20-أكتوبر-2022
الصافي سعيد

الصافي سعيد: الانتخابات التشريعية قد لا تنعقد في موعدها

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكّد الناشط السياسي الصافي سعيد، الخميس 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أنّ "تشتت المعارضة أمر غير جديد، لكنها متفقة على أنّ المسيطر على المشهد السياسي الحالي أمره يدعو للريبة والمراجعة" في إشارة إلى الرئيس التونسي قيس سعيّد.

الصافي سعيد: المسيرات لا تُسقط النظام، بل هي دعاية له لأنه سيسوّق ذلك على أنها "ديمقراطية وحرية" وهناك شعوب اعتمدت أساليب أخرى في المعارضة

وقال الصافي سعيد لدى حضوره بإذاعة شمس أف أم" (محلية): "المعارضة تَضعُف.. وهي تحارب في ديكتاتورية سعيّد الواضحة والتي لا غبار عليها، بأساليب قديمة، فالمسيرات لا تُسقط النظام، بل هي دعاية للنظام الذي سيسوّق ذلك على أنها (ديمقراطية وحرية)، وهناك شعوب اعتمدت أساليب أخرى في المعارضة منها الهجوم على القصر الرئاسي" على حد تعبيره.

وأعرب الصافي سعيد عن عدم نيّته في الترشح للانتخابات التشريعية، ملمّحًا إلى أنها قد لا تنعقد في موعدها المقرّر يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 2022، لافتًا في هذا السياق إلى أنّ "الأوضاع ستتأزم أكثر بعد الانتخابات لأنها لن تقدم حلولًا للبلاد التي مشاكلها الأساسية اقتصادية"، مضيفًا: "لا يوجد ما هو أسهل من حكم الاستبداد، فهو حكم بسيط، أما الديمقراطية فهي الحكم المركّب" وفق وصفه.

الصافي سعيد: المهاجرون غير النظاميون من تونس لم يعبروا خلسة، فهناك عصابات متورطة، والدولة نفسها متورطة

وتساءل سعيد بقوله: "أين هي الدولة التونسية؟ أصبحت الدولة مشتتة وموزعة في كل مكان، إذ لا رؤية مستقبلية لها، ولا سيطرة على فضائها السكاني أو الجغرافي، وكل شعبها يريد أن يهاجر"، مستنكرًا في هذا السياق أن تصبح تونس هي الأولى في الهجرة غير النظامية في العالم، وفقه.

وتابع الصافي سعيد: "يقال إنّ 15 ألفًا عبروا خلسة من تونس، هذا ليس صحيحًا، هم لم يعبروا خلسة، فهناك عصابات متورطة، والدولة نفسها متورطة بالاتفاقيات التي أمضتها مع إيطاليا، صحيح أنّ الدولة يجب أن تراقب الحدود وتحميها، لكنها يجب أيضًا أن تطلب التعويضات من الاتحاد الأوروبي"، واستغرب أن تكون نسبة الهجرة غير النظامية مرتفعة، مع أنّ تونس "لا تخوض حربًا، ولسنا أفقر الشعوب، ولسنا أقرب الشواطئ للاتحاد الأوروبي"، وفق قوله.

الصافي سعيد:  الشركات الأهلية  هي توزيع لأراضي الدولة على الأصحاب بالموالاة وقد جرّبها معمّر القذافي سابقًا وتراجع عنها في ظرف 6 أشهر فقط

وخاض الصافي سعيد في عدّة إشكاليات تعيشها البلاد منها أزمة المحروقات، مستنكرًا أن تستورد تونس نفطًا من دولة لتوانيا، والحال أنه بإمكانها استيراده من دول مجاورة مثل ليبيا، قائلًا: "فساد قطاع النفط يكمن في النقل والعمولات التي تخلقها المسالك المتعددة للبواخر".

وأوضح الكاتب والسياسي أنّ "التاريخ يخبرنا أنّه بعد كل وباء تأتي حروب ومجاعات فماذا جهّزنا لذلك؟ هل فكّرنا في الإصلاح الزراعي؟ هل حددنا الملكيات؟ هل فكّرنا مثلًا في بيع الديون، التي هي عبارة عن أسهم في البورصة؟ لم يفكّر موظفونا سوى في الذهاب مطأطئي الرؤوس رافعين كل الولاءات للعودة بأي اتفاق مع صندوق النقد الدولي" وفق قوله.

وبخصوص الشركات الأهلية، تساءل الصافي سعيد عن جدواها، وهي التي جرّبها الرئيس الليبي السابق معمّر القذافي وتراجع عنها في ظرف 6 أشهر فقط، مستنكرًا أن توزّع أراضي الدولة على الأصحاب بالموالاة، لافتًا إلى أنّ تجربة التعاضديات أفضل من فكرة الشركات الأهلية، وفق تقديره.

الصافي سعيد: تونس هي أضعف اقتصاد في البحر الأبيض المتوسط تقريبًا، وهي لا تمثّل ثقلًا، فشراءاتنا ومبيعاتنا بسيطة، ولهذا لا يمكن أن نفرض المراقبة القبلية

ولفت الصافي سعيد إلى أنّ تونس هي أضعف اقتصاد تقريبًا في البحر الأبيض المتوسط، وهي لا تمثّل ثقلًا، متابعًا: "شراءاتنا ومبيعاتنا بسيطة، ولهذا لا يمكن أن نفرض المراقبة القبلية، إذ يمكن للاتحاد الأوروبي أن يعاملنا بالمثل، ولهذا يجب أن تحدث مراجعة، إذ كيف نشتري الورق من البلدان الأوروبية وهي غير المصنّعة له، ولا نشتريها من بلده المصدر؟" وفق تساؤله.

وقال الصافي سعيد إنّ تونس "تشتري بحوالي 80 مليار دينار وتبيع بحوالي 45 مليار دينار، أي أنّ عجزها التجاري حوالي النصف تقريبًا، ومع هذا لم نطوّر ونخلق قيمة مضافة لمنتوجاتنا، وظلّ الزيت التونسي أرخص زيت في العالم" وفقه.