25-نوفمبر-2019

بطلا العملية التونسي ميلود بن ناجح والسوري خالد أكر

الترا تونس - فريق التحرير

 

تقدم تونس منذ عقود مقاومين وشهداء ضمن صفوف المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، ومن بين قوافل الشهداء الشاب التونسي ميلود بن ناجح نومة الذي كان ضمن المنفذين الأربعة لعملية ليلة الطائرات الشراعية يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 التي أدت لمقتل 6 جنود صهاينة منهم 5 على يد البطل التونسي وفق ما نقلته مصادر عديدة، وذلك في عملية نوعية أكدت وحدة المقاومة العربية المسلحة في مواجهة الكيان المحتلّ.  

أبو الانتفاضة.. ابن مدنين

وُلد ميلود بن ناجح نومة عام 1955 بسيدي مخلوف بولاية مدنين، جنوبي تونس، غادر البلاد عام 1974 ثم عاد بعد نحو 4 سنوات ليمكث لمدة شهرين فقط في بلدته قبل مغادرتها نهائيًا لينخرط ضمن الشباب العربي المنتصر للفدائيين الفلسطينيين وينضم إلى الفصائل الفلسطينية في سوريا بعد تعذر التحاقه بلبنان بعد اجتياحها عام 1982.

كتب ميلود قبل استشهاده رسالة مفادها: أنا ميلود نومة من الجنوب التونسي.. قرّرت ورفاقاً لي القيام بهذه العملية لأعيد الاعتبار إلى القضية الفلسطينية التي هي القضية الأم

تدرّب ميلود على رفع السلاح منخرطًا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وكان يتواصل مع عائلته في تونس باسمه الحركي "أبو علي التونسي"، ليقود مع 3 فدائيين، فلسطينيين اثنين وسوري، عملية نوعية شمال فلسطين المحتلة، ويرتقي شهيدًا عن سن 32 عامًا، وقد بات يُطلق عليه لاحقًا في بلدته كنية "أبو الانتفاضة".

وكتب الشهيد في وصيته "أنا ميلود نومة من الجنوب التونسي، وإثر الاجتماع الطارئ وتناسي الزعماء العرب للقضية الفلسطينية، قررت ورفاقاً لي القيام بهذه العملية لأعيد الاعتبار إلى القضية الفلسطينية التي هي القضية الأم".

كيف جرت العملية النوعية؟

عملية ليلة الطائرات الشراعية أو عملية "القبية"، نسبة إلى قرية فلسطينية في رام الله تعرضت لمجزرة على يد الصهاينة عام 1953، نفذها 4 أبطال، ليلة 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1978، وهم كل من التونسي ميلود بن ناجح والسوري خالد أكر وفلسطينين اثنيين لازالت اسمهما مخفية إلى اليوم.

عملية ليلة الطائرات الشراعية أو عملية "القبية" نفذها 4 أبطال، ليلة 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1978، وهم كل من التونسي ميلود بن ناجح والسوري خالد أكر وفلسطينين اثنيين لازالت اسمهما مخفية إلى اليوم

انطلق الطيارون الأربع بطائراتهم الشراعية على الساعة 8 مساء من الليلة المشهودة من فوق أحد تلال وادي البقاع جنوب لبنان والوجهة نحو شمال فلسطين المحتلة لمباغتة العدو الصهيوني في رحلة ذهاب دون عودة. غير أن طائرتي البطلين الفلسطينيين تعطلت لأسباب ميكانيكية ليهبطا داخل الحدود اللبنانية، كما تحطمت طائرة ميلود في المنطقة العازلة الواقعة تحت سيطرة قوات جيش لبنان الجنوبي الموالي للكيان الصهيوني، فيما واصلت طائرة خالد مسيرته بعيدًا عن الرادات الصهيونية ليصل إلى معسكر "غيبور" الذي يضم قوات من نخبة جيش العدو.

هبط الطيار السوري حاملًا سلاح الكلاشنكوف وكاتمًا للصوت ليتوجه نحو بوابة المعسكر وفتح النار على الجنود قبل استشهاده بعد تمزق جسده بالرصاص. وبعد قيام نقاط المراقبة الصهيونية بمسح شامل بمساعدة جيش لبنان الجنوبي، تم العثور على طائرة ميلود فيما كان البطل التونسي مختبئًا في الأحراش وقد التوى كاحله لكنه واجه لوحده مجموعة صهيونية وقتل 5 من عناصرها وجرح 7 آخرين في شراسة بطولية قل نظيرها قبل استشهاده.

عودة الجثمان بعد عقدين

استحوذ الكيان الصهيوني على جثمان الشهيد ميلود طيلة 21 سنة قبل الإفراج عنه عام 2008 في صفقة تبادل للأسرى بين حزب الله والكيان المحتل، وليقع لاحقًا نقل جثمان الشهيد إلى تونس ويُدفن في بلدته في سيدي مخلوف في مدنين.

استحوذ الكيان الصهيوني على جثمان الشهيد ميلود طيلة 21 سنة قبل الإفراج عنه عام 2008 في صفقة تبادل للأسرى بين حزب الله والكيان المحتل

وكتب على شاهد القبر الذي يحمل علم تونس في جهته اليمنى وعلم فلسطين في جهته اليسرى "الشهيد ميلود بن ناجح نومة من مواليد 1955 في محمدية سيدي مخلوف بمدنين، استشهد في عملية الطائرات الشراعية ضد العدو الصهيوني شمال فلسطين في 25/11/1987".

ويقول شقيق الشهيد لموقع "منصة الاستقلال الثقافية" أن والدته زغردت فور سماع استشهاد ابنها فيما كانت كل نساء المنطقة يزرنها ويقبّلن يديها، بينما كان والد الشهيد، الذي توفي عام 1993، يردد على الدوام "الحمد لله أنني دفنت لحمًا في فلسطين".

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

قراءة في كتاب "تطوّر الخطاب السياسي في تونس تجاه القضية الفلسطينية"

وثائقي: اعتراف إسرائيلي باغتيال المهندس التونسي الشهيد محمد الزواري