12-أبريل-2023
الحبيب الكزدغلي

الحبيب الكزدغلي هو أحد الجامعيين التونسيين الذين وردت أسماؤهم ضمن المشاركين في ندوة بالشراكة مع جامعات إسرائيلية (فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال الأستاذ الجامعي التونسي الحبيب الكزدغلي (أحد الجامعيين الذين وردت أسماؤهم ضمن المشاركين في ندوة بالشراكة مع جامعات إسرائيلية)، الثلاثاء 11 أفريل/نيسان 2023، في تعليقه على الضجة الحاصلة على خلفية ورود اسمه ضمن الجامعيين التونسيين الذين سيؤثثون ندوة من تنظيم جمعية يهود تونس بالشراكة مع جامعات إسرائيلية بباريس من 16 إلى 18 أفريل/نيسان 2023، إن الجهات المنددة بمشاركته في الندوة تشنّ "حملة مفتعلة لأسباب سياسوية مشبوهة"، حسب تصوره.

الحبيب الكزدغلي: الجهات المنددة بمشاركتي في الندوة المتعلقة بيهود تونس تشنّ "حملة مفتعلة لأسباب سياسوية مشبوهة"

واعتبر، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن "إثارة قضية التطبيع نظرًا لحضور عدد من المؤرخين المنتمين لجامعات إسرائيلية ليس له من مبرر باعتبار أن ذلك تم أيضًا في كل الملتقيات السابقة كما هو الشأن في كل المؤتمرات الدولية العلمية وكما سيكون الأمر في هذه المرة في حدود الموضوع المطروح في الندوة التي ستنشر أعمالها لاحقًا"، على حد قوله، بما يفسّر تمسكه بالمضي في المشاركة بالندوة.

وفي تبريره لموقفه، قال الأستاذ الجامعي إن "التطبيع قضية تتعلق بالدول لا بالأشخاص"، مستدركًا أنه "لم يسبق له الدعوة للتطبيع أو تبريره بأيّ شكل من الأشكال"، على حد قوله.

وذكر أن الندوة ستتناول من منظور علمي أكاديمي بحث مسألة العلاقة بين الدين والقانون لدى اليهود التونسيين، مشيرًا إلى أنه "قد استجاب إلى دعوة المنظمين عدد من الباحثين من مختلف بلدان العالم وذلك بشكل فردي كما يجري في كل المؤتمرات الدولية ودون تمثيل لأي بلد أو منظمة أو جامعة أو جهة كانت"، وفق تصريحه.

الحبيب الكزدغلي: إثارة قضية التطبيع لحضور مؤرخين منتمين لجامعات إسرائيلية ليس له من مبرر باعتبار أن ذلك تم أيضًا في كل الملتقيات السابقة كما هو الشأن في كل المؤتمرات الدولية العلمية

وكانت جمعية يهود تونس قد دعت، في بيان أصدرته بتاريخ 10 مارس/آذار 2023 اطّلع عليه "الترا تونس"، إلى ندوة دولية موضوعها "اليهود والقانون في تونس من الحماية إلى الاستقلال (1881-1956) - بين التقدم التاريخي والمرونة الدينية" تنظمها بباريس من 16 إلى 18 أفريل/نيسان الجاري، بالشراكة مع المركز الفرنسي لليهود التونسية، وبالتعاون مع عدد من المراكز من بينها "مكتبة التحالف الإسرائيلي العالمي (AIU)".

وأشارت المنظمة إلى أنه سيتم تنظيم هذه الندوة من قبل اللجنة التوجيهية المكونة من عدد من الأساتذة من بينهم الجامعي والعميد السابق لكلّية منوبة بتونس الحبيب الكزدغلي.

 

 

وقد أثار ذلك استياءً واسعًا في تونس على اعتبار أن الندوة بالشراكة مع جامعات إسرائيلية وعدد من الأساتذة الإسرائيليين والداعمين للاحتلال الإسرائيلي واعتبر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي ذلك بمثابة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

أثار ورود أسماء جامعيين تونسيين ضمن المشاركين في ندوة من تنظيم جمعية يهود تونس بالتعاون مع جامعات إسرائيلية وبحضور جامعيين من الاحتلال الإسرائيلي استياءً واسعًا في تونس

وعبرت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، الثلاثاء 11 أفريل/نيسان 2023، عن رفضها أن يقع إدراج أسماء باحثين وباحثات من تونس مقرونة باسم مؤسساتهم الجامعية التونسية إلى جانب أسماء باحثين منتمين إلى جامعات من دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وذكّرت، في بيان لها، بأنّ "الحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل تؤكد رفض إقامة أيّ علاقات أكاديمية من أي نوع بين مؤسّساتنا الجامعية ومؤسّسات إسرائيلية جامعات كانت أو كليات أو هياكل بحث"، داعية الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى الالتزام بهذا المبدأ.

كما أكدت نقابة التعليم العالي أن مناهضة التطبيع ثابتة من ثوابتها ومن ثوابت الاتحاد العام التونسي للشغل، داعية الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى "مزيد الاحتياط والتثبت قبل المشاركة في مثل هذه الملتقيات الدولية حتى لا يقعوا في مغبة التطبيع الأكاديمي"، وفق ما جاء في نص البيان.

بدورها، عبرت جامعة منوبة (وهي إحدى الجامعات التي أُعلن عن مشاركتها في الندوة ممثلة في أحد الجامعيين)، الثلاثاء 11 أفريل/نيسان 2023، عن استغرابها مما اعتبرته "سعيًا ماكرًا للتطبيع"، مشجبة ذلك ومستنكرة بأشدّ درجات الاستنكار تسجيل صفة "الانتساب إليها" في البرنامج، إلى جانب مشاركين من جامعات إسرائيلية.

كما أدانت وأحزاب تونسية ونشطاء مشاركة عدد من الجامعيين التونسيين في ندوة إلى جانب آخرين من الكيان الإسرائيلي، في الوقت الذي تتزايد فيه الأعمال الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني ومقدساته بعد إقدام قوات العدو الصهيوني على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه واعتقال المئات منهم.

وحمّلت الجهات الرسمية التونسية وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي "مسؤولية التصدي والرد على هذه الجريمة في حق تونس وشعبها"، معتبرة صمتها قبولًا ضمنيًا ومشاركة صريحة في جريمة التطبيع. تجدون أكثر تفاصيل عن ذلك في المادتين التاليتين: