لم تحظ حملة التلقيح ضد فيروس كورونا في تونس، والتي انطلقت بشكل متأخر مقارنة بمعظم دول العالم، وتحديدًا في تاريخ 13 مارس/ آذار 2021، بالتغطية الكافية، إعلامياً على الأقل، في ظل تجاذبات وصراعات سياسية تعيش على وقعها البلاد، إضافة إلى تأزم اقتصادي واجتماعي حاد.
بعد أسبوعين تقريبًا منذ انطلاق التطعيم ضد كورونا في تونس، بكامل تراب الجمهورية وفي 25 مركزًا جهويًا، نعود في هذا التقرير لما ميز حملة التلقيح تونسيًا إلى حد الآن في قراءة لآخر الأرقام والتطورات (متوفرة من خلال مصادر مفتوحة)، وذلك من خلال التعرض لـ:
- أبرز الإخلالات والتجاوزات التي تم تسجيلها ونقص الشفافية عبر تغيير أولويات استراتيجية التلقيح دون إعلام مسبق
- التقدم البطيء في نسق التلقيح وعدد المسجلين
- كميات اللقاح المتوفرة في تونس وضرورة متابعة التصرف فيها
- التخوّف من التلقيح ومضاعفاته
- شهادات إثبات الحصول على التطعيم
- واللقاح وصوم رمضان
1 ـ تغيير في أولويات استراتيجية التلقيح دون إعلام مسبق، إخلالات ونقص في الشفافية
مع تتالي أيام التلقيح في تونس، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور لعديد الطلبة في مجال الطب أو الأطباء من غير أطباء الصف الأول في مواجهة الوباء أو لموظفين إداريين في القطاع الصحي وقد أعلنوا تلقيهم اللقاح، غير أن الثابت أنهم لا يندرجون ضمن الأشخاص الذين يحق لهم تلقي التطعيم في المرحلة الأولى.
وكانت وزارة الصحة قد حددت 5 مستویات، قالت إنها "ذات أولویة للحصول على التلقیح ضد كورونا"، وتتمثل هذه المستويات في التالي:
- المرحلة الأولى: مھنیو الصحة الذين يتعاملون يوميًا مع مرضى كوفید 19، ومن هم أكبر من 75 سنة وكبار السن المقيمين في دور المسنين والمهنيين في هذه المؤسسات
- المرحلة الثانية: الأشخاص بین 60 و75 سنة مع باقي مھنیي الصحة
- المرحلة الثالثة: الأشخاص بین 18 و60 سنة الحاملین لأمراض مزمنة مع مھنیي المصالح الأساسیة مثل القوات الحاملة للسلاح والتعلیم والنقل وغیرھا
- المرحلة الرابعة: الأشخاص المخالطین بصفة وثیقة للأشخاص المعرضین للخطر مع مھنیي المصالح الأخرى
- المرحلة الخامسة: الأشخاص بین 18 و60 سنة وفي صحة جیدة
أثارت هذه الصور امتعاض البعض على منصات التواصل الاجتماعي وتعالت أصوات مشككة في مدى احترام الأولويات المحددة مسبقًا من وزارة الصحة التونسية.
وزاد الجدل بعد إعلان منظمة أنا يقظ، وهي منظمة رقابية تونسية تهتم بكشف ومكافحة الفساد وتدعيم الشفافية، أنها ومن خلال مراقبتها مدى احترام تطبيق الاستراتيجية الوطنية للتلقيح، وعلى إثر ورود عدة تشكيات للمنظمة على موقع vaxmeter.tn والذي خصصته الأخيرة لكشف أي تجاوزات في الحملة، وقد تثبتت من صحتها، أنها تؤكد حصول عدة إخلالات خلال حملة التلقيح ضد كورونا في تونس.
أكدت منظمة أنا يقظ الرقابية حصول عدة إخلالات خلال حملة التلقيح ضد كورونا في تونس وذكرت بعضها ودعت وزارة الصحة إلى احترام الأولويات ومحاسبة كل مسؤول تورّط في "عملية تحويل وجهة التلاقيح إلى غير مستحقيها"
من الإخلالات التي ذكرتها المنظمة، في بيان للرأي العام مساء الأحد 28 مارس/ آذار 2021، أنه:
- تم تمتيع أعوان صحة من الإداريين من غير المعنيين بالمرحلة الأولى من التلقيح ضد كورونا والذين ليسوا من مهنيي الصحة المتعاملين مباشرة مع مرضى كوفيد-19
- وتم تمتيع أعوان صحة على غرار أطباء تجميل وبيطريين وطلبة طب مقيمين بالخارج ومواطنين غير مدرجين ضمن الفئات ذوي الأولوية من التلقيح ضد الفيروس
- ولم يتم التثبت من هوية مهنيي الصحة عند قيامهم بإجراء التلقيح والاكتفاء فقط بطلب الاستظهار بالإرسالية القصيرة.
