24-مارس-2023
 قيس سعيّد وبربرا ليف

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربارا أ. ليف خلال لقاء سابق مع الرئيس التونسي

الترا تونس - فريق التحرير

 

قالت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، الخميس 23 مارس/آذار 2023، إن الرئيس التونسي قيس سعيّد أثار "قلقًا بالغًا" بشأن الاتجاه الذي تتحرك نحوه تونس باعتماد إجراءات أضعفت الضوابط والتوازنات الديمقراطية، وفقها.

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي: سعيّد أثار "قلقًا بالغًا" بشأن الاتجاه الذي تتحرك نحوه تونس باعتماد إجراءات أضعفت الضوابط والتوازنات الديمقراطية

ونقلت وكالة رويترز عن ليف، إثر مقابلة خاصة معها، أنه "بعد أعوام من الجهود لبناء نظام ديمقراطي إلا أن ما رأيناه في العام ونصف العام الماضيين هو أن تونس تتجه في اتجاه مختلف للغاية". وعلقت الوكالة أن "هذا أوضح انتقاد توجهه واشنطن لسعيّد حتى الآن".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت، الأربعاء 15 مارس/آذار 2023، أن مساعدة الوزير لشؤون الشرق الأدنى باربارا أ. ليف ستتجه في زيارة إلى الأردن ومصر ولبنان وتونس، خلال الفترة بين 15 و25 مارس/آذار الجاري، وذلك في بيان صحفي عن مكتب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، اطلع عليه "الترا تونس".

يُذكر أن زيارة ليف إلى تونس امتدت من 20 إلى 23 مارس/آذار الجاري، وخصصت، وفق ما ورد في البيان المذكور، "لإعادة تأكيد الدعم الأمريكي للشعب التونسي وتطلعاته إلى حكم ديمقراطي وخاضع للمساءلة، وإجراء مشاورات بشأن الإصلاحات الاقتصادية الحاسمة"، إضافة إلى "التشديد على دعم الولايات المتحدة لعمل دبلوماسييها في العواصم التي يتمركزون فيها ودعمها لإجراء الانتخابات الليبية".

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي: أحدث تعليقات لسعيّد بأن أي قاض يقرر إطلاق سراح المشتبه بهم سيعتبر متواطئًا معهم وهذا "بالضبط نوع التعليقات الذي أثار قلقنا البالغ إزاء الاتجاه الذي تسير فيه تونس"

وأضافت ليف، في حديثها مع رويترز  "كانت هناك عدة إجراءات اتخذها الرئيس التونسي العام الماضي والتي أضعفت بصراحة المبادئ الأساسية للضوابط والتوازنات"، متابعة أن أحدث تعليقات لسعيّد بأن أي قاض يقرر إطلاق سراح المشتبه بهم سيعتبر متواطئًا معهم هي "بالضبط نوع التعليقات الذي أثار قلقنا البالغ إزاء الاتجاه الذي تسير فيه تونس تحت قيادة هذا الرئيس".

وأكدت ليف أن الكثير من التونسيين غير راضين عن الأعوام التي أعقبت ثورة 2011 التي جلبت الديمقراطية، لكنها قالت "لتصحيح أوجه القصور هذه، لا تجرد المؤسسات من سلطاتها". وأضافت "لا أستطيع التفكير في مؤسسة أكثر أهمية من سلطة قضائية مستقلة".

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي: الكثير من التونسيين غير راضين عن الأعوام التي أعقبت ثورة 2011 التي جلبت الديمقراطية، لكن لتصحيح أوجه القصور هذه، لا تجرد المؤسسات من سلطاتها

وتعرّض الرئيس التونسي قيس سعيّد لانتقادات حادة، بسبب تعليقات أدلى بها الشهر الماضي ورد فيها أن هناك "مؤامرة إجرامية لتغيير التركيبة السكانية في تونس من خلال الهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء".

وعلقت ليف، حول هذ الموضوع "كانت هذه هي التعليقات سببًا في خلق مناخ رهيب من الخوف، لكن نتج عنها ما هو أكبر من ذلك إذ تسببت في هجمات على هؤلاء الأشخاص الضعفاء وموجة عارمة من الخطاب العنصري".

وردًا على سؤال حول الخطوات التي اتخذتها تونس للتأكيد على حقوق المهاجرين إثرث  الحملة، أجابت رويترز "لا يزال ثمة عمل يتعين القيام به". مع العلم أن سعيّد  لم يتراجع عن تعليقاته حول تأثير الهجرة غير النظامية على التركيبة السكانية لتونس.

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي: قرار تونس بتنفيذ الإصلاحات التي اقترحتها على صندوق النقد الدولي "قرار سيادي… وإن قرروا ألا يفعلوا ذلك، فنحن حريصون على معرفة ما هي الخطة ب أو الخطة ج لديهم"

وحول استياء السلطات في تونس من المواقف الغربية خاصة واعتبارها تدخلًا في الشأن التونسي الداخلي، قالت ليف "الأصدقاء يتحدثون مع أصدقائهم بصدق… سنوجه الانتقادات حينما تكون الانتقادات مستحقة. هذا ليس تدخلاً".

 

 

وأضافت أن مصير مساعي تونس للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي "لدعم الإصلاحات والحيلولة دون حدوث انهيار اقتصادي" هي في يدي الحكومة، وتابعت "هذه حزمة تفاوضوا (الحكومة التونسية) عليها، وتوصلوا إليها، ولسبب ما لم يوقعوا على الحزمة التي تفاوضوا عليها"، وفق  ما نقلت رويترز.

وأردفت "المجتمع الدولي مستعد لدعم تونس حينما تتخذ قيادتها قرارات جوهرية حول وجهتها"، مضيفة أنه حتى تقرر الحكومة توقيع حزمة الإصلاح الخاصة بها سنظل "مكتوفي الأيدي". وختمت أن قرار تونس بتنفيذ الإصلاحات التي اقترحتها على صندوق النقد الدولي "قرار سيادي… وإن قرروا ألا يفعلوا ذلك، فنحن حريصون على معرفة ما هي الخطة ب أو الخطة ج لديهم".

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي: "المجتمع الدولي مستعد لدعم تونس حينما تتخذ قيادتها قرارات جوهرية حول وجهتها"

يُذكر أن الرئاسة التونسية لم تصدر أي بيان عن زيارة المسؤولة الأمريكية فيما اكتفت سفارة الولايات المتحدة في تونس بإصدار بيان موجز ورد فيه أن "مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف قد قدمت إلى تونس في إطار جولة إقليمية. والتقت خلال زيارتها بوزير الخارجية التونسي نبيل عمار، وأنها أكدت أهمية تسهيل عمل الدبلوماسيين في تونس وواشنطن.

وورد في ذات البيان أن ليف "نقلت وجهات نظر الولايات المتحدة حول أهمية تأمين منظومة من الضوابط والتوازنات بين السلط، الأمر الذي لا غنى عنه لجميع الأنظمة الديمقراطية. وحثت كذلك على التنفيذ السريع لخطة الإصلاح الاقتصادي التي وضعتها حكومة قيس سعيّد، والتي نالت دعمًا من صندوق النقد الدولي والدول المانحة".

كما  تم التعرض للقاءات جمعت مساعدة وزير الخارجية "بممثلين عن المجتمع المدني التونسي النشيط الداعمين لقيام عملية سياسية ديمقراطية تشمل الجميع وتحمي الحريات الأساسية، بما في ذلك الحق في حرية التعبير".