17-فبراير-2023
 نور الدين البحيري وسمير ديلو

كان فرع المحامين بتونس قد تلقى إعلامًا باستنطاق 14 محاميًا في مارس 2023 (صورة أرشيفية/أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أفاد المحامي سمير ديلو، الجمعة 17 فيفري/شباط 2023، بأن الإعلام المتعلق باستنطاق 14 محاميًا الذي تلقاه فرع المحامين بتونس، يتعلق بشكاية ضدهم من قبل مركز الحرس الوطني بمنزل جميل من ولاية بنزرت بـ"اقتحام المركز" قبل أكثر من سنة، وذلك على خلفية حضورهم هناك بصفتهم يمثلون هيئة الدفاع عن القيادي بحركة النهضة والوزير السابق نور الدين البحيري.

سمير ديلو: تقديم شكاية تتعلق بـ"اقتحام" مركز الحرس الوطني بمنزل جميل من ولاية بنزرت على خلفية حضورهم هناك قبل أكثر من سنة بصفتهم يمثلون هيئة الدفاع عن نور الدين البحيري لدى وضعه بالإقامة الجبرية

وعن حيثيات المسألة قال ديلو، في مداخلة له على إذاعة "إي أف أم" (محلية)، إنه "بعد اختطاف البحيري من تونس ونقله لمركز الحرس بمنزل جميل وإعلامه بوضعه قيد الإقامة الجبرية ثم نقله إلى مركز فلاحي بغابة الرمال، تم الاتصال بزوجته المحامية سعيدة العكرمي لتجلب أدويته، فاتصلت بدورها بهيئة الدفاع التي تنقلت معها إلى مركز الحرس بمنزل جميل".

وتابع قائلًا: "عند ذهابنا إلى مركز الحرس، وجدنا عون أمنٍ هناك نادى رئيس المركز، ثم جاء مدير الإقليم ورئيس المنطقة وغيرهم، وكان هناك حوار بينهم وهيئة الدفاع حول الإجراءات المتعلقة بالإقامة الجبرية والظروف التي يجب أن تكون عليها، وبقينا في جدل بخصوص ذلك"، معقبًا: "في الأثناء، علمنا أنه أغمي على سعيدة العكرمي وتم نقلها إلى المستشفى".

سمير ديلو: دور المحامي لا يقتصر على المرافعات في قاعات الجلسات بالمحاكم، وإنما يشمل أيضًا الأعمال التي تكون أمام الإدارات والتي من بينها مراكز الأمن

وذكّر سمير ديلو، في هذا السياق، بأن دور المحامي لا يقتصر على المرافعات في قاعات الجلسات بالمحاكم، وإنما يشمل أيضًا التقارير التي تقدم للمحاكم ولجهات أخرى، وكذلك الأعمال التي تكون أمام الإدارات والتي من بينها مراكز الأمن"، معقبًا أن "في 2016 صدر قانون يمكن المحامي أيضًا من أن ينوب في المراكز وأن يطلع على المحاضر"، حسب تأكيده.

 

 

وأكد المحامي: "لن يثنينا أي شيء عن الدفاع والقول إننا إزاء محاكمات سياسية وإنّ تدخّل السلطة التنفيذية في القضاء غير مقبول وغير مشروع، وقرينة البراءة تظل هي المبدأ وليس هناك أي إجراء يقول إن هناك "ملفات تنطق بالإدانة قبل أن تنطق بها المحاكم" فمن تنطق بالإدانة هي المحاكم دون سواها، وليس بإمكان أي سلطة سياسية أن تعطي الإذن بالاعتقالات ثم تتهم المعتقلين بأنهم مجرمون وإرهابيون"، وذلك في إشارة إلى تصريحات للرئيس التونسي قيس سعيّد.

سمير ديلو: لن يثنينا أي شيء عن الدفاع والقول إننا إزاء محاكمات سياسية وإنّ تدخّل السلطة التنفيذية في القضاء غير مقبول وغير مشروع، وقرينة البراءة تظل هي المبدأ

وكان سعيّد قد قال، ليلة الثلاثاء 14 فيفري/شباط 2023 من مقر وزارة الداخلية التونسية، في تعليقه على الاعتقالات الأخيرة: "هؤلاء الذين تم اعتقالهم إرهابيون وقد أثبت التاريخ قبل أن تثبت المحاكم أنهم مجرمون ولا بدّ أن يحاسبوا بالقانون"، وفق تعبيره.

يشار إلى أن سمير ديلو كان قد أعلن، في مداخلة له على قناة التاسعة (خاصة)،مساء الخميس 16 فيفري/شباط 2023، إن فرع المحامين بتونس تلقى إعلامًا بإحالة 14 محاميًا على الاستنطاق في مارس/آذار المقبل، ممن ينوبون في القضايا المتعلقة بالمعتقلين السياسيين في تونس، مفيدًا بأنه من بين هؤلاء المحامين بالإضافة إلى كلّ من رضا بلحاج وسميرة العكرمي والعميد السابق للمحامين عبد الرزاق الكيلاني، وأسماء أخرى من المحامين الذين ينوبون في قضايا سياسية.

ولفت سمير ديلو، في ذات الصدد، إلى أنه وفق ما ورد بالإعلام فإنه سيقع استنطاق المحامين بخصوص مباشرتهم لعملهم وليس بخصوص نشاطهم السياسي، معقبًا القول إن "التزامن غريب ومريب، خاصة عندما تكون مسألة قد انقضى عليها من الزمن أكثر من سنة ويتم النظر فيها في هذا الظرف، وهو ما يثير العديد من التساؤلات"، وفق تعبيره.