس إليهم انضمامهم إلى المقاومة ولعل آخرهم الشهيد المهندس محمد الزواري الذي اغتاله الموساد أمام بيته (في ديسمبر/كانون الأول 2016) في ولاية صفاقس. ليكتشف أهله أن ابنهم الكتوم قليل الكلام هو أحد قادة كتائب عز الدين القسام ومن الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل التي كان لها دور في حرب "العصف المأكول" مع الكيان الصهيوني عام 2014.

"وحده بيان كتائب القسام الصادر في 17 ديسمبر/كانون الأول 2016 جعلنا نكتشف الحقيقة"، يقول أخوه رضوان الزواري لـ"الترا تونس"، ويضيف: "نحن فخورون جدًا به".

رضوان الزواري (شقيق الشهيد محمد الزواري) لـ"الترا تونس": بيننا وبين الصهاينة دم تونسي وكل صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية في تل أبيب كان بلسمًا لجراحي وانتقامًا لأخي محمد

ويؤكد محدثنا أن اغتيال الشهيد محمد الزواري كان بسبب اختراعه غواصة تعمل بنظام التحكم عن بعد، وهي موضوع رسالة الدكتوراه ومجسمها كان في كلية المهندسين بصفاقس، مردفًا أن "الباحث المجرّي الذي زار الكلية كتب تقريرًا  للموساد عنها، ونتنياهو عقد مجلسًا وزاريًا مصغرًا وكان أخي محمد الزواري العاشر في قائمة الاغتيالات آنذاك ليصبح هو الأول".

اقرأ/ي أيضًا: في تونس.. هل اغتالوا محمد الزواري مرتين؟

ويتابع بعزّة: "محمد الزواري أسس نادي طيران الجنوب، وزادنا عِزّة لمّا استفادت المقاومة من علمه وترك وراءه جيلًا جديدًا سيحمل عنه المشعل"، مضيفًا: "كل صاروخ أطلقته المقاومة في تل أبيب كان بلسمًا لجراحي وانتقامًا لأخي محمد".

وأضاف محدث "الترا تونس": "بيننا وبين الصهاينة دم تونسي لا يمكن أن ننساه، مطالبًا السلطات التونسية بتجريم التطبيع من جهة، وبكشف حقيقة اغتيال الزواري وتحميل كل متورط مسؤوليته من جهة أخرى.

كما وجّه رضوان الزواري نداءً لرئيس الجمهورية قيس سعيّد بأن يعيد التحقيق في اغتيال الشهيد محمد الزواري الذي تم بطريقة فيها استعراض للقوة وكانت الرسالة من خلاله أنهم قادرون على الوصول لمن يريدون وقتله أمام بيته وفي سيارته، مستدركًا أن "قضيته قبرت وتم إتلاف كل وثائقها والقاضي كلف بمهام أخرى وأطلق سراح 10 تونسيين متهمين بالإرهاب وتبييض الأموال"، على حد قوله.

من مختلف محافظات البلاد التونسية، تسابق الشباب من أجل الشهادة في سبيل فلسطين، تاركين الأهل والأحباب ومخترقين الحدود والمسافات نصرة لفلسطين، ومازال الأهل يفاخرون بذلك ويعتزون.

منزل الشهيد محمد الزواري بصفاقس بعد 3 أيام من اغتياله (حسام الزواري/ الأناضول)

الباحث في التاريخ المعاصر عميرة علية الصغير:

وأكد أستاذ التعليم العالي في التاريخ المعاصر بجامعة منوبة عميرة عليّة الصغيّر في تصريح لـ"الترا تونس" أن المتتبّع للصحافة التونسية في بداية العشرينات يجد رفضًا للاستعمار الإنجليزي بصورة عامّة في فلسطين. ومن الثّابت أنّ النّخبة المثقفة التونسية وخاصة ذات التوجه العروبي والإسلامي كانت على علم بتطوّر الأحداث في فلسطين وبما تخطّط له الحركة الصهيونية العالمية.

