الترا تونس - فريق التحرير
في ظل تواصل الضغط الكبير على مادة الأكسجين على خلفية الارتفاع المطرد في عدد الإصابات بفيروس كورونا وعدد المرضى الذين يستوجب إيواؤهم بالمستشفيات ومدّهم بالأكسجين، تتظافر الجهود على أكثر من مستوى من أجل توفير مادة الأكسجين وتزويد المستشفيات بها.
وكان وزير الصحة فوزي المهدي كان قد أكد، الأربعاء 14 جويلية/يوليو 2021 في الجلسة العامة بمجلس نواب الشعب المخصصة للمصادقة على مشروع قانون أساسي يتعلّق بالموافقة على المعاهدة المؤسسة لوكالة الأدوية الإفريقية، أن هناك ضغطًا كبيرًا على الأكسجين، مشيرًا إلى أن القدرة الإنتاجية في تونس تقدر بـ100 ألف لتر من الأكسجين بينما بلغت نسبة استهلاك الأكسجين إلى حد الآن 180 ألف لتر يوميًا.
وفي هذا الإطار، أفاد منير مخلوف، الرئيس المدير العام لشركة الفولاذ المنتصبة بمنطقة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت، أن الطاقم الفني والإداري العامل بالمصنع تمكن، الأحد 18 جويلية/يوليو 2021، بمعية فنيي شركة "آرليكيد"، من تعبئة وإنتاج أول شحنة من الأكسجين الطبي تقدر بـ8000 لتر من الأكسجين السائل.
ر.م.ع شركة الفولاذ: تعبئة وإنتاج أول شحنة من الأكسجين الطبي تقدر بـ8000 لتر من الأكسجين السائل وتعبئة 120 قارورة أكسجين لفائدة شركة "آرليكيد" التي ستتولى توزيعها لفائدة الفضاءات الاستشفائية ذات الأولوية
وأضاف، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن هذه الشحنة الأولى سيتم تعبئتها عبر خزانات مخصصة للغرض وتسليمها لفائدة شركة "آرليكيد" التي ستتولى توزيعها لفائدة الفضاءات الاستشفائية.
وأوضح الرئيس المدير العام لمصنع الفولاذ أن هذه المبادرة قام بإنجازها كامل الطاقم الإداري والفني لوحدة إنتاج الأكسجين الصناعي للمؤسسة وبقية الوحدات وتندرج في إطار انخراط المؤسسة في المجهودات الوطنية والجهوية والمحلية لمجابهة فيروس كورونا، مؤكدًا أن هذه العملية لم ولن تكون ربحية للمصنع بقدر ما هي مبادرة وطنية وتضامنية من كافة الأعوان ومن خلالهم وزارة الإشراف وأيضًا اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة"، على حد قوله.
وأشار إلى أنه بالتوازي مع إنتاج شحنة الــ8000 لتر من الأكسجين السائل تم تعبئة 120 قارورة أكسجين لفائدة شركة "آرليكيد" التي ستتولى توزيعها لفائدة الفضاءات الاستشفائية ذات الأولوية، مردفًا أن الوحدة ستتولى إنتاج 2500 لتر يوميًا من الأكسجين السائل الموجه للقطاع الطبي إلى جانب توفير ما لا يقل عن 120 قارورة أكسجين مضغوط.
وعلى صعيد آخر، كانت تونس قد تسلمت، مساء الأحد 18 جويلية/يوليو 2021، 4 حاويات أكسجين قادمة من مرسيليا، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن وزارة الصحة.
وزارة الصحة: وصول 4 حاويات أكسجين قادمة من مرسيليا ستمكن من تخفيف الضغط على المستشفيات التونسية
وأضافت الوزارة أن هذه الحاويات ستمكن من تخفيف الضغط على المستشفيات في إطار العمل المكثف لخلية الأزمة لمجابهة ارتفاع الحاجيات من مادة الأكسجين بالتنسيق مع الشركات المزودة المتضامنة والمتعاونة فيما بينها لإدارة الأزمة ومساعدة تونس لإيجاد أفضل السبل وأنجعها لتوفير هذه المادة.
