الترا تونس - فريق التحرير

أعلنت جامعة منّوبة، الجمعة 21 ماي/آيار 2021، أنها انسحبت من تنظيم الدّورة السّادسة لـ"مؤتمر دراسات الشرق الأوسط " (WOCMES) التي كان من المفترض عقدها بتونس في سبتمبر/أيلول 2022، بسبب خلاف نشب على خلفية رفض الجامعة مشاركة أكاديميين إسرائيليين في هذه التظاهرة، وذلك بقرار من المجلس العلمي للجامعة المنعقد بتاريخ 10 ماي/آيار الجاري.

ويأتي قرار الجامعة بالانسحاب من تنظيم هذه التظاهرة، حسب بيان اطّلعت عليه وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، احتجاجًا على خرق مبادئ أساسيّة عليا، وتمّ اتّخاذه بناء على ما اعتبرته تجاهلًا لمبدأ ضرورة احترام قرار سيادي لدولة حيال سياسة إسرائيل من القضية الفلسطينية، وتغييبًا لمبدأ "الدرس الحر" المتجرّد الذي كان ينبغي أن يصدر عنه وحده وبمقتضى علويته.

جامعة منوبة: تم اتخاذ هذا القرار احتجاجًا على تجاهل مبدأ احترام قرار سيادي لدولة حيال سياسة إسرائيل من القضية الفلسطينية

وأضافت الجامعة، في ذات الإطار، أن هذا القرار انبنى أيضًا على ما وصفته بـ"خرق مبدأ وجوب احترام نتائج التّصويت، والتراجع عمّا أسفر عنه تصويت سابق نتيجة ضغوط كبيرة مارستها أطراف من داخل المجلس الاستشاري ومن خارجه، على الأرجح، لفرض المشاركة الإسرائيليّة فرضًا، وهو ما ترفضه جامعة منّوبة رفضًا قطعيًّا، حسب ما ورد في البيان.

وأوضح المشرف على البرنامج العلمي للدورة السادسة للمؤتمر الأستاذ هشام ريفي أن خلافًا كبيرًا نشب بعد إعلام جامعة منوبة المجلس الاستشاريّ للمؤتمر بأنّه لا يمكن للجامعيّين الإسرائيليّين المشاركة في أشغال دورة تونس، سواء كان على نحو حضوريّ أو عن بعد، وذلك قبل الشروع في ضبط قائمات المشاركين الذين سيقع الاتّصال بهم وإثر الانتهاء من المرحلة الأولى للإعداد لهذه التظاهرة.

وبيّن ريفي، في تصريح للوكالة الرسمية، أن الخلاف بين الطرفين تبعته مراسلات كثيرة في استيضاح الجانب التّونسي ومناقشة قراره ومحاولة دفعه إلى قبول الإسرائيليّين بتونس للمشاركة في المؤتمر، طوال شهرين تقريبًا.

 المشرف على البرنامج العلمي للدورة السادسة للمؤتمر: خلاف كبير نشب إثر إعلام جامعة منوبة المجلس الاستشاري للمؤتمر بأنّه لا يمكن للجامعيين الإسرائيليين المشاركة في أشغال دورة تونس

وأضاف أن المجلس الاستشاريّ للمؤتمر صوّت إثر ذلك، في 15 أفريل/نيسان 2021، على مقترح يبقي على التنظيم في تونس دون مشاركة إسرائيليّة، غير أنّ أطرافًا من داخل المجلس ومن خارجه أيضًا على الأرجح، ضغطت لإعادة التّصويت على مقترح جديد يتمثّل في تأخير المؤتمر إلى سنة 2023 والاحتفاظ بتونس كبلد مترشّح ولكن مع دعوة ثانية إلى تقديم ترشّحات لتنظيم المؤتمر من قبل دول أخرى تسمح بمشاركة كلّ الجنسيّات،  وهو ما تمّ يوم 4 ماي/آيار 2021.

وأكد الأستاذ هشام ريفي أن "موقف جامعة منّوبة كان واضحًا وحاسمًا وثابتًا وصارمًا، وقد ردّت الجامعة بالحجج على اتّهامات ضمنيّة وأخرى صريحة وطالبت بوجوب احترام موقف الدّولة التونسية السيادي من سياسة إسرائيل في القضية الفلسطينية.

جدير بالذكر أن جامعة منوبة كانت قد انتُخبت، في فيفري/شباط 2020 من المجلس الاستشاري للمؤتمر بأغلبية الأصوات، لتنظيم هذا الملتقى العلمي الدولي في تونس بالاشتراك مع جامعتي تونس وتونس المنار ومراكز أبحاث من فرنسا. وهو ملتقى ينعقد مرة كل أربع سنوات بإحدى الدول إثر انتخابها من قبل المجلس الاستشاري للمؤتمر.

اقرأ/ي أيضًا:

تونس: مرجعيّة المقاومة والديمقراطية في مواقف الدولة والأحزاب من معركة القدس

تجريم التطبيع.. مبادرات تشريعية متعددة والتفعيل غائب في تونس