11-مارس-2023
 قيس سعيّد ووزير الخارجية التونسي

سعيّد: "مسألة النظام السوري تهم الشعب السوري وحده"

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال الرئيس التونسي قيس سعيّد، ليل الجمعة 10 مارس/آذار 2023، خلال لقاء بوزير الخارجية نبيل عمّار في قصر قرطاج، إنه ليس هناك أي مبرر ألاّ يكون لتونس سفيرًا في دمشق وعكس ذلك.

سعيّد: "مسألة النظام السوري تهم الشعب السوري وحده، ونحن نتعامل مع الدولة أما اختيارات الشعب فلا دخل لنا فيها إطلاقًا..''

وتابع، في خطاب ألقاه أمام وزير الخارجية التونسي ونٌشر على صفحة الرئاسة في فيسبوك، "مسألة النظام السوري تهم الشعب السوري وحده، ونحن نتعامل مع الدولة أما اختيارات الشعب فلا دخل لنا فيها إطلاقًا..''، وفق تعبيره.

وأشار خلال حديثه عن هذه المسألة إلى ما أطلق عليه "وجود جهات عملت وتعمل على تقسيم سوريا إلى دويلات"، مؤكدًا أنه لن يقبل بذلك.

كان سعيّد قد أعلن منذ شهر عن قرار الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق

وكان سعيّد قد أعلن، الخميس 9 فيفري/شباط 2023، عن قرار الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق. ويأتي هذا القرار بعد بيان للخارجية التونسية، ليل الأربعاء 8 فيفري/شباط الجاري، تضمن "استعداد تونس لتعزيز تمثيلها الدبلوماسي بدمشق"، وذلك إبان اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية التونسي نبيل عمّار بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، إثر الزلزال الذي ضرب مناطق سورية.

قال قيس سعيّد، في "بيان ترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي في دمشق" إنه سيعززه دون تقديم تفاصيل عما يقصده تحديدًا في البداية، ثم يضيف في فقرة لاحقة أن "السفير يُعتمد لدى الدولة وليس لدى النظام" فيما بدا منذ ذلك الوقت توجهًا لإرسال سفير.

وهذا التوجه قد أٌرسلت إشارات عدة تدعمه منذ فترة لكن الزلزال الذي ضرب مناطق في شمال سوريا وموجة التعاطف والتضامن في الشارع التونسي كانت أساسًا الحجة والتوقيت "المناسب"، أما خطوات التقارب بين النظامين فليست جديدة.

أغلقت تونس سفارتها في دمشق في مطلع 2012، وكانت أولى الدول التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، كرد فعل على ممارساته إزاء شعبه

وعربيًا، لا تبدو خطوة الرئيس التونسي معزولة إذ سبقتها خطوات مماثلة منها مثلًا إعادة الإمارات فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2018 بعد أكثر من 6 سنوات من إغلاقها. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قام وزير خارجية الإمارات بزيارة مفاجئة إلى دمشق وقام بمناقشة العلاقات وسبل تعزيزها مع نظام الأسد، ثم في مارس/آذار 2022، زار الأسد الإمارات في أول رحلة خارجية له إلى دولة عربية منذ 2011.

وتتداول تقارير عديدة مساعي دول عربية أخرى تعزيز علاقاتها مع نظام الأسد أيضًا لكن جامعة الدول العربية لا تزال تجمد عضوية سوريا.

ومع العلم أن تونس أغلقت سفارتها في دمشق في مطلع 2012 في فترة حكم المنصف المرزوقي، وكانت أولى الدول التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، كرد فعل على ممارساته إزاء شعبه.

بينما قررت الحكومة التونسية سنة 2015، برئاسة مهدي جمعة، فتح مكتب في دمشق لإدارة شؤون التونسيين في سوريا، لكن دون إعادة كاملة للعلاقات في أعلى مستوياتها.

 

 

وفي سياق آخر، أعاد سعيّد التطرق للاتهامات التي وُجهت لخطاب سابق له بالعنصرية تجاه الأفارقة من جنوب الصحراء، قائلًا إن "ثوابت السياسة التونسية تقوم على المساواة وترفض التمييز العنصري والاتجار بالبشر".

سعيّد: "تونس لا تتدخل في شؤون الدول الداخلية ولا تقبل كذلك التدخل في شؤونها"

وشدد، خلال ذات اللقاء، على أن "تونس لا تتدخل في شؤون الدول الداخلية ولا تقبل كذلك التدخل في شؤونها"، مشيرًا إلى أن "هناك حملات تقودها جهات معروفة لأهداف معلومة أيضاً"، دون ذكر أي أسماء محددة.

وتابع حديثه "لا توجد دولة في العالم تقبل بأن يكون على أرضها أشخاص خارج الأطر القانونية ولا توجد دولة في العالم تقبل أن تتولى مجموعات إحداث محاكم خاصة بالأحوال الشخصية"، وفق توصيفه.

وكان سعيّد قد التقى، الجمعة، بكلّ من مفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، ميناتا ساماتا سسوما، ومفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، بنكولي أدييو. وأكد مجددًا أن "تونس تعتز بانتمائها الإفريقي، ولن تتخلى عن مبادئها وثوابتها في علاقاتها مع شعوب القارة"، وفق ما ورد في بيان للرئاسة التونسية.

سعيّد: "أطرح تصورًا للإنسانية جمعاء لأنه آن الأوان لوضع حد لآلام ومعاناة الشعوب"

وكانت السلطات التونسية قد تعرضت لانتقادات حادة داخليًا وخاصة خارجيًا إثر تصريحات للرئيس سعيّد اعتبر فيها أن هناك مخططًا لتوطين أفارقة جنوب الصحراء في تونس وإحداث تحوّل ديمغرافي في البلاد وغير ذلك من التصريحات التي وصفت بالعنصرية والداعية للكراهية.

وختم الرئيس التونسي خطابه بالقول إنه "يطرح تصورًا للإنسانية جمعاء لأنه آن الأوان لوضع حد لآلام ومعاناة الشعوب وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني والشعوب الإفريقية"، وفق تعبيره.