18-مارس-2024
نفايات

مئات الأطنان من النفايات الطبية مخزنة في المتلوي (صورة توضيحية/ حسام الزواري/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

 مازالت حوالي 700 طن من النفايات الطبية الخطرة رابضةً، منذ ثلاث سنوات، بمستودعات خاصّة بمعتمدية المتلوي، من ولاية قفصة (جنوب غربي)، حسب ما ورد في تقرير صادر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية: هذه النفايات الطبية أصبحت تشكل خطرًا حقيقيًا، خاصّةً وأنها لا تخضع لأيّة مراقبة من طرف سلطة الإشراف

وأشار المنتدى في تقريره بعنوان "تردي الوضع البيئي بقفصة: مدن تغرق في نفاياتها"، إلى أن "هذه النفايات أصبحت تشكل خطرًا حقيقيًا، خاصّةً وأنها لا تخضع لأيّة مراقبة من طرف سلطة الإشراف".

 ويعتبر التخلص من النفايات الطبية عبر تركها دون معالجة إخلالاً بيئيًا واضحًا، باعتبارها تؤثر على الهواء والماء والتربة، كما أن مخاطرها تمس فئة غير قليلة من المجتمع وذلك أثناء جمع ونقل هذه النفايات مثل الممرضين وعمال النظافة وغيرهم، وفقًا للتقرير ذاته.

منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: التخلص من النفايات الطبية عبر تركها دون معالجة يعدّ إخلالاً بيئيًا واضحًا، باعتبارها تؤثر على الهواء والماء والتربة، كما أن مخاطرها تمس فئة غير قليلة من المجتمع

وبيّن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أنّ هذه النفايات الخطرة تقبع في مستودعات شركتين ناشطتين في مجال تجميع النفايات الطبية ومعالجتها بطريقة آمنة في المنطقة، وذلك إثر توقف عملهما بعد سحب رخصتيهما لمخالفة كراس الشروط المنظم للمهنة. 

وتعتبر نفايات الأنشطة الصحية خطرة على معنى الفصل 5 من الأمر عدد 2745 لسنة 2008 المقترح من وزيري الصحة والبيئة والتنمية المستديمة والمتعلق بضبط شروط وطرق التصرف في نفايات الأنشطة الصحية.

وأشار المنتدى إلى أن الإشكال الرئيسي في هذا المجال يكمن في خرق أجهزة الدولة للقرارات، التّي اتخذتها مما فاقم من المخاطر، التي يسببها هذا الصنف من النفايات، وذلك رغم إقرار البلاد التونسيّة منذ سنة 2008 القطع مع سياسة حرق النفايات الطبية في المستشفيات التونسية، واعتماد استراتيجية وطنية للتصرف فيها عبر اللجوء إلى القطاع الخاص وتكليف شركات خاصّة بالتصرف في النفايات بعد فرزها وتخزينها من قبل المؤسسات الطبية المنتجة لها.

منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: تعطل مشروع إحداث وحدة معالجة وتثمين النفايات بقفصه منذ سنة 2009، والمشروع مازال في طور الدراسة ومن الممكن استكمال أشغاله في حدود سنة 2025

وأضاف أن عدم الالتزام بالإجراء المذكور أدى إلى التراكم العشوائي لهذا الصنف من النفايات بمدينة المتلوي، وتركها دون معالجة، مشيرًا إلى أن الهياكل المعنية لم تتبع إلى حد اليوم خطةً للتصرف في أكوام المخلفات الاستشفائية المتواجدة رغم الجلسات، التي تم عقدها على مستوى الولاية للتباحث في هذا الإشكال البيئي، والتي سجلت حضور مختلف المتدخلين بما في ذلك الغرفة الوطنية لشركات تجميع النفايات وتعبير بعض الشركات الناشطة في هذا المجال على استعداداها لرفع ومعالجة النفايات الطبية المخزنة.

وكان المدير الجهوي للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات قد أكد بدوره تعطل مشروع إحداث وحدة معالجة وتثمين النفايات بقفصه منذ سنة 2009، مضيفًا أن المشروع مازال في طور الدراسة ومن الممكن استكمال أشغاله في حدود سنة 2025، ويجري، حاليًا، التباحث مع الوكالة الوطنية لحماية المحيط للحصول على التراخيص اللازمة.

منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: 700 طن من النفايات الطبية مازالت مخزنة على حالها وعرضة للتحلل والتفاعل مع مكونات محيطها، مما يفاقم من خطرها على البيئة وصحة السكّان

ودعا، كذلك، إلى ضرورة إحداث مصبات مراقبة فعليًا من الناحية العلمية والقانونية بقفصه من أجل تفادي الكوارث البيئية، التي تنجر عن تراكم النفايات بشكل عشوائي، وفق ما ورد في التقرير.

 وشدد المنتدى على أن 700 طن من النفايات الطبية مازالت مخزنة على حالها وعرضة للتحلل والتفاعل مع مكونات محيطها، مما يفاقم من خطرها على البيئة وصحة السكّان، في انتظار تفعيل جملة هذه القرارات.

ويشار إلى أن مخاطر عديدة يمكن أن يخلفها التصرّف غير الآمن في النفايات الطبية وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ومن بينها نقل العدوى للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية وعامة الناس، وتسمّم وتلوّث من خلال إفراز منتجات صيدلانية، إضافة إلى انتشار كائنات مجهرية مقاومة للأدوية، وخطر التسمّم والتلوث بعناصر أو مركبات سامّة، مثل الزئبق، أو الديوكسينات وهي من المواد التي تسبّب السرطان لدى البشر وتنبعث خلال عملية حرق النفايات.

منظمة الصحة العالمية: مخاطر عديدة يمكن أن يخلفها التصرّف غير الآمن في النفايات الطبية ومن بينها نقل العدوى للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية وعامة الناس

أما بالنسبة لمخاطرها البيئية فهي من الممكن أن تؤثّر على النظام الحيوي في المنطقة التي تتجمع فيها النفايات، وذلك عبر استجلاب القوارض والحشرات، كما أن الغازات المنبعثة من مصبات النفايات تشمل بشكل رئيسي غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، وهذه الغازات من غازات الدفيئة التي يلعب ارتفاعها دورًا في الانحباس الحراري ورفع درجة حرارة الكوكب على المدى البعيد.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإنه يمكن أن تتسبّب مصبات النفايات في تلويث مياه الشرب إذا لم تُبن بالطرق المناسبة.