28-أغسطس-2020

اُلغيت هذا العام تظاهرة الأيام الوطنية للتوجيه (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

ألقت الظروف الاستثنائية لجائحة كوفيد-19 بظلالها على عملية التوجيه الجامعي في تونس هذا العام، والتي لازالت لم تسدل ستارها مع ترقب نتائج الدورة النهائية للتوجيه نهاية أوت/أغسطس 2020، بعد نشر نتائج دورة المتفوقين والدورة الرئيسية خلال الشهر الجاري، وفي انتظار نشر نتائج الشعب التي تتطلب اختبارات بداية سبتمبر/أيلول المقبل.

اقرأ/ي أيضًا: العودة المدرسية زمن كورونا: المسؤول يطمئن والوليّ متوجّس

إلغاء الأيام الوطنية للتوجيه وإجراءات استئثنائية

أفادنا حسين المستوري، مستشار في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي، أنّه أمام الظروف الخاصة لهذا العام، ارتأت وزارة التعليم العالي إلغاء تظاهرات الأيام الوطنية للتوجيه التي كانت تنظم بمدينة العلوم بتونس وبأروقة وفضاءات المؤسسات الجامعية بالوسط والجنوب، مستقطبة آلافًا من الطلبة والأولياء، وتعويضها بمقاطع فيديو مباشرة وأخرى مسجلة ضمن قنوات يوتيوب ومعرض توجيه افتراضي.

 ارتأت وزارة التعليم العالي هذا العام إلغاء تظاهرات الأيام الوطنية للتوجيه التي كانت تنظم بمدينة العلوم بتونس وبأروقة وفضاءات المؤسسات الجامعية بالوسط والجنوب

وأضاف مؤسس ورئيس تحرير موقع "أورينتيني"، لـ"ألترا تونس"، أنّ أجهزة الوزارة قامت بتسجيل مقطع فيديو لكل مؤسسة جامعية تقريبًا يقع فيه تقديم المؤسسة والشعب التي تؤمن التدريس فيها، إضافة إلى قيام المستشارين في الإعلام والتوجيه بتأمين لقاءات إعلامية حضورية مع الناجحين في معاهدهم في كلّ أنحاء البلاد، مع تقديم المعلومات والنصائح والإرشادات للطلبة الجدد عبر الفيديو وعبر آلاف المقالات التفصيلية على "أورينتيني" وعشرات الصفحات والمجموعات الفايسبوكية وعبر مبادرة للمساعدة الهاتفية تبنتها الجمعية التونسية للإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي والمهني وشارك فيها عشرات المستشارين، كما تمّ التنسيق بين الوزارة ونقابة المستشارين لتأمين عدّة حصص إعلام وتوجيه عن بعد بُثت على القناة الوطنية التربوية أو على قنوات يوتيوب.

وبسبب التخوّف ممّا قد يتسبب به توزيع الوثائق الورقية من عدوى فيروس كورونا، فقد جرى العدول عن طبع دليل ورقي للتوجيه الجامعي لأوّل مرّة منذ عقود واكتفت الوزارة بنشر الأدلّة الإلكترونية المعتادة على الموقع الرسمي للتوجيه الجامعي، ومنها دليل تفاعلي سهل الاستعمال فيه آلية البحث لكنه يتطلب، وفق محدثنا، ربطًا دائمًا بالأنترنت، إضافة إلى دليلين قابلين للتحميل بصيغة PDF (باكلوريا تونسية وباكلوريا فرنسية).

حسين المستوري - مستشار في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي

 

ورغم المجهودات التي قدمتها مختلف هياكل الوزارة وخاصّة الإدارة العامّة للشؤون الطّالبيّة، فقد أثارت هذه الإجراءات، وفق محدثنا، امتعاضًا لدى عدد من المستشارين في الإعلام والتوجيه الذين اضطروا لطبع الدليل على نفقتهم الخاصّة، فضلًا عن عيب تقني فادح في الدليل الإلكتروني PDF الخاصّ بالباكلوريا التونسية الذي أنجز بطريقة مسح ضوئي لقوائم الشعب بعد طباعتها مما يعطل آلية البحث في القسم الأعظم من الدليل الذي يحتوي قوائم المؤسسات والشعب والتخصصات، ويحوله إلى شبه ألبوم صور إلكتروني صعب الاستعمال ويضاعف حجمه (من 4.7 إلى 13.6 ميغابايت)، مضاعفًا حجم التنزيل وصعوبة التصفح، ومعسّرًا مهمّة الاطّلاع على المعلومات والعروض الجامعيّة على من لا يمكنهم استعمال الأنترنت لأوقات مطولة للدخول إلى موقع دليل التوجيه التفاعلي التابع لوزارة التعليم العالي ، والذي لا يغني، رغم سهولة استخدامه، عن ضرورة تنزيل الدليل بصيغة PDF الذي ينفرد بتفصيل مختلف إجراءات ومواعيد التوجيه وإعادة التوجيه وعدة معلومات مفصّلة أخرى غير متوفرة في الدّليل التفاعلي.

