21-يوليو-2021

رئيس جمعية أنا أغيّر: نسبة التسجيل في التلقيح على مستوى التضامن تعتبر الأضعف جهويًا (إيمان السكوحي/ الترا تونس)

 

"مستشفى محلي لأكثر من 400 ألف ساكن" جملة كفيلة أن تبعث فيك الهلع في ظرف استثنائي تعيشه البلاد منذ تفشي وباء كوفيد 19. هذا هو حال مستشفى مدينة التضامن المحلي الذي يقدم الخدمات الصحيّة لفائدة مواطني ثلاث معتمديات، التضامن ودوار هيشر والمنيهلة وبعض المناطق المجاورة. 

المستشفى المحلي بالتضامن هو مستشفى لأكثر من 400 ألف ساكن يقدم الخدمات الصحيّة لثلاث معتمديات: التضامن ودوار هيشر والمنيهلة وبعض المناطق الأخرى

على امتداد "شارع 55"، أين يقع هذا المستشفى، صور ومشاهد يندى لها الجبين، كيف لا وكل ما يرى لا يمتّ لواقع مأساة الكورونا بصلة. حياة عادية دون التزام بالبروتوكول الصحي سوى من عدد قليل من السكان: مقاه تعجّ بروّادها وباعة غنم وناصبو خضر وغلال على قارعة الطريق، تجمعات وعدم ارتداء للكمامات.. يخيّل إليك لوهلة أنّ الفيروس "إشاعة".

"الترا تونس"، كان له لقاء مع عدد من المسؤولين والناشطين في المجتمع المدني للحديث على الوضع في حي التضامن، تجدون تفاصيله في هذا التقرير. 

  • مستشفى التضامن يواجه الكوفيد رغم محدودية الإمكانيات

"الترا تونس" التقى آمنة الشريف، مديرة المستشفى، في ظروف استثنائية بعد رحلة بحثها عن بعض البدلات الوقائية للعملة من بعض المستشفيات المجاورة، وحدثتنا عن الوضعية قائلة إنّ "هذا المكان من أكثر المستشفيات التي تحتاج إلى الدعم حيث يشكو من عديد النقائص كوسائل الحماية وما نتسلمه من مواد لا يكفينا مدّة الأسبوع. كما ينقصنا العنصر البشري من أطباء وممرضين وعملة حيث يبلغ عدد العاملين 310 عونًا، وهذا العدد غير كاف أمام الخدمات التي نقدمها وعدد السكان الذين يتمتعون بها. كما أنه لا يحتوي على قسم للإيواء الطبي على غرار بقية المستشفيات المحلية ولذلك نسعى لتحويله لمستشفى جهوي".

صور من داخل المستشفى المحلي بالتضامن (إيمان السكوحي/الترا تونس)

وأضافت آمنة الشريف بأنّ الطاقم يعمل ليلًا نهارًا من أجل مجاراة النسق والضغط المتواصل، ورغم الإرهاق فإنهم يواصلون ببسالة هذه المعركة منذ 2 جويلية/ يوليو الفارط وقد وقع إنشاء وحدة لإيواء الكوفيد بمستشفى التضامن تحتوي على 7 أسرّة أكسجين وتقوم بإيواء عدد ضئيل من الأشخاص على الكراسي. ويقوم المستشفى بتقديم الخدمات اللازمة للإسعاف وتمكين الحالات الاستعجالية من 15 لترًا من الأكسجين كأقصى تقدير، وهذه الوحدة هي بالأساس قسم التوليد الذي وقع تهيئته ليسع 18 سريرًا بعد تبرّع أحد رجال الأعمال بكلفتهم، والطاقم اليوم في انتظار تفعيل هذه المبادرة"، حسب تأكيد محدثتنا. 

وعن مخزون الأكسجين تقول مديرة المستشفى:"لا نملك مخزن أكسجين (niche)، لدينا فقط 20 قارورة بسعة 200 لترًا، تنفد في سويعات قليلة لنقوم بتعبئتها من جديد".

