30-مارس-2023
جوي هود

جوي هود: سندعم تونس اقتصاديًا بغضّ النظر عن قلقنا من الجانب السياسي

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس جوي هود، الخميس 30 مارس/آذار 2023، أن ما يُتداول حول أن "الولايات المتحدة تعرقل وتعيق توصل تونس إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي هو أمرٌ غير صحيح وعارٍ من الصحة".

السفير الأمريكي بتونس: أي اتفاق تتوصل إليه تونس مع صندوق النقد سيكون قرارًا سياديًا بحتًا من الجانب التونسي وعندما تتقدم تونس في تنفيذ برنامج "الإصلاحات" الذي قدمته للصندوق لن تلاقي إلا كامل الدعم من الولايات المتحدة

وأضاف، في مقابلة له على إذاعة "إكسبرس" (محلية)، أن أي اتفاق تتوصل إليه تونس مع صندوق النقد سيكون قرارًا سياديًا بحتًا من الجانب التونسي، مردفًا أن "لدى الحكومة التونسية خطة جيدة قدمتها لصندوق النقد الدولي ولاقت استحسانًا من الصندوق ومن شركاء دوليين آخرين، وما عليها الآن هو تنفيذ هذه الخطة"، حسب رأيه.

وعقّب جوي هود: "عندما تتقدم تونس في تنفيذ هذه الخطة لن تلاقي إلا كامل الدعم من الولايات المتحدة، وكذلك حسب ما سمعته من زملائي السفراء الأجانب الآخرين المعتمدين في تونس فإنه سيكون هناك تدفق لدعم خارجي ثنائي لدولهم مع تونس وإمدادات مالية أخرى خارج طاولة صندوق النقد في حال توصلها للاتفاق"، وفق تأكيده.

 

 

وبخصوص موقف الولايات المتحدة الأمريكية مما يحصل في تونس، قال السفير الأمريكي: "الموقف الأمريكي كان لمدة سنوات طويلة موقفًا متّسقًا وواضحًا"، معقبًا: "حتى تكون هناك ديمقراطية صحية يرى الجانب الأمريكي أنه من الواجب أن تكون هناك سلطات مستقلة عن بعضها البعض، وأن تكون هناك سلطة تشريعية وسلطة قضائية مستقلتان للقيام بدور الموزانة بين السلطات، وأن تكون هناك صحافة حرّة".

السفير الأمريكي بتونس: سندعم برنامج الإصلاحات الاقتصادية للحكومة التونسية الذي تقدمه لصندوق النقد الدولي بغضّ النظر عن قلقنا من الجانب السياسي

وتابع: بما أن لدينا في الولايات المتحدة سلطة تشريعية مستقلة جدًا، فإن بعض أعضاء الكونغرس أدلوا بتصريحات عبروا من خلالها عن قلقهم مما يحصل في تونس ووجهوا رسالة في هذا الخصوص إلى وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، ومن حقّهم أن يعبروا عن رأيهم بكلّ صراحة.

وبخصوص ما إذا كان هناك رابط بين قلق الولايات المتحدة من الوضع السياسي في تونس ودعمها للجانب الاقتصادي بها، قال السفير الأمريكي: "سندعم برنامج الإصلاحات الاقتصادية للحكومة التونسية الذي تقدمه لصندوق النقد الدولي بغضّ النظر عن قلقنا من الجانب السياسي"، على حد قوله.

وحول تعديل الولايات المتحدة مساداتها الموجهة لتونس، قال جوي هود إن "الولايات المتحدة تراجع سنويًا كل المساعدات التي تقدمها لكل الدول عبر العالم وتراجع الميزانية المخصصة لذلك"، مستدركًا: "للأسف لم نكن نتنبأ بالعزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما خلف تغييرًا كبيرًا فيما نرصده في الميزانية عبر العالم، لذلك عدلنا في مساعداتنا الموجهة لتونس".

السفير الأمريكي بتونس: "خلال الأسابيع القادمة ستكون هناك بواخر محملة بالقمح ستأتي إلى تونس بتمويلات من الولايات المتحدة الأمريكية"

واستطرد القول: "خلال الأسابيع القادمة ستكون هناك بواخر محملة بالقمح ستأتي إلى تونس بتمويلات من الولايات المتحدة الأمريكية"، على حد قوله.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن قد حذّر، الأربعاء 22 مارس/آذار 2023، من أن تونس تحتاج بشكل طارئ إلى التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، بعد تعبير الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء تدهور الوضع السياسي والاقتصادي في تونس.

وقال بلينكن، ردًا على سؤال حول تونس خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي "أهم ما يمكنهم فعله في تونس من الناحية الاقتصادية هو التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف "نشجّعهم بشدّة على القيام بذلك لأن الاقتصاد قد يتجه إلى المجهول".

كان وزير الخارجية الأمريكي قد أكد أن "تونس تحتاج بشكل طارئ إلى التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي" معقبًا: "نشجّعهم بشدّة على القيام بذلك لأن الاقتصاد قد يتجه إلى المجهول"

وعبّر بلينكن، في ذات الجلسة، أيضًا عن مخاوفه بشأن التحوّل السياسي لتونس في عهد قيس سعيّد الذي جمّع جميع الصلاحيات منذ 25 جويلية/يوليو 2021.

وقد جمع،  الثلاثاء 28 مارس/آذار 2023، وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن بنائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الخارجية أنطونيو تاجاني، تمحور حول "التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها تونس وضرورة مساعدة السلطات التونسية على تطبيق حلول دائمة لها"، وفق ما ورد في بلاغ للخارجية الأمريكية.

 

 

وورد في ذات البلاغ أن الولايات المتحدة تواصل تأكيد "أهمية قيام السلطات التونسية بتنفيذ سريع لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الخاص بها لمعالجة الأزمة الاقتصادية في البلاد والتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي".

في سياق متصل، غرّد بلينكن، على حسابه الرسمي بتويتر، حول الاتصال الهاتفي المذكور بالقول "سعيد للتحدث مع وزير الخارجية الإيطالي اليوم حول التحديات في تونس والتدابير التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة وحلفاؤنا لدعم تطلعات الشعب التونسي إلى حكومة ديمقراطية وخاضعة للمساءلة"، وفق تعبيره.

وكانت تعددت في الآونة الأخيرة، وبشكل لافت، الاتصالات والبلاغات واللقاءات الأجنبية، خاصة الغربية منها وبالخصوص من إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة، حول الوضع في تونس، خاصة الاقتصادي، والذي وصف من عدد من المسؤولين الغربيين بأنه يُوشك على "الانهيار"، مؤكدين دعمهم تونس للحصول على قرض صندوق النقد الدولي ومشددين على أنها الفرضية الوحيدة للإيفاء بالتزاماتها المالية داخليًا وخارجيًا.

وفٌهمت هذه التصريحات المتتالية من مسؤولين غربيين إضافة إلى زيارات لتونس ولقاءات مع مسؤولين تونسيين كمحاولات ضغط على الرئيس التونسي قيس سعيّد لإمضاء اتفاق قرض الصندوق، الذي لا يبدو الأخير متحمسًا له رغم الصعوبات والأزمة الاقتصادية الحادة في البلد، إضافة إلى حرص إيطالي وأوروبي على تجنب موجات هجرة غير نظامية أعلى خلال الفترة القادمة انطلاقًا من تونس، في حال تواصل توتر وسوء الأوضاع في البلاد.