وذكرت بأن وزارة النقل سخرت باخرة لجلب مادة الأكسجين في الأيام القادمة، وذلك معاضدة لجهود وزارة الصحة في مجابهة جائحة كوفيد-19، مشيرة إلى أنه ستصل في الساعات القليلة القادمة 3 حاويات أوكسيجين أخرى من جنوة إلى ميناء رادس.
كما أعلنت رئاسة الجمهورية، الأحد 18 جويلية/ يوليو 2021، أن دولة الكويت قرّرت تخصيص جسر جوي، بداية من يوم الاثنين 19 من الشهر الجاري، لتزويد تونس بالأكسجين. وأعلنت وصول شاحنتين قادمتين من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية محملتين بالأكسجين، وستتواصل، بداية من الاثنين 19 جويلية/ يوليو الجاري، "مبادرة دول شقيقة وصديقة بإرسال صهاريج أكسجين، فضلًا عن الجهد غير المسبوق للتونسيين بالخارج لتوجيه ما تم تجمعيه من معدات طبية وآلات تنفس وتجهيزات أكسجين إلى تونس" وفق بلاغ للرئاسة.
جدير بالإشارة إلى أن رئاسة الحكومة كانت قد أكدت، مساء الأحد 18 جويلية/ يوليو 2021، أنه "خلافًا لما يروج له، لم يسجل أي انقطاع لمادة الأكسجين بالنسبة لكافة المؤسسات الصحية على كامل تراب الجمهورية"، داعية إلى "عدم الانسياق وراء الشائعات في هذا الظرف الصحي الدقيق، وإلى تكاتف كل الجهود لمجابهة جائحة كورونا".
وأشار البلاغ أيضًا إلى أنّ رئيس الحكومة هشام المشيشي قد "أذن لكل من ولاة سوسة، ومدنين، والمنستير، والقيروان، ونابل، وصفاقس، وأريانة، وبن عروس، وتونس، بتسخير كافة المؤسسات الصحية الخاصة قصد إيواء عدد من المرضى المقيمين بالمستشفيات العمومية والتي تعرف نقصًا حادًا في مادة الأكسجين، وسيتواصل العمل بهذا الإجراء إلى حين العودة إلى نسق التزود الطبيعي بهذه المادة"، وذلك تبعًا لاجتماع خلية الأزمة المنعقد بمقر وزارة الصحة مساء السبت 17 جويلية/ يوليو الجاري.
وكانت رئاسة الحكومة، قد أعلنت صباح الأحد 18 جويلية/يوليو 2021، في بلاغ اطلع عليه "الترا تونس"، اتخاذها مجموعة من الإجراءات لتأمين تواصل تزويد المؤسسات الصحية بمادة الأكسجين، بعد ما تم تداوله مؤخرًا من خلل على مستوى هذه المادة ونقص في عدد من المستشفيات.
كانت رئاسة الحكومة قد سخرت كافة المصحات الخاصة بـ9 ولايات قصد إيواء عدد من المرضى المقيمين بالمستشفيات العمومية والتي تعرف نقصًا حادًا في مادة الأكسجين،إلى حين العودة إلى نسق التزود الطبيعي بهذه المادة
وتتمثل هذه الإجراءات، وفق ذات البلاغ، في التالي:
- وضع كافة المؤسسات الصحية العمومية والخاصة على ذمة الدولة في مجابهة جائحة كوفيد 19 إلى حين العودة إلى نسق التزود الطبيعي بمادة الأكسجين.
- الشروع حالاً في نقل المرضى من المستشفيات التي تعرف نقصًا حادًا في مادة الأكسجين إلى المصحات الخاصة المتوفرة على مخزون كاف بنفس الجهة أو الجهات المجاورة.
- وضع كل المخزون المتوفر لدى مصنعي الأكسجين على ذمة كافة المؤسسات الصحية حسب الحاجة دون التقيد بالمزود المتعاقد معه.
- إرساء الآليات الضرورية لعدم تكرار هذه الأزمة من خلال تأمين التزود.
- الإسراع بتشغيل مولدات الأكسجين التي وصلت منذ أيام وتركيزها بالمستشفيات التي تم الاتفاق عليها.
اقرأ/ي أيضًا:
رئاسة الجمهورية: الكويت ستخصص جسرًا جويًا لمد تونس بالأكسجين
رئاسة الحكومة تنفي انقطاع الأكسجين عن أي مؤسسة صحية بكامل الجمهورية