الترا تونس - فريق التحرير
نشر الساعة: 18:30 بتوقيت تونس
تزخر تونس بتاريخ ثري ومتميز ينبع من تعاقب عديد الحضارات عليها، من البونية إلى الرومانية والبيزنطية والعثمانية التي خلّفت مخزونًا تاريخيًا أثث مختلف المتاحف في تونس.
تعاقب عديد الحضارات على تونس خلّف مخزونًا تاريخيًا ثريًا أثث عشرات المتاحف والمواقع الأثرية في البلاد
وتتوزع عشرات المتاحف الثرية بالنقائش والمخطوطات واللوحات الفسيفسائية إلى جانب المواقع الأثرية على كل ربوع تونس من شمالها إلى جنوبها، وسنعرض فيما يلي أبرز 7 متاحف في تونس وأشهرها على الإطلاق.
-
متحف باردو
يعد متحف باردو أقدم وأهم متحف في تونس، ويعود تاريخ تدشينه إلى 7 ماي/أيار لسنة 1888، أما بناية المتحف فيعود تاريخ تشييدها إلى القرن 19 وهي عبارة عن قصر ملكي للبايات يمزج في طابعه المعماري بين مختلف تأثيرات الحضارات الكبرى للمتوسط لتلك الفترة من الحضارة الأندلسية الموريسكية إلى الحضارة العثمانية.
ويضم متحف باردو مجموعات تاريخية وأثرية مختلفة تعود إلى فترة ما قبل التاريخ إلى غاية الفترة الحديثة وتتوزع في عرضها على الطابق السفلي والأول والثاني المكوّنين للقصر، كما يضم المتحف عديد الأجنحة والأقسام، منها القسم النوميدي وكذلك القسم البوني أين تجد قطعًا أثرية خاصة بالمعتقدات والدين إضافة إلى منحوتات الآلهة الإغريقية ونقائش مهداة للآلهة بعل حمون وتانيت، وفق ما ورد على موقع وكالة إحياء التراث.
يعد متحف باردو أقدم وأهم متحف في تونس وتمثل لوحات الفسيفساء المجموعة الأثرية الأبرز وراء شهرته
وتعد لوحات الفسيفساء المجموعة الأثرية الأبرز وراء شهرة متحف باردو، ومن أهمها لوحة الفسيفساء الشهيرة لفرجيل.
ويضم المتحف أيضًا جناحًا للكنوز، أين يعرض كنز تيسدروس الذي يعود إلى الفترة الرومانية، إضافة إلى كنز شمتو الذي تم اكتشافه بموقع شمتو الأثري شمال غربي تونس.
-
متحف قرطاج
يعد متحف قرطاج من أعظم المنشآت المتحفية في شمال إفريقيا، وقد تم إنشاؤه على تلة بيرصا، في طابق سفلي لبناية لاهوتية كاثوليكية جاءت محاذية لكاتيدرائية القديس لويس المشيدة في أواخر القرن التاسع عشر في الموقع الأثري الشهير في تونس أكروبول قرطاج.
ويحتوي هذا المتحف الذي يعد ثاني أهم متحف في تونس بعد متحف باردو، على أهم مجموعة من القطع والمنحوتات التي تم اكتشافها في موقع قرطاج الأثري والتي تعود إلى العهد الفينيقي والبوني والفترة الرومانية وكذاك العربية الإسلامية.
متحف قرطاج يعد من أعظم المنشآت المتحفية في شمال إفريقيا وقد تم إنشاؤه على تلة بيرصا في الموقع الأثري الشهير في تونس أكروبول قرطاج
ويضم المتحف أيضًا على عديد التماثيل والأحجار الكريمة والمجوهرات والمخطوطات الأثرية الثمينة المكتشفة في قرطاج فضلاً على لوحات من الفسيفساء.
-
متحف الجم
تمت تهيئة متحف الجم (ولاية المهدية) الذي أنشئ عام 1970 في موقع فيلا رومانية، تتيح الوصول إلى حديقة أثرية تضم بقايا ثلاث فيلات أخرى أثرية، وهي "منزل الطاووس" و"منزل الدلافين" نسبة إلى لوحة فسيفساء ومنزل "سولار تيانادوموس"، ويضم متحف الجم مجموعة استثنائية من الفسيفساء من ثيسدروس القديمة.
يضم متحف الجم مجموعة استثنائية من الفسيفساء إضافة إلى مجموعة أثرية من أرقى المجموعات في تونس إن لم تكن في منطقة البحر الأبيض المتوسط
وتعد المجموعة الأثرية في هذا المتحف واحدة من أرقى المجموعات في تونس إن لم تكن في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما يُعرض في هذا المتحف أيضًا تماثيل من الطين والمنحوتات بالإضافة إلى مجموعة من المزهريات الزجاجية ذات الأشكال المختلفة والسيراميك الشفاف المشهور في جميع أنحاء العالم الروماني ويتم إنتاجه في إفريقيا.
وتتمثل مجموعة المنحوتات المكتشفة في الجم في تماثيل نصفية ورؤوس ومجسمات صغيرة الحجم وتماثيل كاملة ومنقوشات، ويقدّر عددها بنحو 50 خمسين قطعة.
وتجسّد هذه القطع أباطرة وإمبراطورات وآلهة القدامى، وتوجد غالبيتها في قاعات وحدائق المتحف، في حين تتوزع بقية القطع بين متاحف سوسة وباردو في تونس وليدن في هولندا واللوفر في فرنسا.
-
المتحف الأثري بسوسة
يتميّز المتحف الأثري بسوسة، بمجموعة كبيرة وثمينة من اللوحات الفسيفسائية التي تعد ثاني أهم اللوحات في تونس بعد تلك المعروضة في متحف باردو.
