11-أبريل-2023
فلسطين التطبيع

على خلفية ورود أسماء جامعيين تونسيين ضمن المشاركين في ندوة منتظمة بالشراكة مع جامعات إسرائيلية (ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

عبرت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، الثلاثاء 11 أفريل/نيسان 2023، عن رفضها أن يقع إدراج أسماء باحثين وباحثات من تونس مقرونة بإسم مؤسساتهم الجامعية التونسية إلى جانب أسماء باحثين منتمين إلى جامعات من دولة الاحتلال الإسرائيلي، في مؤتمر علمي بباريس من 16 إلى 18 أفريل/نيسان الجاري من تنظيم "جمعية تاريخ يهود تونس" تحت عنوان: "اليهود والقانون في تونس من الحماية إلى الاستقلال".

نقابة التعليم العالي تعبر عن رفضها إدراج أسماء باحثين وباحثات من تونس مقرونة بإسم مؤسساتهم الجامعية التونسية إلى جانب أسماء باحثين منتمين إلى جامعات من دولة الاحتلال الإسرائيلي

وأعادت النقابة، في بلاغ لها، تأكيد "مواقف الجامعيين التونسيين المبدئية فيما يخص القضية الفلسطينية وانحيازهم الكامل دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والانعتاق ومقاومة الاحتلال وإقامة دولته وعاصمتها القدس".

 

 

وذكّرت، في هذا الصّدد، بأنّ "الحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل تؤكد رفض إقامة أيّ علاقات أكاديمية من أي نوع، بين مؤسّساتنا الجامعية ومؤسّسات إسرائيلية جامعات كانت أو كليات أو هياكل بحث"، داعية الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى الالتزام بهذا المبدأ.

نقابة التعليم العالي: نرفض إقامة أيّ علاقات أكاديمية من أي نوع بين مؤسّساتنا الجامعية ومؤسّسات إسرائيلية وندو الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى الالتزام بهذا المبدأ

كما أكدت نقابة التعليم العالي أن مناهضة التطبيع ثابتة من ثوابتها ومن ثوابت الاتحاد العام التونسي للشغل، داعية الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى "مزيد الاحتياط والتثبت قبل المشاركة في مثل هذه الملتقيات الدولية حتى لا يقعوا في مغبة التطبيع الأكاديمي"، وفق ما جاء في نص البيان.

 

 

بدورها، عبرت جامعة منوبة (وهي إحدى الجامعات التي أعلن مشاركتها في الندوة ممثلة في أحد الجامعيين)، الثلاثاء 11 أفريل/نيسان 2023، عن استغرابها مما اعتبرته "سعيًا ماكرًا للتطبيع"، مشجبة ذلك ومستنكرة بأشدّ درجات الاستنكار تسجيل صفة "الانتساب إليها" في البرنامج، إلى جانب مشاركين من جامعات إسرائيلية.

جامعة منوبة تستنكر بشدة تسجيل صفة الانتساب إليها من قبل أحد المشاركين في ندوة دولية تضم مشاركة جامعات إسرائيلية معتبرة ذلك "سعيًا ماكرًا للتطبيع" 

وذكرت، في بيان لها، أن "قبول المشاركة في ذلك الملتقى مسألة شخصية يتحمل مسؤوليتها من يقدم عليها"، داعية "من له أجندا خاصة ألّا يستعمل في خدمتها اسم جامعة منوبة".

وذكّرت الجامعة أنه سبق لها أن تخلت منذ سنتين عن احتضان ملتقى عالمي ضخم حين حاولت الهيئة الدولية الساهرة على تنظيمه فرض مشاركة أكادميين من جامعات إسرائيلية.

 

 

وأشارت إلى أن رئاسة الجامعة أعلنت آنذاك عن رفضها القطعي لكل محاولات التطبيع الأكاديمي من منطلق مناصرتها للأكادميين الفلسطينيين فيما يتعرضون له من تنكيل وتعسف، والتزامها المطلق بمبادئ الدفاع عن حقوق الإنسان على نحو حقيقي وكلّي، وفق ما جاء في نص البيان. 

 

 

وكانت جمعية يهود تونس قد دعت، في بيان أصدرته بتاريخ 10 مارس/آذار 2023 اطّلع عليه "الترا تونس"، إلى ندوة دولية موضوعها "اليهود والقانون في تونس من الحماية إلى الاستقلال (1881-1956) - بين التقدم التاريخي والمرونة الدينية" تنظمها بباريس من 16 إلى 18 أفريل/نيسان الجاري، بالشراكة مع المركز الفرنسي لليهود التونسية، وبالتعاون مع عدد من المراكز من بينها "مكتبة التحالف الإسرائيلي العالمي (AIU)".

وأشارت المنظمة إلى أنه سيتم تنظيم هذه الندوة من قبل اللجنة التوجيهية المكونة من عدد من الأساتذة من بينهم الجامعي والعميد السابق لكلّية منوبة بتونس الحبيب الكزدغلي.

وقد  أثار ذلك استياءً واسعًا في تونس على اعتبار أن الندوة بالشراكة مع جامعات إسرائيلية وعدد من الأساتذة الإسرائيليين والداعمين للاحتلال الإسرائيلي واعتبر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي ذلك بمثابة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وأدانت أحزاب تونسية تنظيم جمعية تونسية ندوة دولية بالشراكة مع منظمة إسرائيلية وبمشاركة عدد من الجامعيين التونسيين وآخرين من الكيان الإسرائيلي، في الوقت الذي تتزايد فيه الأعمال الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني ومقدساته بعد إقدام قوات العدو الصهيوني على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه واعتقال المئات منهم.

وحمّلت الجهات الرسمية التونسية وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي "مسؤولية التصدي والرد على هذه الجريمة في حق تونس وشعبها"، معتبرة صمتها قبولًا ضمنيًا ومشاركة صريحة في جريمة التطبيع.