02-نوفمبر-2024
مهرجان الغربوز ببني خداش

تحتفي منطقة بني خداش بمهرجان "الغربوز"، أي التين المجفف، الذي تشتهر به وتسعى دومًا إلى تأصيله

 

عاشت مدينة بني خداش من ولاية مدنين بالجنوب الشرقي لتونس، من 28 إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024، على وقع فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الغربوز "التين المجفف"، تحت شعار "إحياء ثقافة التين".

تحتفي منطقة بني خداش بمهرجان "الغربوز"، أي التين المجفف، الذي تشتهر به وتسعى دومًا إلى تأصيله والحفاظ عليه وتوسيع إنتاجه، وككل عام أتت هذه الدورة متنوعة ثرية، مازجة بين التراث والحداثة

وتحتفي "نجع الحوايا" في هذا المهرجان بمنتج "الغربوز" الذي تتميز به منطقة بني خداش وتشتهر به، وتسعى دومًا إلى تأصيله والحفاظ عليه وتوسيع إنتاجه. وككل عام أتت هذه الدورة متنوعة ثرية، مازجة بين التراث والحداثة.

وتم افتتاح المهرجان بكرنفال كبير جاب مختلف شوارع المدينة، وسط حضور جماهيري غفير، تخلله عزف لفرقة المجورات ومجموعة طائفة "غبنتن" وفرقة "غوغو" مدنين.

 

صورة
تحتفي منطقة بني خداش بمهرجان "الغربوز"، أي التين المجفف، في دورته السابعة (صفحة مهرجان الغربوز على فيسبوك)

 

  • معرض تسويقي.. فرصة للحرفيين لترويج منتجاتهم

كما تم خلال المهرجان تركيز معرض خاص بالمنتجات الفلاحية والصناعات التقليدية في القرية الحرفية وسط المدينة. معرضٌ مثّل فرصة هامة للحرفيين والحرفيات الذين توافدوا من مختلف مناطق الجمهورية، من المنستير ومن تطاوين ومن مدنين وبنقردان وجربة وحتى من الجارة الشقيقة ليبيا لتسويق منتجاتهم.

وعرف هذا المعرض إقبالا كبيرًا من حيث عدد الزوار، حسبما أكده عدد من المشاركين، خاصة وأن المهرجان تزامن مع عطلة نصف الثلاثي الأول للسنة الدراسية في تونس.

إحدى الحرفيات المشاركة في مهرجان الغبوز لـ"الترا تونس": يمثل هذا المهرجان فرصة جيدة للحرفيين للترويج لمنتجاتهم، وقد مكّنني من بيع منتجاتي من الصناعات التقليدية وفتح لي آفاق تسويق جديدة مع بعض التجار

وفي حديث لـ"الترا تونس"، أكدت فائزة، وهي إحدى الحرفيات المشاركات بمهرجان "الغربوز"، أنّها تشارك في هذا المعرض لتسويق بعض منتجاتها من اللباس التقليدي التي لاقت اهتمامًا من الزوار، معتبرة مشاركتها إيجابية وناجعة عرّفت من خلالها بما صنعت أناملها.

وأكدت فائزة، التي سبق لها أن شاركت في دورات سابقة من مهرجان "الغربوز"، أنّ هذا المهرجان فتح آفاق تسويق لها مع بعض التجار، إلى جانب تمكنها من البيع المباشر للحرفاء في المعرض.

كما أكدت إحدى العارضات من ولاية المنستير، في حديثها لـ"الترا تونس"، أنّها شاركت لأول مرة في معرض مهرجان بني خداش، معتبرة أنها بمشاركتها هذه، تمكنت من التعريف بمنتجها والتسويق له وبيعه.

 

صورة
تضمن المهرجان معرضًا مثّل فرصة هامة للحرفيين للترويج لمنتجاتهم (صفحة مهرجان الغربوز على فيسبوك)

 

  • عروض تراثية وندوات فكرية

وتخللت فعاليات مهرجان "الغربوز" ببني خداش عروض ثقافية وفنية وتراثية وندوات علمية وفكرية، حيث تم إحياء حفل غنائي للفنان كيلاني طليق، وأيضًا للفنان طاهر ترجت والفنانة زبيدة بن محمود، إلى جانب عرض الملحمة "كاف حسن" بقصر بني خداش.

كما تم إحياء عرض مسرحي للأطفال بفضاء الوطن الثقافي، إلى جانب سهرة الشعر الشعبي بمشاركة شعراء من ليبيا، وأيضا عروض تنشيطية للأطفال وعروض تنشيط فلكلوري لفرقة "غوغو" مدنين.

مهرجان الغربوز ببني خداش يمثل فرصة مهمة للمدينة يعزز انفتاحها على زوار من مختلف مناطق الجمهورية وحتى من خارج البلاد من ليبيا والجزائر، ويخلق حركية كبيرة تكون فرصة مهمة للتعريف بالطابع التاريخي للمنطقة

وتم خلال مهرجان "الغربوز" في دورته السابعة، تنظيم ندوة علمية بعنوان "غربوز بني خداش: مسارات ملف التسمية المثبتة للأصل".