 ويستشهد محدثنا بالمقال الذي أصدره أحد رواد الصحافة الوطنية بتونس زين العابدين بن محمد السنّوسي (1901-1965) بجريدة الأمّة (31 جويلية/يوليو 1921) حيث كتب "قضت إدارة الإنجليز أن يمنح اليهود أراضي فلسطين كوطن قومي حسب دعوة الصهيونيين ليؤلّف منهم عبيدًا يستخدمهم في قضاء مأربه بالشرق تحت اسم أصدقاء مقرّبين لجميل من أولاهم الملك بعد أن فقدوه منذ عشرات القرون. وقد قرّر ذلك في اتفاق يلقّبونه باتّفاق" بلفور" اهتزّت له بلاد العرب من أقصاها إلى أدناها واحتجّ عليه الفلسطينيون بجميع قواهم مسلمون ومسيحيون إلاّ أنّ ذلك لم يؤثّر شيئًا في سياسة الإنجليز بل قابلوه بإعلان الأحكام العرفيّة في يافا أعظم مرافئ فلسطين لنزول المهاجرين الصّهيونيين واستعملوا منتهى الشدّة مع المتظاهرين هناكّ".

 ثمّ يندّد صاحب المقال بسياسة التّمييز الاستعماري التي ينتهجها الانجليز لصالح اليهود وضدّ العرب، مفنّدًا ادعاءات جمعيّة الأمم "القائمة على ادّعاء ضمان حقّ الشعوب في تقرير مصيرها".

عميرة علية الصغير (أستاذ في التاريخ المعاصر) لـ"الترا تونس": الوعي بطبيعة "وعد بلفور" كان واضحًا عند النخبة التونسية منذ عشرينات القرن الماضي بأنّه أداة استعمارية في خدمة الصهيونية وأن واجب التضامن مع الفلسطينيين هو من البديهيات لدى "الشعب العربي والمسلم" في تونس

ونجد نفس التّحليل والموقف في مقال آخر صادر بجريدة إفريقيا (16 أفريل/آيار 1925) حسب محدثنا، نقرأ فيه: "اللورد بلفور هو صاحب ذلك العهد الذي ينسب إلى اسمه القاضي بجعل فلسطين وطنًا قوميًّا لليهود وإحداث حكومة صهيونيّة هناك والقضاء على عروبة ذلك البلد المقدّس وعلى ذاتيّته وحياة أبنائه وقد ابتدأت نكبة فلسطين بهذا العهد منذ وجود الانتداب البريطاني، إذا ابتدأت الجمعيات الصهيونية في أوروبا تدعو المتشرّدين من اليهود إلى المهاجرة إلى الوطن القومي المزعوم لإقامة ذلك الملك الموهوم".

ثم يتعرّض الكاتب لغاية بريطانيا من هذه السياسة وهي في رأيه "تثبيت قدمها واستبقاء نفوذها في تلك الأصقاع".

 ويحيّي صمود الفلسطينيّين وتنظيم صفوفهم ويختم الكاتب بإقراره: "وإنّنا بما لنا من الروابط المتينة بتلك الأمّة (الفلسطينيّة) العربيّة نرى من واجبنا أن نتألّم لآلامها وأن نشعر وأنّ هناك أمّة عربيّة تُضطهد بيد الاستعمار الأوروبي فنمنحها عواطفنا وشفقتنا ونضرع إلى الله أنّ يجعل لها الخلاص وأن يؤيّدها في جهادها بروح منه".

ويؤكد عميرة عليه الصغير أن الوعي واضح بطبيعة "وعد بلفور" عند النخبة المسيّسة التونسية منذ عشرينات القرن الماضي بأنّه أداة استعمارية في خدمة الصّهيونيّة وأنّ واجب التضامن مع الفلسطينيّين كـ"أمّة عربيّة" هو من البديهيات لدى "الشعب العربي والمسلم" في تونس.

 لذا انطلقت أواخر 1929 في ارتباط بأحداث البُراق وبعد وصول "استغاثة" مفتي فلسطين لتنظيم حملة تبرّعات لنجدة المقاومين أشرف عليها مناضلون دستوريّون أثمرت (أموالًا) أرسلت إلى رئيس اللّجنة الفلسطينيّة العربيّة بالقاهرة وصاحب جريدة "الشّورى" محمد علي الطاهر في فيفري/شباط 1930 ومبلغًا آخر بقيمة 100 جنيه إسترليني حوّل لحساب نفس الشخصيّة بـ" البنك العثماني".

 وعند وصول تلك التبرّعات، تلقى الحزب الحرّ الدستوري التّونسي رسالتيْ شكر من فلسطين الأولى من اللّجنة التنفيذيّة الفلسطينيّة والثانية من المحكمة العليا الإسلامية بالقدس".

