16-أكتوبر-2021

مقاربة بيئية مجدّدة تطرحها شركة تونسية شابة الفكر والسواعد تعنى بجمع النفايات القابلة للرسكلة وإعادة التدوير

 

مقاربة بيئية مجدّدة تطرحها شركة تونسية شابة الفكر والسواعد تعنى بجمع النفايات القابلة للرسكلة وإعادة التدوير، إذ اعتمدت مبدأ المنفعة المشتركة عن طريق تحفيز جملة الأطراف المتداخلة في منظومة جمع النفايات في تونس من مواطنين وأصحاب مؤسسات صغرى ومتوسّطة، بتقديم منافع مادية وخدمات نظير انخراطهم والتزامهم البيئي بتمكين هذه الشركة من النفايات التي كان سيقع التخلص منها في المكبات العامة مع ما يخلفه ذلك من أضرار على البيئة وعلى المواطنين.

تكمن طرافة المشروع في تحويل فكرة الأشياء التي لا تباع ولا تشترى في ثقافتنا مثل القمامة والنفايات الناتجة عن الاستهلاك المنزلي اليومي إلى بضاعة يقع الاحتفاظ بها وتثمينها لتتحول إلى مصدر عائدات

ويتخلص التونسيون سنويًا من 2.6 مليون طن من النفايات القابلة للرسكلة وذلك حسب آخر إحصائيات للوكالة الوطنية للتصرّف في النفايات، كميات مهولة من مختلف المواد تكدّس في حاويات القمامة في الشوارع والتجمعات السكنية وفي كل مكان في ربوع البلاد يقع تجميعها دون أي فرز لتعرف طريقها نحو المصبّات العمومية التي بدورها أصبحت نقاطًا سوداء وقنابل موقوتة تهدد حياة سكان الأحياء المتاخمة لها خاصة مع الزحف العمراني الكبير والمطّرد الذي عرفته البلاد في العقود الأخيرة.

يتخلص التونسيون سنويًا من 2.6 مليون طن من النفايات القابلة للرسكلة (صفحة شركة كوليبريس/فيسبوك)

شراء ما لا يشترى

تكمن طرافة المشروع في تحويل فكرة الأشياء التي لا تباع ولا تشترى في ثقافتنا وفي أكثر حالاتنا تفاؤلًا مثل القمامة والنفايات الناتجة عن الاستهلاك المنزلي اليومي إلى بضاعة يقع الاحتفاظ بها وتثمينها لتتحول إلى مصدر عائدات بعد أن كان التخلص منها فقط عبئًا يوميًا ثقيلًا على ربات وأرباب البيوت، ولا يتطلب الأمر أكثر من تغيير نظرتنا للأمور والتفكير في أن الانخراط في هذه المنظومة سيمكننا من حماية البيئة، من توفير مواطن شغل إضافة إلى الحصول على منافع مادية وعينية.

سليم السليمي (صاحب الشركة) لـ"الترا تونس": بمجرّد التفكير في أن 65% من النفايات مصدرها بيوت التونسيين يمكننا إدراك الحجم الهائل للاستثمار في هذا المجال والذي بوعي والتزام كل الأطراف سيعود بالنفع على الجميع 

يقول سليم السليمي (42 سنة) متحصل على الأستاذية في اللغة الإنجليزية وصاحب شركة "كوليبريس" لجمع النفايات القابلة للرسكلة أن الفكرة ارتكزت على الجمع بين الإفادة والمتعة، إذ بمجرّد التفكير في أن 65% من النفايات مصدرها بيوت التونسيين يمكننا إدراك الحجم الهائل للاستثمار في هذا المجال والذي بوعي والتزام جميع الأطراف سيعود بالنفع على الجميع على أصعدة متعددة من أهمها تقليص عدد المصبات العمومية للنفايات والمحافظة على بيئة سليمة للأجيال القادمة.

اقرأ/ي أيضًا:  شباب يبدع.. تحويل النفايات إلى قطع فنية

الاستثمار في الفكرة

ويضيف السليمي في حديثه لـ"الترا تونس" أن شركته الناشئة تلعب دورًا تحسيسيًا وتنظيميًا في مسار جمع النفايات الذي تقوم به شركات مختصة في المجال، الاستثمار الوحيد كان في الفكرة والتركيز على استراتيجية اتصالية وتسويقية واضحة المعالم تخاطب الجانب المسؤول في نفس كل الأطراف، مبينًا في هذا الصدد أن عدد المنخرطين في تزايد مستمر وهو دليل على تقبل الفكرة وجاذبيتها التي تقوم على تقاسم المنافع بين جميع الأطراف المتفاعلة وذلك على المدى القصير والمتوسط.

السليمي لـ"الترا تونس": عدد المنخرطين في المنظومة في تزايد مستمر وهو دليل على تقبل الفكرة وجاذبيتها التي تقوم على تقاسم المنافع بين جميع الأطراف المتفاعلة وذلك على المدى القصير والمتوسط

تتحصل ربات البيوت مقابل التفويت في النفايات المنزلية على بطاقات خصم وتخفيضات من مجموعة من المغازات أو مسدي خدمات في عديد المجالات المتعاقدين مع الشركة، وفي صورة تخليهن عن هذه الامتيازات بصفة طوعية فإنه يقع توجيهها لتمويل جمعيات خيرية وحملات تشجير للمساحات الغابية والمنتزهات العائلية مع إعلام المتبرع بمصير عائدات نفاياته لإضفاء مزيد من الشفافية وللمحافظة على الحافز المعنوي له لمواصلة التعامل مع الشركة.

فكرة شراء النفايات المنزلية على فرادتها وطرافتها في الآن نفسه، تحمل في طياتها الكثير من الإشارات الإيجابية للشباب التونسي، فكرة لأستاذ في اللغة الإنجليزية بعيد كل البعد عن الدراسات الاقتصادية والمعادلات التجارية، انطلقت من معطى إحصائي متاح للجميع على شبكة الإنترنت ثم اعتمدت على ربط جملة من الأطراف من محلات تجارية وشركات تجميع النفايات ومواطنين وتحفيزهم حول هدف واحد ومصلحة مشتركة لتحقق نجاحًا سيكون له ما يليه في قادم الأيام. 

فكرة المشروع تحمل في طياتها الكثير من الإشارات الإيجابية للشباب التونسي (صفحة "كوليبريس"/فيسبوك)

 

اقرأ/ي أيضًا:

حوار/مصنّع أول سيارة تونسية بالطاقة الشمسية: التسويق بداية 2022 والسعر مفاجأة

باعث مشروع العلف المركّب بقفصة لـ"الترا تونس": مشروعي معطّل من لوبيات الأعلاف

صاحب مشروع تربية الذباب: سنعتمد بروتين الذباب في صناعة الخبز والمعكرونة