مديرة المستشفى المحلي بالتضامن آمنة الشريف لـ"الترا تونس": ما نتسلمه من مواد لا يكفينا مدّة أسبوع، وعدد العاملين غير كاف أمام الخدمات التي نقدمها وعدد السكان الذين يتمتعون بها

وفي هذه اللحظة قاطع الحوار أحد العملة الذي دخل المكتب ليحدثها عن تعرضه للعنف من أحد أهالي المنطقة الذي هدد بحرق المشفى إذا لم يقع تأمين سرير لوالده. وهذه الحادثة ليست الوحيدة كما أكدت لنا محدثتنا: "هذا ما نعانيه يوميًا فهناك بعض المواطنين الذين ينفعلون عندما لا نستقبل مريضهم نظرًا لامتلاء الأسرّة. وأنا شخصيًا أتواصل مع زملائي في الولايات الأخرى بحثًا عن حلول ولكن دون جدوى. وقد يمرّ أسبوع كامل دون نجد له مكانًا، وهناك عدد من الحالات الذين يتوفون في منازلهم".

اقرأ/ي أيضًا: حوار/ رئيس قسم استعجالي بسوسة: وصلنا للسيناريو الإيطالي ونخشى السيناريو الهندي

وتسترجع آمنة حادثة لعون موزع الهاتف، جمال اليعقوبي، رجل ضرير توفي بسبب فيروس كورونا:" لا أستطيع أن أنسى هذه الحادثة أبدًا، فقد جاءنا جمال في حالة حرجة ولكننا لم نجد له مكانًا. اضطررنا لجلب خيط أكسجين من الاستعجالي لباحة المستشفى في انتظار أن نجد حلًا لإيوائه لكنّه توفي. وحاله حال الكثيرين من أعوان الصحة الذين لا يستطيعون الحصول على الأكسجين في مراكز عملهم".

وختمت آمنة الشريف حديثها متوجهة بالشكر إلى المجتمع المدني والهياكل المحلية والمواطنين سواءً من أهالي المرضى أو من أصحاب القلوب الرحيمة التي اعتبرت مجهوداتهم الداعم الرسمي لطاقم طبي استنزفته الجائحة وأرهقته الحرب النفسية التي يعيشها.

  • بلدية التضامن تحول ميزانية الثقافة لشراء المعدات الطبية

عادة ما يقيّم الوضع الوبائي حسب عدد السكان بالمتر المربّع ولكم أن تتخيّلوا الأمر في منطقة تضم 85 ألف ساكن لـ3.25 كلم مربّع. كثافة سكانيّة تجعل العمل البلدي تحدّيًا كبيرًا، فما بالك في وضع استثنائي يتطلّب مضاعفة الجهود البشرية!

وفي تواصل مع رئيس المجلس البلدي بالتضامن رضا الشيحي، أكد لـ"الترا تونس" أنّ الوضع  في التضامن لا يختلف عن غيره في بقية الولايات حيث إن التضامن في المرتبة الثالثة من حيث ترتيب المعتمديات في ولاية أريانة حسب عدد الوفيات الذي بلغ 175 حالة منذ أفريل/ نيسان الماضي، مضيفًا أنّ البلدية حريصة على تطبيق الإجراءات، لكن التزام المواطن ضعيف وفق وصفه. 

رئيس المجلس البلدي بالتضامن رضا الشيحي لـ"الترا تونس": من أكثر المهمات الصعبة على البلدية هي عملية دفن الموتى، التي لم يقع التهيؤ لها وعملية دفن واحدة تكلّف حوالي ألف دينار

وقد تغير السلوك داخل الحي مع انتشار الطفرة الهندية حيث التزمت 90% من المقاهي بالإجراءات، كما التزم 70% من السكان بالحجر خوفًا من الطفرة الجديدة على حدّ تعبيره. وفي سؤاله عن الأعراس والتجمعات الليلية، قال الشيحي إنّ المناسبات داخل الأزقة والأحياء يصعب ضبطها وليس من السهل تطبيق الإجراءات داخلها.