يضم متحف سوسة مجموعة كبيرة من اللوحات الفسيفسائية التي عثر عليها أثناء عمليات التنقيب وهي تعد ثاني أهم اللوحات في تونس بعد تلك المعروضة في متحف باردو
ويعود تاريخ اكتشاف هذه المجموعة من لوحات الفسيفساء إلى سنتي 1882 و1883 إذ عثر عليها أثناء عمليات التنقيب والحفريات المنجزة بمدينة سوسة وضواحيها، وهي تبرز العديد من الفترات التاريخية والحضارات التي تعاقبت على مدينة سوسة.
وتم صنع معظم هذه اللوحات خلال العهد السِيفوري من الفترة الرومانية إلى الفترة البيزنطية في مقاطعة البيزاكيوم الساحلية، وهي تجسّد مشاهد أسطورية وشخصيات خرافية ومواضيع أخرى تتعلق بالحياة اليومية للقدامى وممارساتهم ومعتقداتهم.
أما إنشاء المتحف الأثري بسوسة فهو يعود إلى سنة 1897، وقد تم تشييده على جزء من القصبة التي بناها الأمير الأغلبي أبو العباس محمد سنة 851 ميلادي في الزاوية الجنوبية الغربية للمدينة.
-
متحف أوتيكا
يضم متحف أوتيكا في ولاية بنزرت مجموعة رائعة من القطع الأثرية المستخرجة من الموقع الأثري في أوتيك والتي تعود إلى غاية أواخر العصور القديمة، وفي حديقة المتحف نجد أرضيات فسيفسائية وعناصر معمارية مهمة تعود إلى الفترتين البونيقية والرومانية.
يوجد في متحف أوتيكا من ولاية بنزرت قطع أثرية ثمينة تعود إلى الفترتين البونيقية والرومانية خاصة فضلاً عن روائع فنية تجسّد هرقل وأخرى تمثل رأس نبتون
وتعود القطع الأثرية المعروضة في متحف أوتيكا إلى الفترة الفينيقية السابقة للقرن الرابع قبل الميلاد، وتتمثل في أثاث جنائزي وتماثيل صغيرة وأوان من الفخار والخزف، كما تشمل قطعًا تعود للفترة البونية منها القرابين الجنائزية، إضافة إلى شواهد قبور وبعض المنحوتات.
ويضم متحف أوتيكا أيضًا مجموعة أثرية تعود إلى العصر الروماني، تضم لوحات فسيفساء ومجموعة من النقائش الحجرية المتضمنة لكتابات باللاتينية، وبعض المنحوتات الرخامية، التي تُعدّ روائع فنية تجسّد هرقل وأريادن وساتير، هي تعكس حضورًا رومانيًا قويًا في المدينة الواقعة شمالي تونس.
كما تضم حديقة المتحف قطعًا حجرية وعناصر معمارية وتوابيت ولوحات من الفسيفساء، تمثل إحداها رأس نبتون محاطًا بمشاهد صيد وحيوانات بحرية وقوارب.
-
متحف "دار جلولي" بصفاقس
يقع متحف "دار جلولي"، للفنون والتقاليد الشعبية في منزل تقليدي تم بناؤه خلال القرن السابع عشر في قلب مدينة صفاقس وفقًا للنمط المعماري التقليدي، ويتميز المبنى بقطع حجرية ثرية وألواح خزفية وخشبية على جدرانه، وخصص هذا المتحف لتجسيد أسلوب حياة متساكني صفاقس وعاداتهم وتقاليدهم وتصوير جزء مهم من ثقافتهم المادية.
متحف دار جلولي في صفاقس يجسّد أسلوب حياة المتساكنين القدامى في صفاقس وعاداتهم وتقاليدهم وتصوير جزء مهم من ثقافتهم المادية
تم تخصيص غرفتين في الطابق الأرضي الذي يضم ثلاثة غرف، لعرض الأزياء التقليدية النسائية والرجالية وأدوات تقليدية يستعملها المتساكنون في حاجيات يومية.
أما الغرفة الثالثة فهي مخصصة للحرف الخشبية المصنعة، التي تعرف بها جهة صفاقس منذ القدم، كما تعرض في الغرفة نفسها منحوتات خشبية قديمة يدوية الصنع، وتضم غرفة التخزين المعاد تشكيلها والمطبخ مجموعة من الأدوات التقليدية للطهي.
وفي الطابق العلوي، تمت إعادة تجسيد مشاهد الزفاف في جهة صفاقس، وخاصة "مشهد القفز فوق السمكة" وهي عادة تقليدية تعرف بها جهة صفاقس.
-
متحف قلالة
يعد متحف قلالة أحد أكبر المتاحف الفنية في تونس، ويقع هذا المتحف التقليدي التونسي في مدينة قلالة بجزيرة جربة جنوب شرقي تونس، ويهتم متحف قلالة بالفنون التقليدية والصناعات اليدوية القديمة والعادات اليومية والاحتفالية لمتساكني جزيرة جربة.
متحف قلالة هو أحد أكبر المتاحف الفنية في تونس ويضم مجموعة من المجسمات التي تصوّر عادات أهالي جزيرة جربة ومختلف المهن اليدوية التي يمارسونها
ويعرض في هذا المتحف على مساحة تفوق 4 آلاف متر مربع، مجموعة من المجسمات التي تصوّر مختلف العادات التي تميز أهالي الجزيرة من احتفاليات الزواج والختان وغيرها، إلى المهن اليدوية القديمة التي يمتهنها أهالي الجزيرة.