ودعت المنظمة، بناء على هذه الإخلالات، وزارة الصحة إلى ضرورة احترام الأولويات الواردة بالاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضمانًا لتكافؤ الفرص وتعزيز ثقة المواطنين في عملية التلقيح، كما دعتها إلى العمل على مزيد حوكمة التصرف في منظومة evax.tn وإجراء تدقيق في قاعدة البيانات في أسرع وقت ممكن. وطالبت أنا يقظ وزارة الصحة بمحاسبة كل مسؤول جهوي أو مركزي تورّط في عملية تحويل وجهة التلاقيح إلى غير مستحقيها"، وفق تعبيرها، وبمزيد العمل على الجانب الاتصالي وإعلام المواطنين بأي تغيير يطرأ على الفئات ذات الأولوية في الحصول على التلقيح ونشر المعلومات تلقائيًا بخصوص المخزون المتبقي من كل دفعة تلقيح تسلمتها مصالح الوزارة.
ويُذكر أن منظمة أنا يقظ كانت قد أطلقت، الأربعاء 17 مارس/آذار 2021، الموقع الإلكتروني "www.vaxmeter.tn" لمتابعة كل المستجدات المتعلقة بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتلقيح. وأوضحت أنها ستقوم بملاحظة عملية التطعيم بمراكز التلقيح، وستُمكّن هذه المنصة الجميع من التبليغ عن كل المخالفات في علاقة بعمليات التلقيح.
أما المفاجأة فكانت رد وزارة الصحة الذي لم يتأخر وكشف ما لم ينتظره عديد التونسيين، إذ قالت مستشارة وزير الصحة إيناس العيادي، الاثنين 29 مارس/ آذار 2021، إن الوزارة وسعت دائرة مهنيي الصحة المنتفعين بتلقيح "فايزر" بمقتضى موافقة رسمية من مبادرة "كوفاكس" العالمية، بعد أن كان هذا التلقيح موجهًا فقط لمهنيي الصحة ذوي العلاقة المباشرة مع مرضى كوفيد 19 حسب الاتفاقية المبرمة بين الطرفين.
غيّرت الوزارة في الاستراتيجية الوطنية للتلقيح المعلنة ويتمتع وفق التغيير المعلن "بشكل متأخر" كل مهنيي الصحة حتى من هم في غير تواصل مع مرضى كوفيد 19 بأحقية التلقيح في المرحلة الأولى
وأوضحت، لوكالة الأنباء التونسية (رسمية)، أن وزارة الصحة ارتأت أن توسع في دائرة مهنيي الصحة المنتفعين بتلقيح "فايزر" في المرحلة الأولى بعد أن لاحظت أن عدد مهنيي الصحة ذوي العلاقة المباشرة بمرضى كوفيد 19 المسجلين في منظومة "ايفاكس" لم يتجاوز 20700 شخص، الأمر الذي جعلها تتقدم بمطلب رسمي لمنظومة "كوفاكس" العالمية لتطالب بتمتيع جميع مهنيي الصحة بهذا التلقيح سواء كانوا في علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع مرضى كوفيد 19.
بذلك نفهم أن الوزارة غيّرت في الاستراتيجية الوطنية للتلقيح المعلنة، والتي طالما أكدت في مختلف بياناتها التزامها بها، ويتمتع وفق التغيير المعلن "بشكل متأخر" كل مهنيي الصحة حتى من هم في غير تواصل مع مرضى كوفيد 19 بأحقية التلقيح في المرحلة الأولى.
تُطرح هنا عديد الأسئلة حول تغيير الوزارة لأولويات استراتيجية التلقيح دون الإعلام مسبقًا والاكتفاء بالتوضيح بعد تشكيات من مواطنين وبيان من منظمة رقابية، مع العلم أن نقص الشفافية يساهم في مزيد تعطل مسار عملية التلقيح في تونس، التي تعرف بدورها عوائق عدة، سنأتي على العديد منها في هذا المقال.