اقرأ/ي أيضًا: عملية الساق الخشبية.. مجزرة إسرائيلية على أراضي تونس

ويلاحظ محدثنا أن اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري وبعض شعبه قد أرسلت في هذا الشأن برقيات للحكومة البريطانية وللمنظمة الأممية تندد بسياسة إنجلترا المحابية لليهود في فلسطين وتستنكر ما تقترفه ضد العرب.

 ويوضح الأستاذ في التاريخ المعاصر أن هذا الفيض التّضامني مع الفلسطينيين أخذ في الثلاثينات من القرن الماضي بعدًا أكبر في ارتباط بالتحوّلات التي عرفتها البلاد التونسية من ناحية وما شهدته السّاحة الفلسطينيّة من اشتداد الخطر الصهيوني فيها ( تكثّف الهجرة والاستحواذ على الأراضي وتسلّح العصابات الصّهيونية واعتداءاتها على العرب، تهويد فلسطين وانحياز المندوب البريطاني لصالح الصهاينة...). ووعي الفلسطينيين بخطورة الاستعمار على وطنهم ومجابهته بطرق مختلفة من الاضرابات إلى اعتماد المقاومة المسلّحة.

وازدادت النخبة التونسية وعيًا وارتباطًا بالقضيّة الفلسطينية خاصة وأنّ رموزًا منها كانت على اتصال مباشر مع قادة الحركة الفلسطينيّة ولا سيما الشيخ عبد العزيز الثعالبي رئيس الحزب الحرّ الدستوري التّونسي الذي حضر مؤتمر القدس سنة 1931 نائبًا عن مسلمي شمال إفريقيا أو شيخ الأزهر لاحقًا التونسي محمّد الخضر حسين وغيرهما من المُبعدين والنقابيين وطلاّب العلم بالشرق أو بفرنسا.

وكلّهم ساهموا في جعل قضيّة فلسطين موضوع اهتمام وهمّ لدى النّاس في تونس من مواقعهم المختلفة كقادة للرّأي العام في مختلف الصحف الصادرة بتونس أو كمجنّدين وكناشرين للوعي بين النّاس وكناشطين في التنظيمات والأحزاب الوطنيّة.

 عميرة علية الصغير لـ"الترا تونس": التونسيون تصدوا للزيارة التي كان من المفترض أن يقوم بها القيَادي الصهيوني فلادمير جابُتنسكي في 17 مارس 1932 إلى تونس وإفشالها بتجنيد الرأي العام وتوقيع العرائض الرافضة لقدومه وتنظيم مظاهرة سلمية

 وبيّن محدثنا أن الثلاثينات عرفت نشاطًا للتّيار الصهيوني في تونس وسيطر الجناح الرّاديكالي فيه من أتباع "جابوتنسكي" على حساب الصّهاينة المعتدلين (الصهيونيّة العامة) بزعامة ألفرادفلانسي، فاستهوت أفكار المنظّر الصهيوني جابوتنسكي الداعية إلى تكوين دولة يهودية على كامل فلسطين واعتماد العنف وتجنيد الشباب اليهودي حتى في الشتات غالبية الشبّان اليهود في تونس، مشيرًا إلى أن التونسيين اعتبروا ذلك استفزازًا سياسيًا ودينيًا من قبل الصهاينة في تونس أوّلًا وفي فلسطين ثانيًا.

وتراوحت مجابهة خطر الصّهيونية من المشادّات مع اليهود ومع العناصر الشبابيّة المهووسة منها بالخصوص وكذلك المشاجرات وإطلاق الرّصاص حتى سقوط القتلى من الطرفين كما جدّ في حادثة فيكتور ديدي Victor Didi بصفاقس (25/7/1937) وفي أريانة (14/8/1932) وفي قفصة (2/7/1936) على أرضيّة متأزّمة ساهم جشع المرابين اليهود آنذاك في تأجيج النقمة عليهم من قطاعات واسعة من المسلمين الذين أضحوا يشعرون أنّ اليهود الذين يضايقونهم في عيشهم في تونس وتقف نخبتهم إلى جانب السّلط الاستعمارية هم ذاتهم الذين يضطهدون إخوانهم في الدّين والعروبة في فلسطين. 

وقد انبرت النخبة الوطنية التونسيّة في الحزبين الدستوريين بالتصريح وبالمحاضرة وخاصة في مختلف الصحف باللغتين العربية والفرنسية (الزهرة، الصّواب، النهضة، الإرادة، العمل، لسان الشعب، La charte Tunisienne, L’Action Tunisienne) تردّ على الدعاية الصهيونية وتفنّد ادعاءاتها في حقّها في فلسطين وتفضح مراميها الاستعمارية وترفع عنها أيّ قيم إنسانية معتبرة إياها حركة عنصريّة إجراميّة تنتهك حق الشعب الفلسطيني.