أما عن تفاعل البلدية مع هذا الوضع أكّد محدثنا أنه وقع إنشاء لجنة للطوارئ تقوم بعمليات التعقيم الدورية بالإضافة للدعوة للتسجيل خاصّة وأن عدد المسجلين ضعيف جدًا وليس هناك وعي لدى المواطن، ودعا الدولة إلى القيام بواجبها في جلب التلاقيح على حد تعبيره. كما وقع تحويل المبلغ المالي المرصود للثقافة والمقدّر بـ25 ألف دينار، لشراء معدات طبية، مشيرًا إلى أن المنطقة تحتاج لمركز تلقيح وأنه على الدولة التحرك لتوفير أسرّة أكسجين لمنطقة التضامن.

صور من داخل المستشفى المحلي بالتضامن (إيمان السكوحي/الترا تونس)

ومن أكثر المهمات الصعبة على البلدية هي عملية دفن الموتى، التي لم يقع التهيؤ لها سواءً على مستوى التكوين أو على مستوى رصد الإمكانيات، فعملية دفن واحدة تكلّف حوالي ألف دينار، وهذا ما يعتبر تحديًا ماليًا كبيرًا خاصة أنه يؤثر على بقية خدمات البلدية. وفي هذا الإطار يقول رئيس بلدية التضامن: "الوضعية صعبة على البلدية وعلى أهل المتوفي وليس هناك أي استعدادات مالية للمجابهة، وأغلب المصاريف هي تحويلات وإلى حدّ اليوم قمنا بصرف ما يقارب 160 ألف دينار. كما لم يقع صرف مساعدات مالية لأعوان الدفن الذين يعملون خارج أوقات العمل وهم معرضون للإصابة بالفيروس، وقد اجتهدنا في مدّهم بمنح استثنائية، وعلى الدولة الالتفات لهم كي تتواصل هذه الخدمة خاصة وأن الوفيات اليومية في المنازل في تزايد ويصعب التعامل معها".

وعن المساعدات والهبات التي تلقتها تونس يقول الشيحي إن هناك ضعفًا تواصليًا من طرف وزارة الصحة ويجب الخروج لتفسير كيفية التوزيع وتمكين المناطق ذات الأولوية بالدعم اللازم.

  • الدكتور علاء الدين الجبالي: "من الضروري تركيز مستشفى ميداني"

الدكتور علاء الدين الجبالي، هو أحد الأطباء الذين يقطنون منطقة التضامن، لا يكاد رنين هاتفه يتوقّف على امتداد اليوم سواءً من الأهل الجيران أو الأصدقاء. يقول علاء لـ"الترا تونس": "أثناء ساعات العمل يندر جدًا أن أستعمل الهاتف الشخصي أو أرد على الاتصالات وسط الضغط المتواصل في العمل واليقظة المطلوبة ومقتضيات اللباس الواقي. بعد الخروج من مكان العمل أراجع الاتصالات التي وردتني سابقًا، أسأل عن جديد أفراد العائلة وأبناء الحي، أجيبهم بالعلاجات المناسبة لتطور حالتهم والتحاليل الضرورية أو التوجيهات اللازمة في حال ساءت الأمور عند البعض منهم لا قدر الله، فالتواصل الذي يكون بصفة يومية أفضل، لأن تطور الحالة لا يمكن توقعه ومن الأفضل مراجعة المريض بشكل يومي إلى أن ينهي فترة الحجر بسلام".

