04-مارس-2023
مسيرة اتحاد الشغل

ردد المتظاهرون مُدينة للإيقافات الأخيرة سواءً التي تمت على أساس تحركات احتجاجية وإضرابات أو التي شملت سياسيين (فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

نظم الاتحاد العام التونسي للشغل، السبت 4 مارس/آذار 2023، تجمّعًا عماليًا بساحة محمد علي الحامي بتونس العاصمة، تلته مسيرة احتجاجية جابت عددًا من شوارع العاصمة، في إطار سلسلة من التحركات الاحتجاجية التي خاضها في عدد من الجهات، وذلك رفضًا لـ"المساس بالحق النقابي" من قبل السلطة في تونس.

ردد المتظاهرون شعارات منددة بـ"الممارسات القمعية وضرب الحريات العامة والفردية" ومدافعة عن الحق النقابي ومُدينة للإيقافات الأخيرة سواءً التي تمت على أساس تحركات احتجاجية وإضرابات أو التي شملت سياسيين

وردد المتظاهرون شعارات منددة بـ"الممارسات القمعية وضرب الحريات العامة والفردية" ومدافعة عن الحق النقابي في الإضراب والتنظم والاحتجاج ومُدينة للإيقافات الأخيرة سواءً التي تمت على أساس تحركات احتجاجية وإضرابات أو التي شملت سياسيين.

ومن بين الشعارات المرفوعة: "حريات حريات دولة البوليس وفات"، "حق الإضراب واجب"، "يا حشاد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، "بالروح بالدم نفديك يا اتحاد"، 

كما رفعوا أيضًا لافتات خُطّت عليها مختلف الشعارات المنددة بسياسات الحكومة التونسية، على غرار: لا للشعوبية لا للترغيب لا للتهديد"، "يا حشاد يا حشاد الحكومة باعت البلاد"، "يا حكومة FMI الاتحاد ديما قوي"، "شغل حرية كرامة وطنية"، "يسقط يسقط مرسوم 54".

 

 

وقال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، في خطاب له خلال التجمع العمّالي بساحة محمد علي الحامي، "لن نقبل بقمع الحريات في البلاد ولن يكون في تونس استبداد مهما كانت التكاليف"، معقبًا: "نحيي من هنا المناضلين السياسيين والحقوقيين المساجين بسجن المرناقية"، وفق تعبيره.

نور الدين الطبوبي: نرفض ما حصل من ترهيب واقتحامات ليلية لمنازل السياسيين وتخويف عائلاتهم، لأن عهد ممارسات الظلم والاضطهاد والاستبداد قد ولّى.. ومن هنا نحيي المناضلين السياسيين والحقوقيين المساجين بسجن المرناقية

وفي هذا السياق، قال الطبوبي في تعليقه على الإيقافات الأخيرة التي عرفتها تونس: "نرفض ما حصل من ترهيب واقتحامات ليلية لمنازل السياسيين وتخويف عائلاتهم، لأن عهد ممارسات الظلم والاضطهاد والاستبداد قد ولّى بقيامنا بالثورة".

وكانت السلطات في تونس قد انطلقت في 11 فيفري/ شباط الماضي في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد. ومن المعتقلين، سياسيون وصحفيون ونشطاء وقضاة ورجال أعمال، ويتهمهم الرئيس التونسي بـ"التآمر ضد أمن الدولة والوقوف وراء ارتفاع الأسعار واحتكار السلع"، وفقه.

 

 

وعلّق الطبوبي على الخطاب الأخير الذي أدلى به الرئيس التونسي قيس سعيّد لدى لقائه وزير الشؤون الاجتماعية مساء الجمعة ووجه فيه انتقادات لاذعة إلى الاتحاد، قائلًا: "كنا نتمنى أن نسمع خطابًا من الرئيس يزرع الطمأنينة ويوحد الشعب التونسي حول خيارات وطنية، لكننا سمعنا رسائل مشفرة تتهمنا بالاستقواء بالخارج"، معقبًا: "لا يمكن لأحد أن يزايد على منظمتنا العريقة، وشعارنا هو "يا عمّال العالم اتّحدوا" لذلك نحن متحدون ضد القهر وضد الظلم وضد ضرب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحق النقابي وحق الإضراب كلّفنا ذلك ما كلّفنا".

