10-نوفمبر-2019

يشارك فنانون تونسيون وأجانب في صنع منحوتات من المواد الطبيعية في القصرين (وليد العجلاني)

 

تفرّق حوالي 20 فنانًا تشكيليًا في فضاء المعهد العالي للفنون والحرف بالسيليوم بالقصرين، وقد اختار كلّ منهم ركنه الخاص لتحويل كتلة من الحجارة الضخمة أو الرخام أو الطين إلى مجسّم فني، ينحت عليه أو منه ما تجود به قريحته لإبداع منحوتة ستزوّق أكبر شارع في مدخل مدينة القصرين ووسطها. ولكلّ منهم أدواته البسيطة لقطع الرخام وصقله للنحت وتشكيل مجسّمه الضخم.

ينتظم المهرجان الدولي لفنون النحت في دورة 2019 في السيليوم بالقصرين بمشاركة فنانين تونسيين وأجانب لصنع منحوتات من المواد الطبيعية

هم فنانون اختاروا المشاركة هذه السنة في المهرجان الدولي لفنون النحت الذي أقيم في السيليوم بمدينة القصرين، بعد أن انتظم سابقًا في مدينة الحمامات. ويشارك فنانون تونسيون وأجانب طيلة 14 يومًا لإنهاء منحوتاتهم الفنية، ولكلّ منهم أدواته البسيطة لقطع الرخام وصقله وتشكيل مجسّمه الضخم.

يشارك فنانون تونسيون وأجانب في المهرجان الدولي لفنون النحت (وليد العجلاني)

 

شاهد/ي أيضًا: فيديو: النحت على بواقي الخشب.. حرفة في ازدهار

وتحدث وليد العجلاني المكلّف بالإعلام للمهرجان لـ"ألترا تونس" أن المهرجان أُقيم هذه السنة بدعم من وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للثقافة والمجلس الجهوي لولاية القصرين إضافة إلى مصنع الحلفاء.

وأوضح أنه كان من المتفق قبل انطلاق المهرجان أن تدعم البلديات هذه التظاهرة مقابل حصول كلّ بلدية على منحوتة شريطة الالتزام بحفظها وتركيزها في الشوارع الرئيسية للمدن بطريقة معيّنة تحفظ المنحوتة، ولكنه أفاد أنّ البلديات تراجعت عن الاتفاق ولم تدعم المهرجان.

وقال محدثنا، في هذا الإطار، أنه تقرّر إبقاء كلّ المنحوتات في ولاية القصرين لتجميل الطريق الرئيسي منذ مدخل المدينة إلى وسطها مضيفًا أنّ التظاهرة تنتظم هذه السنة ببادرة من الفنان التشكيلي محسن الجليطي.

وليد العجلاني (المكلف بالإعلام في المهرجان): تقرّر إبقاء منحوتات المهرجان في القصرين لتجميل الطريق الرئيسي منذ مدخل المدينة إلى وسطها 

ويعتبر الجليطي، ابن القصرين، من بين أشهر الفنانين التشكيليين ومبدعي فنّ النحت على الحجارة في تونس، لاسيما وقد شارك في العديد من التظاهرات الوطنية والدولية في الفن التشكيلي والنحت خصوصًا، ونال أهم جوائزه عن عمله النحتي "دونكيشوت".

وتنتظم تظاهرة المهرجان الدولي لفنون النحت هذه السنة في القصرين بمبادرة منه، خاصة وأنّ المنطقة تعرف بثرواتها في مواد الرخام والحجارة والخشب والطين التي تُستعمل في النحت.

تُعرف مدينة القصرين بالمواد الطبيعية مثل الرخام والحجارة والخشب والطين  (وليد العجلاني)

 

وقد أشار محسن الجليطي إلى أنّ القصرين تستحق تنظيم تظاهرة دولية لفنّ النحت لما تزخر به من ثروات طبيعية يمكن تثمينها في منحوتات فنية قادرة على تجميل المدن، إلى جانب تشجيع الفنانين والحرفيين الشباب وحتى طلبة الفنون على الاطلاع عن تجارب وطنية وعالمية في فنّ النحت، وكيفية استغلال العديد من المواد لإنجاز أعمال فنية تزوّق الساحات والحدائق العمومية.

اقرأ/ي أيضًا: ملتقى الخزف الفني.. فن عريق في قلب تونس بأنامل صفوة خزافي العالم

وقد اختار كل فنان مشارك في المهرجان ما يحتاجه لنحت منحوتته الفنية، بين من خيّر النحت على الرخام الأبيض، ومن اختار الحجارة أو الطين اللين لنحت مجسّمه، فيما اختار بعض الفنانين الآخرين على غرار الفنان التشكيلي يامن العبدلي الخردة والحديد لتشكيل مجسّمه، وهو من أهم الفنانين في تجسيد مجسمات من الخردة الحديدية في القصرين، وساهم بشكل كبير طيلة السنوات الماضية في تزويق المدينة ببعض المجسمات الحديدية في الحدائق والساحات العمومية.

ستوضع المنحوتات في وسط مدينة القصرين (وليد العجلاني)

 

ويتحدث يامن العبدلي لـ"ألترا تونس" أنّه يجمع الخردة من الطريق ولا يتوانى عن أخذ أي قطعة حديدية يجدها ليجمعها في سطح بيته حتى يحوّلها فيما بعد إلى مجسّمات لا يرسمها غالبًا على الورق، لكن تتجسد في ذهنه الفكرة حتى يحولها إلى مجسّم كبير يوضع وسط المدينة كعمل فني.  

وغير أعمال الفنانين المحترفين، يتضمن برنامج المهرجان عدّة ورشات وحتى رحلات إلى المناطق الأثرية بولاية القصرين على غرار حيدرة وسبيطلة بمشاركة طلبة الفنون الجميلة والتلاميذ وذلك لاطلاع المشاركين، وخصوصًا الأجانب، على خصوصية الجهة لاستلهام الأفكار قبل نحت أعمالهم.

يتضمن المهرجان ورشات للشباب والأطفال حول استعمال مواد النحت وتركيب الفسيفساء وتقنيات السيراميك المختلفة بمشاركة فنانين من أبناء الجهة

كما يتضمن المهرجان أيضًا ورشات للشباب وحتى الأطفال حول استعمال مواد النحت وتركيب الفسيفساء وتقنيات السيراميك المختلفة بمشاركة فنانين من أبناء الجهة، إضافة إلى فنانين من تونس ومن العالم، بمشاركة عدد من طلبة الفنون والحرفيين من أبناء الجهة بغرض التكوين وفتح الآفاق.

ودائمًا ما يدفع كل من أبناء الجهة والجمعيات من أجل تنظيم مهرجان سنوي في فنون النحت بالقصرين نظرًا لامتيازها بثروات طبيعية مثل رخام تالة والرخام الأبيض التي تُستعمل لصنع مجسمات كبيرة أو منحوتات فنية مميّزة. وكانت قد احتضنت تالة السنة الماضية مهرجانًا وطنيًا لفنون النحت بمشاركة الفنانين التشكيلين التونسيين، وعُرضت المنحوتات المُنجزة في بعض معاهد وكليات الفنون.

 

من أعمال المهرجان الدولي لفنون النحت (وليد العجلاني)

 

اقرأ/ي أيضًا:

النّحات حافظ المساهلي: السياسة الثّقافية في تونس لم تتغيّر وأنا أباغت جماليًا

الفنان التشكيلي لمجد النّوري: الحروفية أعادت الرّوح لسبّورات المدارس (حوار)