 

صورة
تم افتتاح المهرجان بكرنفال كبير جاب مختلف شوارع المدينة (صفحة مهرجان الغربوز على فيسبوك)

 

ولم يخلُ المهرجان من المسابقات، حيث تم تنظيم مسابقة نسائية في تحويل مشتقات الغربوز، إلى جانب دورة لكرة اليد، كما وقع تنظيم رحلة سياحية "طريق الطعام: زيتون زرازي". أمّا حفل الاختتام، فكان بعرض المحفل الجربي للفنان غسان المرهاق.

مهرجان الغربوز ببني خداش يمثل فرصة مهمة للمدينة، يعزز انفتاحها على زوار من مختلف مناطق الجمهورية وحتى من خارج البلاد من ليبيا والجزائر، إلى جانب عدد من السياح، وبالتالي فإنه يخلق حركية كبيرة بالمدينة تكون فرصة مهمة للتعريف بمميزاتها وبطابعها التاريخي خاصة وهي منطقة جبلية ثرية.

 

صورة
خللت فعاليات مهرجان "الغربوز" ببني خداش عروض ثقافية وفنية وتراثية وندوات علمية وفكرية (صفحة مهرجان الغربوز على فيسبوك)

 

وفي حديثه عن الدورة السابعة لمهرجان "الغربوز"، أكّد الناشط المدني بمنطقة بني خداش، محمد التومي، في تصريح لـ"الترا تونس"، أنّها كانت دورة جيّدة عمومًا، وما ميزها تنوع العارضين من خارج الولاية، الذين جاؤوا من مناطق مختلفة على غرار دجبة، مطماطة، باجة، مدنين، المنستير، بن قردان وتونس العاصمة.. ، ما يعني انفتاح المهرجان على جهات عديدة وحتى خارجية، إذ شهد المهرجان أيضًا حضورًا ليبيًا مميزًا من خلال "شركة الأسرة المنتجة الحرابة"، بالإضافة إلى حضور جزائري.

الناشط المدني ببني خداش محمد التومي لـ"الترا تونس": من الضروري تغيير مكان تنظيم مهرجان الغربوز مستقبلًا، لأن بني خداش التي تحتضنه لم يعد بإمكانها استيعاب الحضور المتطور بشكل ملفت من سنة إلى أخرى

في المقابل، يرى محمد التومي أنه من الضروري تغيير مكان تنظيم مهرجان الغربوز مستقبلًا، لأن المنطقة التي تحتضنه لم يعد بإمكانها استيعاب الحضور المتطور بشكل ملفت من سنة إلى أخرى، متوجهًا بنداء إلى اللجنة المنظمة للمهرجان بالتفكير الجدي في هذه النقطة والبحث في فضاء أوسع يحتضن المهرجان.

كما سلّط محدث "الترا تونس" الضوء على غياب الشركة التعاونية "البركة قاطرة التين الجبلي" بالجهة وصاحبة مشروع غراسة 10 آلاف شجرة تين لأسباب لوجستية وإدارية بسبب التحضير لجلستها العامة هذه الأيام.

الناشط المدني ببني خداش محمد التومي لـ"الترا تونس": منسوب مبيعات الغربوز كان جيدًا خاصة أمام بعض التحسن في وفرة المنتج مقارنة بالسنة الفارطة في ظل الجفاف المتواصل لكنّ هناك عديد التشكيات من ارتفاع الأسعار

وأكد التومي أنّ التسويق ومنسوب المبيعات كان جيدًا، خاصة أمام بعض التحسن في توفر منتجات "الغربوز" مقارنة بالسنة الفارطة في ظل الجفاف المتواصل، مستدركًا في المقابل أنّ الأسعار تعتبر مرتفعة وهو ما دفع عديد الزوار إلى التشكي من ارتفاع الأسعار.

 

صورة
اشتكى عديد الزوار من غلاء أسعار الغبوز خلال هذه الدورة من المهرجان  (صفحة مهرجان الغربوز على فيسبوك)

 

  • موروث أجيال

الغربوز، أي التين المجفف، هو ثمرة تميزت بها منطقة بني خداش عبر تاريخها وتوارثتها الأجيال، حيث تلقى شجرة التين "الكرمة" عناية واهتمامًا كبيرين، بل إنّ هناك في السنوات الاخيرة حرصًا كبيرًا على ضرورة المزيد من الاهتمام بغراسة أشجار التين في ظل ما تعرضت له من تلف كبير بسبب الجفاف وبعض الأمراض التي أصابت "الكرم" في الجهة وفي مختلف المناطق المجاورة.

الغربوز، أي التين المجفف، هو ثمرة تميزت بها منطقة بني خداش عبر تاريخها وتوارثتها الأجيال، حيث تلقى شجرة التين عناية واهتمامًا كبيرين بالمنطقة، وكان الأجداد يقايضونه سابقًا بالشعير والقمح والتمر

ويعتبر الغربوز من العادات الغذائية في المدينة ويستعمل بطرق ومكونات مختلفة، كرموس، غربوز، شريحة، رُبٌّ، وأيضًا يتم اعتماده في صنع المعجون والمرطبات، كما يتم تخزينه لاستعماله على طول العام. وكان الأجداد يقايضونه سابقًا بالشعير والقمح والتمر وغيرها من المواد والمنتجات التي يحتاجونها.


صورة