اقرأ/ي أيضًا: تونس في المؤشر العربي.. الأعلى ديمقراطيًا و93% ضد الاعتراف بإسرائيل

ويذكر عميرة علية الصغير أن التونسيين تصدوا وأفشلوا الزيارة التي كان من المفروض أن يقوم بها القيَادي الصهيوني فلادمير جابُتنسكي في 17 مارس/آذار 1932 إلى تونس بتجنيد الرّأي العام وتوقيع العرائض الرّافضة لقدومه وتنظيم مظاهرة سلميّة توجّهت إلى حلق الوادي عازمة على منع نزول ذاك الدّاعية رافعة شعارات:" تحيا فلسطين، تحيا تونس، يحيا أمين الحسيني، الموت للصهيونية، الموت لجابتنسكي"، فتراجعت السلط الاستعمارية عن الترخيص له بالإتيان إلى تونس ويعتبر ذاك التحرّك الشعبي أوّل عمل جماهيري من نوعه لنصرة القضيّة الفلسطينيّة.

 كما أفشل الوطنيّون المحاضرة التي كان ينوي إلقاءها الداعية الصهيوني الآخر هلبارن (Halpern) المحامي الفرنسي ومسؤول "الصندوق التأسيسي اليهودي" وألغت سلط الحماية برمجة محاضرته ليوم 2 جوان/يونيو 1932 بالمسرح البلدي بالعاصمة خوفًا من تعكير الأمن العام، وفق عميرة علية الصغير.

عميرة علية الصغير: من بين أنشطة التونسيين المناهضة للصهيونية تصديهم في حملة صحفية واحتجاجية واسعة لقدوم الباخرة "سارة I" اليهودية التي كان على متنها طلبة وضبّاط يهود ومنع قبطانها من إلقاء محاضرة بدار "الرابطة الإسرائيلية" يوم 31 ديسمبر 1937

ويضيف محدث "الترا تونس" أن "من أبرز أنشطة التونسيّين المناهضة للصهيونيّة كذلك تصديهم في حملة صحفيّة واحتجاجيّة واسعة لقدوم الباخرة "سارة I" اليهودية التي كان على متنها طلبة وضبّاط يهود قادمون عبر سالونيك وراسية بميناء حلق الوادي ومنع قبطانها من إلقاء محاضرة بدار "الرابطة الإسرائيلية" يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1937، ثمّ وقوفهم ضدّ عرض الفلم الصهيوني"أرض الميعاد " بقاعة الكوليزي يوم 1 جانفي/يناير 1938 حيث تظاهر بين 300 و400 طالب من طلبة الزيتونة بأروقة الكوليزي ومنعوا ذلك، كما فعلوا الأمر ذاته أمام بناية الرابطة الإسرائيلية بالحفصية لتعطيل الدعاية الصهيونية. وكان وراء هذه التّحرّكات بالخصوص "جمعيّة الشبان المسلمين " والحزب الدستوري القديم بالخصوص، على حد قوله.

ويشير محدثنا إلى أن: المساندة السياسية والتضامن مع الفلسطينيين لم يقفا  عند التصدّي للدعاية الصهيونية ونشر أخبار المقاومة وتحرير العرائض المندّدة "بالسياسة الإنجليزية المعادية للعرب والمحابية للصهيونيين"، بل عمل التونسيون على جمع التبرّعات لفائدة القضيّة الفلسطينية استجابة لنداء لجنة إغاثة فلسطين منذ جوان/يونيو 1936 وأشرفت على ذلك "لجنة إغاثة منكوبي فلسطين" (تأسست في ماي/آيار 1936 برئاسة أحمد بن ميلاد) و"لجنة الدّفاع عن فلسطين" و"جمعية الشبان المسلمين" والحزب الدستوري بشقيه ووقع النداء للصيام "في يوم فلسطين" مرّتين يوم 27 رجب /14 أكتوبر 1936 و27 رجب/ 12 سبتمبر 1939.