وفضلا عن ذلك، قامت الوزارة طيلة الأسابيع التي تلت نشر دليل التوجيه يوم 25 جويلية/يوليو المنقضي، بنشر إصدارات متواترة بتحيينات متواصلة للدليل دون نشر بيانات مفصلة تظهر التعديلات الجديدة المضافة بشكل شبه يومي، مكتفية بمطالبة الناجحين وبقية المستعملين بالتحميل اليومي للدليل (13.6 ميغابايت) والبحث عن الفوارق بأنفسهم في حين يتعلق الأمر بجمهور شبابي يستعمل الهواتف الجوالة في معظمه مع دخول محدود للأنترنت ومقدرة شرائية متفاوتة.

وفيما يخصّ ردود الفعل المتعلقة بالمعرض الافتراضي – الفيديو، قال مستشار التوجيه لـ"ألترا تونس" إن الفكرة تعتبر بداية جيّدة داعيًا إلى إتمامها بتفاصيل أكثر حول الشعب وآفاقها ومحتواها وشروط النجاح فيها، في كل المؤسسات، وعوامل النجاح المستقبلي في المهن التي تفضي إليها. وقال إنه كان "يمكن للوزارة أن تتجاوز صعوبات الربط بالأنترنت بأن تعقد اتفاقيات مع مزودي خدمات الأنترنت لمنح الدخول المجاني لمواقعها لكلّ المستعملين طيلة فترة التوجيه الجامعي، فضلًا عن مواءمة إصداراتها ومواقعها مع الهواتف الذكيّة وهي الوسيلة التي يستعملها أغلب المترشحين للتوجيه"

ما جديد العروض الجامعية؟

أكد محدثنا أن هذه السنة لم تشهد إضافات كبيرة في الشعب بعد سنة 2019 التي شهدت إصلاحا جامعيًا واسعًا للإجازات مشيرًا، في المقابل، إلى إضافة إجازة في علوم الشغل بالمعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية ومجموعة من المراحل التحضيرية المندمجة للدراسات الهندسية في اختصاص الهندسة البيوطبية واختصاص بيوتكنولوجيات الصحة واختصاصات هندسية أخرى.

لكنه قال إن ما أسال الكثير من الحبر هو اعتراض عمادة المهندسين التونسيين على المراحل التحضيرية الجديدة التي تعتبرها قد أضيفت بشكل أحادي متسرع من الوزارة قبل التثبت من استيفاء كل شروط التكوين الهندسي ودون موافقة العمادة التي تعمل منذ ثلاث سنوات على التثبت من جودة التكوين الهندسي في مختلف معاهد ومدارس المهندسين بالجامعات العمومية والخاصة بتونس.

حسين المستوري: لم تشهد هذه السنة إضافات كبيرة في الشعب بعد سنة 2019 التي شهدت إصلاحا جامعًيا واسعًا للإجازات

وأدّى إعلان عمادة المهندسين عن اعتزامها رفض تسجيل خريجي مراحل التكوين الهندسي الجديدة في جدولها مستقبلًا، وفق محدثنا، إلى حيرة واضطراب لدى المترشحين للتوجيه الجامعي ولدى مستشاري التوجيه الذين كان عليهم تقديم إجابات لتساؤلات متزايدة من منظوريهم من طلبة جدد وأولياء.

وقال إن صمتًا كبيرًا ساد لدى أجهزة الوزارة لأيّام، قبل أن تصدر بيان طمأنة قبل ساعات قليلة من انتهاء الفترة المخصّصة لتسجيل اختيارات الطّلبة الجدد في التوجيه، وقد ذهب عدد من المستشارين إلى تحذير الطلبة الجدد من اختيار هذه الشعب، في حين نسّب عدد آخر من أهمّيّة هذا الخلاف الطارئ بين العمادة والوزارة.

وأكد المستوري أنّ الوزارة يمكنها مواصلة العمل على تحسين ظروف وجودة التدريس وترقيتها إلى المستوى المطلوب تحت ضغط العمادة نفسها ومختلف المتدخلين الآخرين، من ناحية، وبالنّظر إلى عدم حاجة المهندسين الرّاغبين بالعمل في القطاع الخاصّ إلى التّسجيل في جداول العمادة، ويشار إلى أنّ القطاع الخاصّ هو المقصد المفضّل لخرّيجي مختلف مدارس الهندسة لارتفاع الأجور فيه مقارنة بالقطاع العامّ في أغلب الاختصاصات الهندسية. وأوضح، في الأثناء، أن البيان المثير للجدل جاء في فترة بدا للملاحظين أنّ مكتب العمادة المنتخب منذ ثلاث سنوات يسعى لتعزيز مكانة العمادة والزيادة في تأثيرها في قطاع التكوين والممارسة المهنية للهندسة في القطاعين العمومي والخاصّ.



اقرأ/ي أيضًا:

بكالوريا 2020.. متفوقون وحاصل "خارق"

هل تبقى رقمنة الإدارة في تونس مجرّد وعود؟