الدكتور علاء الدين الجبالي (أحد الأطباء الذين يقطنون منطقة التضامن) لـ"الترا تونس": من الضروري تلقيح كل المسجلين في منظومة EVAX في خطوة أولى ثم المرور لفرض التلقيح على الجميع

وعن مردود السلط المحلية، يقول الدكتور علاء: "جاد الفقير بما عنده، بعض المبادرات تذكر فتشكر كحملة التقصي بالتحاليل السريعة التي يجب أن تتكرر، وإقرار توجيه ميزانية المهرجان الصيفي لاقتناء مكثفات أكسجين لأبناء الحي، وفرض تلقيح أعوان البلدية المكلفون بدفن موتى الكوفيد، ولكن بعض القرارات كانت بلا جدوى كتعقيم الطرقات والفضاءات العامة الذي لم يثبت فعاليته علميًا وتم التخلي عنه دوليًا". كما أشار إلى العجز عن فرض حظر الجولان بحذافيره أو منع تمركز الأسواق الأسبوعية أو حتى إلغاء النقاط السوداء لتجميع الفضلات حيث تختلط الفضلات المنزلية بفضلات الكوفيد.

اقرأ/ي أيضًا: "كوفيد 19".. الامتحان الصعب في المستشفى الجهوي بسليانة

وأكّد الجبالي على ضرورة تركيز مستشفى ميداني للتكفل بالحالات التي تحتاج للإيواء وتخفيف الضغط على مستشفيات العاصمة وأريانة بالإضافة إلى تركيز وحدة كوفيد بالمستشفى المحلي بالتضامن وتوفير الإطارات البشرية الطبية وشبه الطبية قبل الموارد المادية والأسرّة، فضلًا عن تركيز مخبر عمومي للتحاليل الطبية لإجراء تحاليل PCR COVID بصفة مجانية مع تكثيف حملات التقصي بالتحاليل السريعة بصفة يومية ومتابعة الحالات المكتشفة وفرض الالتزام بالحجر الصحي المنزلي بالنسبة لمن تأكدت إصابته.

ودعا الجبالي إلى تلقيح كل المسجلين في منظومة EVAX في خطوة أولى ثم المرور لفرض التلقيح على الجميع بدءًا بالحالات الصحية الهشة: كبار السن، الحوامل، أصحاب الأمراض المزمنة.. وشدّد على ضرورة القيام بحملات نظافة واسعة ودورية أيام العيد حتى لا تجتمع فضلات العيد مع فضلات الكوفيد، على حدّ تعبيره.

صور من داخل المستشفى المحلي بالتضامن (إيمان السكوحي/الترا تونس)
  • المجتمع المدني حجر الأساس في الحي الشعبي 

حي التضامن صامد اليوم بمجهودات مجتمعه المدني ومبادرات فردية لأشخاص أحبّوا المكان وحاربوا الفيروس بإمكانياتهم البسيطة.

الدكتور مروان الشايب، هو أحد الناشطين في المنطقة، يؤكد لـ"الترا تونس" أن سلوك المواطن في حي التضامن في بداية فترة الوباء يتميز بالاستهتار وعدم التقيد بالبروتوكول الصحي المعمول به، لكن في الأيام الأخيرة حين أحسوا بالخطر وبتأجج الوضع الوبائي لوحظت بوادر وعي بالأزمة الصحية وبجدية الأمر "حيث وجدنا التزامًا بالبروتوكول الصحي تارة، وشبه التزام طورًا خاصة عند معاينتنا للوفيات وللحالات المرضية التي تكاد تكون في كل حيّ" على حد قوله.

الدكتور مروان الشايب (أحد الناشطين في منطقة التضامن) لـ"الترا تونس":  في الأيام الأخيرة حين أحس المواطنون بالخطر وبتأجج الوضع الوبائي لوحظت بوادر وعي بالأزمة الصحية

وأشار أن المجتمع المدني بالتضامن يسعى بكل الوسائل والسبل المتاحة لديه لمعاضدة مجهودات الدولة في التصدي لفيروس كورونا، فقد قاموا بإطلاق مبادرات مجتمعية لجمع التبرعات والمعدات اللازمة للتعقيم وتوزيعها على مستحقيها وعلى المرافق الحيوية بالمنطقة، كذلك العمل على توعية المواطنين بالالتزام بقواعد النظافة والتباعد الجسدي وقواعد البروتوكول الصحي من خلال ومضات توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي أو مباشرة مع المواطنين أثناء تعقيم المؤسسات الشبابية والتربوية والمرافق الحيوية.