جدير بالذكر أيضًا أن توضيح مستشارة وزير الصحة ترك أسئلة أخرى من ورائه وفتح أبوابًا لشبهات وجود إخلالات أخرى، إذ أن مديرة رعاية الصحة الأساسية بوزارة الصحة وعضو لجنة التلاقيح أحلام قزارة كانت قد أكدت، في ذات اليوم الاثنين 29 مارس/ آذار 2021، على إذاعة موزاييك المحلية، أن الدفعة التي وصلت تونس من تلقيح فايزر وهي هبة في إطار مبادرة "كوفاكس" مخصصة بشكل تام لمهنيي الصحة وأن ذلك كان محددًا من المانحين، لكن من جانب آخر لم تنف قزارة، كما يؤكد ذلك عدد من المتحصلين على التلقيح ممن تجاوزوا 75 سنة أو من أقاربهم، أن هناك من تحصل على لقاح فايزر من هذه الفئة. "فوضى" هو أقل ما يمكن أن يُقال بالنظر لحجم التساؤلات ونقص الشفافية في سياسة الوزارة الاتصالية حول التلقيح.
لم تنكر مستشارة وزير الصحة إيناس العيادي أنه "تم تسجيل بعض الإخلالات في علاقة بتطعيم مواطنين بالتلقيح رغم عدم توفرهم على شروط الأولوية التي ضبطتها الوزارة"
ولم تنكر مستشارة وزير الصحة إيناس العيادي، للوكالة الرسمية، أنه "تم تسجيل بعض الإخلالات في علاقة بتطعيم مواطنين بالتلقيح ضد كورونا رغم عدم توفرهم على شروط الأولوية التي ضبطتها الوزارة في الحصول على هذا التلقيح"، مرجعة ذلك إلى "كثافة الإقبال على مراكز التلقيح مقابل نقص عدد أعوان الصحة المشرفين على هذه العملية مما جعلهم يقتصرون أحياناً على التثبت من الإرسالية القصيرة الموجهة لهم من قبل منظومة التسجيل الإلكتروني "إيفاكس" /evax/ دون التثبت من الوثائق الأخرى التي تثبت هوياتهم"، وفق تقديرها.
2 ـ تقدم بطيء في نسق التلقيح وعدد المسجلين
آخر الأرقام التي كشفت عنها وزارة الصحة وهي الخاصة، بيوم الأحد 28 مارس/ آذار 2021، تؤكد أن عدد المسجّلين على منظومة evax بلغ إلى حدود يوم الأحد 744326 شخصًا، فيما وصل عدد المطعّمين بالجرعة الأولى للقاح 48653 شخصًا باعتبار الـ 4342 الذين تمّ تلقيحهم الأحد.
ووفق أرقام ذات الوزارة، وهي المسؤولة في تونس عن تقديم آخر تطورات التلقيح ضد فيروس كورونا، فإن معدل التلقيح يتراوح بين 4 و5 آلاف شخص يتلقون التطعيم يوميًا بينما انطلقت الحملة خلال الأيام الأولى بمعدل منخفض في حدود 2 إلى 3 آلاف تلقيح يوميًا.
وتبقى هذه الأرقام دون المأمول مقارنة بالطموحات المعلنة قبل انطلاق حملة التلقيح في البلاد، إذ سبق أن توقع رئيس لجنة التلقيح ومدير معهد باستور في تونس الهاشمي الوزير أن يتم تلقيح بين 600 و1000 شخص يوميًا في كلّ مركز، أيّ ما يناهز الـ20 ألف شخص يوميًا خلال شهر مارس/آذار الجاري، بينما لم نبلغ حاليًا إلا ربع هذا الرقم يوميًا.
وفي 19 مارس/ آذار الجاري، كان وزير الصحة فوزي المهدي قد صرح أن الوزارة تهدف إلى تلقيح 3 ملايين مواطن مع حلول موفّى شهر جوان/يونيو من السنة الحالية، بينما يبدو أن إنجاز هذا الرقم صعبًا إذا لم يتم الترفيع سريعًا في نسق التلاقيح.
صرح وزير الصحة أن الوزارة تهدف إلى تلقيح 3 ملايين مواطن مع حلول موفّى شهر جوان بينما يبدو أن إنجاز هذا الرقم صعبًا إذا لم يتم الترفيع سريعًا في نسق التلاقيح
من خلال قراءة الأرقام المعلنة رسميًا، يشدنا عدد المسجلين في منظومة evax وهي التي خصصتها الحكومة التونسية للتسجيل من أجل تلقي اللقاح والذي يقدر بـ744326 شخصًا إلى حدود يوم الأحد 28 مارس/ آذار 2021، وهو ما يقف عائقًا أمام تحقيق رقم 3 ملايين المعلن من وزير الصحة في تونس، خاصة وأنه يُشترط التسجيل مسبقًا للحصول على التلقيح، ولن يتم، وفق المعلن حاليًا، إجبار أي شخص على تلقي التطعيم إن لم يكن مسجلًا وراغبًا في ذلك.
