13-يونيو-2022
نور الدين الطبوبي

الطبوبي: الاتحاد ليس لعبة بيد أحد ولا يمكن لأي طرف أن يوظفه خدمة لمآربه الشخصية (ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، الاثنين 13 جوان/يونيو 2022، إن "من يفكر في غلق مقرات اتحاد الشغل لم تلده أمه بعد، ومن يريد الإقدام على ذلك عليه التفكير مليًا"، وفق تعبيره.

الطبوبي: ما نراه اليوم من جلسات للجنة بودربالة الاستشارية لا يمثل صورة الحوار الحقيقي وإنما هو ضحك على الذقون

يأتي ذلك تعليقًا على الجدل الحاصل مؤخرًا في علاقة بتصريح أدلى به الصحفي صالح عطية لإحدى القنوات التلفزية والتي تضمنت "طلب الرئيس التونسي قيس سعيّد من المؤسسة العسكرية التدخل ضد الاتحاد العام التونسي للشغل"، لتفتح النيابة العسكرية بتونس إثر ذلك، مساء السبت 11 جوان/يونيو 2022، بحثًا تحقيقيًا في تصريحاته، وفق ما جاء في بلاغ لوكالة الدولة العامة لإدارة القضاء العسكري، وليتقرر الاثنين 13 جوان/يونيو الجاري إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقه.

وأضاف الطبوبي، في مداخلة له على إذاعة المنستير الجهوية: "مكانة اتحاد الشغل معروفة في الداخل والخارج، وهو مكسب للتونسيين وليس ملكًا لزيد ولا لعمر"، وفق ما جاء على لسانه.

الطبوبي: هناك أشخاص وإعلاميون كانوا يدعمون نبيل القروي ويقودون مظاهرات ضد قيس سعيّد، وها هم اليوم يشاركون في لجنة الحوار ويدافعون باستماتة عن سعيّد

وفي تعليقه على جلسات ما يعرف بـ"اللجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية" برئاسة عميد المحامين إبراهيم بودربالة، قال الطبوبي: "انعقدت جلسة أولية للافتتاح، ثم انعقدت السبت المنقضي جلسة ثانية، ومن المنتظر من اللجنة أن تقدم هذا الأسبوع طرحها كاملًا، أي عبقرية هذه قادرة على صنع رؤية تونس لـ50 سنة من هؤلاء الأشخاص في هذا الظرف الوجيز"، مستطردًا القول: "يكفي ضحكًا على الذقون!"، ملمحًا إلى أن ذلك سبب عدم مشاركة الاتحاد في الحوار "لأن الاتحاد لا يعمل إلا في الضوء وبوضوح"، وفق تأكيده، معقبًا: "ما نراه لا يمثل صورة الحوار الحقيقي".

وتابع قائلًا: "هناك أشخاص وإعلاميون كانوا يدعمون رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي ويقودون مظاهرات ضد قيس سعيّد، وها هم اليوم يدافعون عن سعيّد دفاعًا مستميتًا"، مضيفًا: "هناك شخص دخل في إضراب جوع وحشي في قناة نسمة مساندة للقروي، وها نحن نراه اليوم في لجنة الحوار بقصر الضيافة ويدافع عن سعيّد"، على حد قوله.

وعقّب: "كما يتحدثون عن شهداء الثورة، وها هو آخر وزير داخلية تعلقت به شبهات في علاقة بسقوط شهداء، موجود في اللجنة ذاتها، ويتحدثون أيضًا عن المنظومة السابقة وعن نداء تونس، وها نحن نرى قيادات من الحزب مشاركة في اللجنة أيضًا"، حسب تصريحه، متابعًا في ذات الصدد: "الاتحاد ليس لعبة بيد أحد ولن يخدم أي طرف ولا يمكن لأي أحد أن يوظف آلام الناس وإمكانيات الاتحاد ونضالات العمّال في مآربه الشخصية".

الطبوبي: يتحدثون عن شهداء الثورة، وها هو آخر وزير داخلية تعلقت به شبهات في علاقة بسقوط شهداء موجود في لجنة بودربالة الاستشارية

وانتقد نور الدين الطبوبي ما تقوم به "صفحات فيسبوكية" من تهجم على الاتحاد وعلى شخصيات وقامات وطنية على خلفية رفض المشاركة في الحوار، مصرحًا: "هناك ماكينات فيسبوكية تقف خلفها مخابرات أجنبية تقوم بهذه الممارسات"، مؤكدًا أن ذلك "أمر خطير"، على حد قوله.

وكان الطبوبي قد قال، الخميس 9 جوان/يونيو 2022، إن اتحاد الشغل مستهدف من السلطة في تونس "لأنه يقول كلمة الحق ولأن صوته مدوّ ومرتفع ولا يخشى أحدًا"، وفق تعبيره. وأضاف الطبوبي، في تصريح لوسائل إعلام محلية على هامش اختتام المؤتمر الدولي للشباب بقطاع النقل، أن اتحاد الشغل طوى صفحة "الحوار"، مؤكدًا أنه يرفض "سياسة المخاتلة السياسية التي تعتمدها السلطة"، وفق توصيفه.

وقد سبق أن أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، في 23 ماي/أيار 2022، رفضه المشاركة في الحوار بالصيغة المعلنة في المرسوم الرئاسي المتعلق بإحداث هيئة استشارية لتأسيس "الجمهورية الجديدة". كما أعلن، في برقية تنبيه بإضراب أصدرها الثلاثاء 31 ماي/ أيار 2022، الإضراب العام في 159 مؤسسة ومنشأة عمومية طيلة يوم 16 جوان/ يونيو 2022.


الأزمة السياسية

وتعيش تونس على وقع أزمة سياسية حادة منذ استحواذ الرئيس التونسي قيس سعيّد، منذ 25 جويلية/يوليو الماضي، على السلطة التنفيذية بإقالته رئيس الحكومة حينها هشام المشيشي ثم حله البرلمان والانطلاق في الحكم بمراسيم في خطوة وصفها خصومه "بالانقلاب"، ويعتبرها "تصحيحًا للمسار"، وسط انتقادات داخلية وخارجية من التوجه لترسيخ حكم فردي.

ومن المنتظر أن تقوم ما أسماها قيس سعيّد "الهيئة الوطنية الاستشارية من أجل جمهورية جديدة"، تحت إشرافه بصياغة دستور جديد لتونس، سيتم طرحه فيما بعد للاستفتاء في 25 جويلية/يوليو القادم ثم إجراء انتخابات برلمانية في 17 ديسمبر/ كانون الأول.