اقرأ/ي أيضًا: م.ت.ف في تونس.. وداعًا أيها السلاح

وتزامنًا مع موجة المساندة لفلسطين والتنديد بقرار التقسيم من العالم العربي والإسلامي، جدّت في تونس تحرّكات عدّة مماثلة ما فتئت تتصاعد في نسقها مع تحوّل المصادمات بين العرب والصّهاينة إلى حرب فعليّة وإعلان تأسيس دولة إسرائيل في 14 ماي/آيار 1948 و"ما إن تمّ الإعلان عن قرار التقسيم الأممي في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 حتى دخل جامع الزيتونة وفروعه في إضراب عام وتمت الدعوة كذلك إلى غلق المحلاّت بالعاصمة والمدن التونسية الكبرى. وانطلق إضراب طلبة جامع الزيتونة يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 1947 وتواصل إلى حدود 4 ديسمبر/كانون الأول 1947 متبوعًا بإضراب التّجار التونسيين.

وبين الأستاذ عميرة علية الصغير لـ"الترا تونس" أن العاصمة والمدن الداخلية شهدت مكاتب تستقبل المتطوعين وتحوّلهم حتى الحدود مع طرابلس في الجنوب، لكن يبدو أنّ الكثيرين هبّوا فرادى أو في مجموعات صغيرة لعبور الحدود دون وعي بالصعوبات التي تعترضهم وقلوبهم تهفو للقدس والاستشهاد في سبيلها.

عميرة علية الصغير: كان هناك مكاتب في العاصمة والمدن الداخلية تستقبل المتطوعين لنُصرة فلسطين وتحوّلهم إلى الحدود مع طرابلس، لكن الكثيرين هبّوا فرادى أو في مجموعات لعبور الحدود دون وعي بالصعوبات التي تعترضهم وقلوبهم تهفو للاستشهاد في سبيل القدس

وأشار إلى أن تقريرًا من المقيم العام الفرنسي بتاريخ 22 جويلية/يوليو 1948 يفيد أنّه حتى 20 جويلية/يوليو 1948 أحصت المصالح الأمنية 2676 تونسيّا متطوّعًا إمّا وقع حجزهم في الحدود مع طرابلس أو وقع إيقافهم قبل اجتيازها.

وتابع: "لكن كم وصل مصر وكم وصل فلسطين؟ لا نعلم بالضّبط، وكلّ ما نعلمه والذي يفيد به أيضًا تقرير آخر من المقيم العام بتاريخ 17 ماي/آيار 1949، أي بعد إعلان تأسيس دولة إسرائيل وإيقاف الحرب على جلّ الجبهات تقريبُا، هو أنه قد كان هناك 188 تونسيّا ظلوا عالقين في طرابلس وعملت السلط على ترحيلهم إلى تونس، لكن لو أضفنا العشرات الذين نجحوا في الوصول إلى ساحة المعارك بفلسطين نقدّر عدد المتطوّعين الجملي بثلاثة آلاف تونسي"، وفق تقديره.

ويوضح محدثنا في السياق نفسه أن المقيم العام في تقريره بتاريخ 15 جويلية/يوليو 1948 أفاد أنّ الفرقة الأولى التونسية الطرابلسيّة تمكنت فعلًا من بلوغ بيت لحم ودخلت في معارك خلال النّصف الأوّل من شهر جوان/يونيو مع القوّات الصّهيونيّة.

 واستشهد من التّونسيّين 11 متطوّعًا كما تذكر المصادر أنّ آخرين سقطوا في ساحات الشرف على أرض فلسطين منهم علي بن صالح التونسي (استشهد بيافا في 28 أفريل/نيسان 1948) وعبد الحميد الحاج سعيد وبلقاسم عبد القادر ومحمّد التّونسي وثلاثتهم استشهدوا في ماي/آيار 1948 جنوب القدس أمّا أحمد إدريس فقد استشهد قرب مستعمرة راحات راحيل يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول 1948، ومن المتطوّعين المعروفين والذين شاركوا في المعارك الضابطان المتكوّنان بسوريا عزالدّين عزّوز وعمر البنبلي، كذلك قائد المقاومة المسلحة في تونس سنوات 1952-1954 الأزهر الشرايطي والمتطوعون في كمندوس فرحات حشّاد (12-13-14 ديسمبر/كانون الأول 1952 بجبل الرّهاش) حسن بن عتيق جبو وعلي بن مسعود والحاج سوداني من مجموعة القائد الساسي لسود وكذلك علي بن إسماعيل (الهلالي) سائق الزعيم صالح بن يوسف الذي وقع اغتياله في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1955 وغيرهم كثيرون.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تونس: مرجعيّة المقاومة والديمقراطية في مواقف الدولة والأحزاب من معركة القدس

لماذا تتصدّر تونس مناهضة التطبيع في موجته الجديدة؟