من العوائق أمام رقم 3 ملايين أيضًا، عدد أعوان الصحة المشرفين على عملية التلقيح، الذي وإن كنا لم نستطع الحصول عليه بدقة حاليًا إلا أن مستشارة وزير الصحة نفسها، وفقًا لتصريح مذكور أعلاه، كانت قد أكدت ضعفه وأن هذا النقص ساهم في عدد من الإخلالات التي رافقت عملية التلقيح في بعض المراكز. وفي هذا السياق، كانت وزارة الصحة، وفي أحد بياناتها الأخيرة، قد شكرت مشاركة بعض مكوّنات المجتمع المدني التونسي على غرار الهلال الأحمر، لما اعتبرته دورًا مهمًا في "معاضدة مجهودات الإطار الطبي القائم على حملات التطعيم باللقاح".
يُذكر أنه ومن أجل تلقّي التلقيح المضاد لفيروس كورونا في تونس، من الضروري التسجيل على منظومة evax وذلك عبر الآليات التالية: على wwxw.evax.tn أو من خلال الرقم الأخضر 80.10.20.21 أو عبر SMS يتضمن evax على 85.355 أو عبر الضغط على #2021*.
من اللافت ضعف عدد المسجلين لتلقي اللقاح إلى حد الآن إضافة إلى تأكيد مسؤولين تسجيل نقص في عدد أعوان الصحة المشرفين على عملية التلقيح
3 ـ كميات اللقاح المتوفرة في تونس وضرورة متابعة التصرف فيها
مؤخرًا، أعلن رئيس لجنة التلقيح ومدير معهد باستور الهاشمي الوزير أن تونس ستتلقى خلال شهر أفريل/نيسان 2021:
- 3 دفعات من تلقيح "فايزر" في إطار صفقة مباشرة بين وزارة الصحة والمخبر، كل دفعة تتكون من 85 ألف و410 جرعات ستصل أيام 2 و12 و26 أفريل/نيسان القادم
- دفعتين من تلقيح سبوتنيك الروسي، كل دفعة تتكون من 100 ألف جرعة، ستصل أيام 17 و30 أفريل/نيسان القادم
وكان قد وصل تونس منذ أيام قليلة، 200 ألف جرعة من لقاح "سينوفاك" الصيني، كانت تقدّمت بها جمهورية الصين الشعبية كهبة للجمهورية التونسية وذلك تحديدًا في 25 مارس/ آذار 2021.
وسبق أن أعلنت وزارة الصحة، في 17 مارس/آذار 2021، عن وصول دفعة من تلقيح "فايزر" في إطار منظومة "كوفاكس" وقد ضمت 93600 جرعة. بينما استقبل البلد بتاريخ 9 مارس/آذار 2021 الدفعة الأولى من تلقيح سبوتنيك الروسي وهي تضم 30 ألف جرعة.
وفي منتصف الشهر الحالي، كان وزير الصحة فوزي المهدي، قد تحدث عن تلقي تونس دفعة من تلقيح أسترازينيكا لكنه لم يعد لتأكيد ذلك في مناسبات لاحقة. وتبقى هذه الكميات محدودة أيضًا بالنظر لطموحات التلقيح المعلنة، فيما تتعدد المطالب بنشر المعطيات دوريًا حول المخزون المتبقي من كل دفعة تلقيح تسلمتها وزارة الصحة.
تبقى كميات اللقاح التي وصلت تونس محدودة بالنظر لطموحات التلقيح المعلنة، فيما تتعدد المطالب بنشر المعطيات دوريًا حول المخزون المتبقي من كل دفعة لتعزيز الشفافية
4 ـ تخوّف من التلقيح ومضاعفاته
أبدى العديد من التونسيين تخوفاتهم من التلقيح وأي مضاعفات ممكنة إثر التطعيم، كان ذلك واضحًا على منصات التواصل الاجتماعي ومن خلال ضعف الإقبال على التسجيل على المنصة الإلكترونية المخصصة لذلك. ولتجاوز ذلك، أكد عديد المسؤولين في وزارة الصحة في مناسبات مختلفة أن لا مضاعفات خطيرة قد سجلت إلى حد الآن منذ انطلاق حملة التلقيح في تونس وأن المضاعفات تقتصر على أعراض بسيطة مثل الحمى أو الصداع الخفيف.
يُذكر أن رئيس لجنة التلقيح كان قد أوضح سابقًا أنه "في حال برزت مضاعفات بعد تلقي التلقيح، يمكن الاتصال بالرقم الأخضر 80102021 الموجود على منظومة "إيفاكس" للتوجيه إلى المركز الوطني لليقظة الدوائية للمتابعة إذا ما تطلب الأمر ذلك".