صاحب إحدى صفحات الفايسبوك وائل بوكرومة، استغل صفحته في نقل الوضع في الحي فتجد فيها نداءات استغاثة وصور لمخالفات مرصودة ودعوات للتلقيح والالتزام بالبروتوكول الصحي.

اقرأ/ي أيضًا: الهبات الصحية.. في مرمى البيروقراطية الإدارية التونسية!

ويقول وائل لـ"الترا تونس": "الوضع الوبائي في حي التضامن اليوم خطير جداً فالعدوى في انتشار سريع والوفيات في تزايد مع العلم أنّ هنالك العديد من المشاكل مثل عدم توفر التحاليل السريعة وارتفاع أسعارها. ولقد حاولنا أن نستغل بعض علاقاتنا لفائدة حي التضامن وتمكنّا من التواصل مع رجال ونساء أعمال وتحصلنا على معدات بقيمة 100 مليون لتركيز وحدة كوفيد بالمنطقة لإغاثة سكان المنطقة".

صور أنشطة المجتمع المدني بالتضامن

وشدّد على أنّ المسؤولين المحليين في غياب تام: "لم نر أيّ قرارات أو إجراءات وكأن المسؤولين غير قادرين على تقديم الإضافة أو لا يعرفون كيفية إدارة الجائحة عكس بعض المناطق التي رأينا فيها تحركًا من البلديات لتوفير مستشفيات ميدانية".

ويقول رئيس جمعية أنا أغيّر حمزة مسعودي من جهته، إنّ مدينة التضامن سجلت إلى حد الآن حوالي 200 حالة وفاة بفيروس كورونا بعد 15 شهرًا من تسجيل أول حالة وفاة. وأنّه لا يمكن إحصاء عدد الإصابات اليومية بالمنطقة وذلك لضعف إقبال الأهالي على تحاليل تقصي الفيروس لسببين أساسيين، هما: الحالة الاجتماعية المتردية وضعف الوعي الصحي لدى المواطنين على حدّ تعبيره. 

وأكّد رئيس جمعية "أنا أغيّر" أن نسبة التسجيل في التلقيح على مستوى التضامن تعتبر الأضعف جهويًا ومن أقل النسب الوطنية، مضيفًا: "نسبة الملقحين تقارب 12% كما لم تتجاوز نسبة الذين تلقوا الجرعتين 4%. ولهذا انطلق الشباب المتطوع في حملات تسجيل يومية للمواطنين بمدينة التضامن يدحضون من خلالها الشائعات ويشجعون الناس على تلقي التلقيح المضاد للفيروس تحت شعار "بالتلقيح نرجعوا لحياتنا الطبيعية". ولئن يحاول كل فرد القيام بما هو مناط به من مسؤولية، فإنّ الكلّ يجمع على أنّ المسؤولية الأكبر لمجابهة هذه الجائحة تقع على عاتق الحكومة التي وجب أن تحسن تسييرها وتسرع بعملية التلقيح لكل التونسيين بشكل عاجل وكخطوة ذات أولوية.

صور من داخل المستشفى المحلي بالتضامن (إيمان السكوحي/الترا تونس)

 

اقرأ/ي أيضًا:

"ألترا تونس" داخل استعجالي فرحات حشاد بسوسة.. عن الأكسجين الطبي وتفاصيل الوضع

خوفًا من كورونا وهربًا من عنف لفظي وجسدي.. نسوة يخترن الولادة الطبيعية بالبيت