وتوجه نور الدين الطبوبي، في هذا السياق، بالشكر إلى كل الحركة النقابية في العالم على تضامنها مع اتحاد الشغل في تونس.

الطبوبي: سمعنا في خطاب الرئيس رسائل مشفرة تتهمنا بالاستقواء بالخارج.. لا يمكن لأحد أن يزايد على منظمتنا العريقة وشعارنا هو "يا عمّال العالم اتّحدوا" لذلك نحن متحدون ضد القهر وضد الظلم

وكان قيس سعيّد قد وجّه، مساء الجمعة 3 مارس/آذار 2023، انتقاداته إلى الاتحاد العام التونسي للشغل، قائلًا إن "اتحاد الشغل حر في تنظيم مظاهرة، لكنه ليس حرًا في دعوة أجانب للمشاركة فيها"، وفق تعبيره، وذلك في إشارة إلى منع دخول مسؤول نقابي إسباني إلى تونس.

وتابع قائلًا، وفق مقطع فيديو نشرته الرئاسة على صفحتها الرسمية بفيسبوك: "هناك من يريد أن يدعو بعض الأشخاص الأجانب للتظاهر في تونس، وهذا غير مقبول على أيّ مقياس من المقاييس"، وأشار فيما يبدو إلى القيادات النقابية في اتحاد الشغل قائلًا: "لتكن معاملتهم معهم كمؤسسات، لكن تونس ليست ضيعة أو بستانًا أو أرضًا بلا سيّد"، حسب قوله.

 

 

وعلى صعيد متصل، قال أمين عام اتحاد الشغل، في كلمته من ساحة محمد علي الحامي، في علاقة بالمبادرة التي يعدّها رفقة عدد من المنظمات التونسية، قائلًا: "بمجرد أن قلنا إننا سنبلور مبادرة وطنية نقدم من خلالها تصوّرًا اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا قامت القيامة خشية منهم على "الإصلاحات" الموجعة التي يريدون تمريرها"، على حد قوله.

الطبوبي: تنقصنا اليوم في تونس الوحدة الوطنية لذلك ندعو مكونات المجتمع المدني والسياسي الديمقراطي إلى أن نكون متوحدين من أجل خيارات نجتمع حولها لأن دولتنا اليوم مستهدفة

وأضاف الطبوبي: "تنقصنا اليوم في تونس الوحدة الوطنية لذلك ندعو مكونات المجتمع المدني والسياسي الديمقراطي إلى أن نكون متوحدين من أجل خيارات نجتمع حولها لأن دولتنا اليوم مستهدفة".

 

 

كما علّق على الحملة "العنصرية" على مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء، قائلًا: "تونس أرض التسامح وليست أرض العنصرية ونحن ندافع عن المهاجرين المتواجدين بتونس".

 

 

وكان الاتحاد العام التونسي للشغل (أبرز منظمة عمالية في تونس) قد نظم، سلسلة من التحركات الاحتجاجية في ولايات مختلفة، تمثلت في تجمعات عمالية ومسيرات احتجاجية. وكانت هذه التحركات في ولايات نابل وصفاقس والقيروان وبنزرت وجندوبة والمنستير والقصرين وتوزر يوم 18 فيفري/شباط المنقضي. وتحركات مماثلة في ولايات باجة والكاف وسليانة وقفصة والمهدية يوم السبت 25 فيفري/شباط 2023.

وتأتي هذه التحركات بناء على ما ورد في بيان للهيئة الإدارية الوطنية لاتحاد الشغل، المنعقدة بتاريخ 3 فيفري/شباط 2023، وذلك تنديدًا بـ"استهداف العمل النقابي" بعد إيقافات طاولت نقابيين في قطاعات مختلفة، بعضها إثر إضرابات قال الاتحاد إنها "قانونية".