لكن، وبتاريخ 19 مارس/آذار 2021، سبق أن ذكر رئيس اللجنة العلمية للتلقيح بوزارة الصحة رياض دغفوس أنه تم تسجيل أعراض جانبية للتلقيح وصفها بـ"العادية" ما عدا ما حصل مع "طبيب من جهة نابل قد تعرض لأعراض خطيرة، من بينها صعوبة في النطق وصداع شديد وارتخاء في جسده، مما استوجب إقامته لمدة يومين في المستشفى قبل أن يتعافى".
في الأثناء، حرص بعض المسؤولين على التشجيع على التطعيم، إذ نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الصحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورًا لوزير الصحة وللناطقة الرسمية باسم الوزارة بصدد الحصول على التلقيح. وزار رئيس الحكومة هشام المشيشي، في أول أيام انطلاق حملة التلقيح، مركز التلقيح بدار الشباب سيدي سالم ببنزرت ودعا المواطنين للتسجيل والتلقيح حمايةً للصحة العامة.
5 ـ لا شهادات لإثبات الحصول على التطعيم حاليًا
لم يقتصر الجدل حول هذه الشهادات على تونس، بل عرفته بدرجات متفاوتة دول عدة حول العالم، إلا أن السلطات التونسية سارعت بإيقاف التكهنات والاستنتاجات حول هذا الأمر من خلال تصريح رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح الهاشمي الوزير، الذي أكد لوكالة الأنباء التونسية (رسمية) عدم اعتماد تونس حاليًا لشهادة تلقيح تثبت الحصول على التطعيم ضد فيروس كورونا.
رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح أكد عدم اعتماد تونس حاليًا لشهادة تلقيح تثبت الحصول على التطعيم ضد فيروس كورونا
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية لم تصدر أي توصيات بشأن تقديم مثل هذه الشهادة وفي حال فرضت المنظمة في لوائحها الصحية لاحقًا العمل بهذه الشهادة، ستقوم تونس باعتمادها وتسليمها إلى مستحقيها.
وأضاف أن المنظومة الإلكترونية للتلقيح "إيفاكس" توفر قاعدة بيانات متكاملة عن المسجلين في عملية التلقيح وعن قائمة الملقحين، مما سيخول لاحقًا تقديم شهادة تلقيح للمنتفعين إذا أصبح العمل بهذه الوثيقة مدرجًا في اللوائح الصحية للمنظمة العالمية للصحة.
6 ـ اللقاح وصوم رمضان
انتشرت مؤخرًا العديد من التساؤلات على منصات التواصل الاجتماعي تونسيًا حول تواصل حملة التلقيح من عدمها في شهر رمضان. وفي هذا السياق، أكدت الناطقة الرسمية لوزارة الصحة نصاف بن علية، خلال لقاء إعلامي بالقصبة، في 26 مارس/ آذار 2021، أن التسجيل في منظومة evax من أجل الحصول على التلقيح متواصل، وأن "لا مانع ديني يحول دون الحصول على التلقيح خلال شهر رمضان".
وبالنظر إلى تواصل الجدل، أصدرت دار الإفتاء التونسية، في 29 مارس/ آذار 2021، بيانًا جاء فيه "نهيب بشعبنا الكريم الإقبال للقيام بالتلقيح ضد الوباء المتفشي في العالم".. وأضاف "من الواجب الأوكد بالدين الأخذ بوسائل التوقي والحذر من العدوى وهو أيضًا واجب وطني بالإقبال عن التلقيح حماية للنفس والغير". وأوضح "مع العلم أن التلقيح إذا تم في نهار رمضان فهو غير مفطر لأنه دواء وليس غذاء فلا حرج مع استعماله نهارًا وهو غير موجب لقضاء اليوم الذي تم فيه التلقيح".
وإن بدا أن عديد العوائق والنقاط الغامضة بصدد التوضح بعد تجاوز الحملة المخصصة للتلقيح أسبوعها الثاني في تونس، إلا أن عديد النقاط لا تزال غامضة أو خلافية وتحتمل أكثر من رد ومن بينها وضعية التلقيح داخل السجون، ومدى توفر اللقاح لللاجئين والمهاجرين غير النظاميين المستقرين حاليًا في تونس، وسنحاول التعرض لها ولغيرها من القضايا ذات الصلة في مقالات قادمة.
اقرأ/ي أيضًا:
من مركز تلقيح كورونا بسوسة.."الترا تونس" يقدم تفاصيل العملية في بداياتها (صور)