الترا تونس - فريق التحرير
عبّرت شخصيات سياسية ونقابية في تونس عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ومقاومته في المعركة التي يخوضها ضد الاحتلال الإسرائيلي، ونادت بالمشاركة بكثافة في المسيرة الوطنية المزمع تنظيمها الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بتونس العاصمة دعمًا للشعب الفلسطيني.
وقد نددت بالمواقف "الخائنة" للأنظمة العربية في التعاطي مع التطورات الحاصلة في فلسطين وتعبيرها عن تعاطفها مع قتلى ومصابي الاحتلال الاسرائيلي.
- سمير الشفي: الموقف الرسمي التونسي يجب أن يُترجم إلى أشكال عَمَلية
جدد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تأكيد وقوف اتحاد الشغل في صف قضايا الحق والعدل وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
سمير الشفي: يجب أن ننخرط جميعًا في الملحمة البطولية التي تقودها المقاومة الفلسطينية ولا يجب أن تكون المسافة حائلًا بيننا
وثمّن الشفي، في مقابلة له على إذاعة "شمس أف أم" (محلية)، عملية "طوفان الأقصى" التي قادتها المقاومة الفلسطينية، معلقًا: "الشعب الفلسطيني شعب الجبارين يلقّن الدرس تلو الآخر لأعداء أمتنا وأعداء الحرية والكرامة والسلام في العالم أجمع".
وأكد المسؤول النقابي أنّ اتحاد الشغل تجنّد لتحمّل مسؤوليته تجاه فلسطين، مردفًا: "لا يجب أن تكون المسافة حائلًا دون أن ننخرط في هذه الملحمة البطولية.. يجب أن ينخرط أحرار تونس وقواها الحية والدولة التونسية في ذلك".
سمير الشفي: أضعف الأيمان في دعم القضية الفلسطينية سنّ قانون يجرّم التطبيع مع حتى يُسدل الستار نهائيًا على هذه المسألة وتُحصّن تونس بقوّة القانون ضدّ كل من تسوّل له نفسه بالتسلل إلى مفاصل المجتمع التونسي
وثمّن سمير الشفي الموقف الرسمي لتونس الداعم للشعب الفلسطيني والذي انسجم مع الموقف الشعبي في تونس، مستطردًا أنّه يجب أن يُترجم إلى أشكال عَمَلية، مشيرًا إلى أنّ أضعف الأيمان في دعم القضية الفلسطينية سنّ قانون يجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني حتى يُسدل الستار نهائيًا على هذه المسألة وتُحصّن تونس بقوّة القانون ضدّ كل من تسوّل له نفسه بالتسلل إلى مفاصل المجتمع التونسي على كل المستويات.
وعلّق الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل على الموقف العربي من القضية الفلسطينية قائلًا: "الموقف الرسمي العربي كما عوّدنا لم يرتقِ إلى الحد الأدنى من التطلعات، والخيانات أصبحت بالمكشوف بالتعبير عن التعاطف مع من يسمونهم "مدنيين" من الكيان الصهيوني أو بمنع تنظيم المسيرات دعمًا للشعب الفلسطيني أو بالانخراط في التطبيع.
سمير الشفي: الموقف الرسمي العربي كما عوّدنا لم يرتقِ إلى الحد الأدنى من التطلعات، والخيانات أصبحت بالمكشوف بالتعاطف مع العدو أو بمنع تنظيم المسيرات دعمًا للشعب الفلسطيني أو بالانخراط في التطبيع
كما قال سمير الشفي، في سياق مستقل: "ليست لنا انتظارات كبيرة من الجامعة العربية في علاقة بالأحداث في فلسطين".
- المنصف المرزوقي: الوحدة هي الحلّ
ومن جانبه، علّق الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي على التطورات في فلسطين والمواقف العربية بشأنها قائلًا: "لو كنا 22 دولة ديمقراطية تحكمها أنظمة وطنية قولًا وفعلًا ومتعاونة في فضاء مشترك كما هو الحال في أوروبا لما رأينا أهلنا في غزة والقطاع وسوريا والسودان واليمن في هذه الحالة المأساوية، ولا أتحدث عن سجوننا المكتظة من الخليج إلى المحيط وأدائنا ودورنا في العالم".
المنصف المرزوقي: لو كنا 22 دولة ديمقراطية تحكمها أنظمة وطنية قولًا وفعلًا ومتعاونة في فضاء مشترك كما هو الحال في أوروبا لما رأينا أهلنا في غزة والقطاع وسوريا والسودان واليمن في هذه الحالة المأساوية
وأضاف في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل فيسبوك: "مهمتنا مهما كانت الآلام وربما بفضلها، إن صح التعبير، أن نستيقظ والطريق واحد لا غير".
- عبد اللطيف المكي: المعركة الإعلامية لا تقلّ أهمية عن معركة الميدان
ومن جانبه، قال الوزير السابق والأمين العام لحزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي، الأربعاء، أنّ "هناك معركة لا تقل أهمّية عن معركة الميدان وهي المعركة الإعلامية بكل مستوياتها".
عبد اللطيف المكي: "هناك معركة لا تقل أهمّية عن معركة الميدان وهي المعركة الإعلامية بكل مستوياتها التي ستكون جسرًا إلى مستقبل القضية الفلسطينية وكيف سينظر إليها العرب والمسلمون والعالم بكامله
وأضاف، في تدوينة له على فيسبوك، أنّ هذه المعركة تكون بداية من نقل الخبر الميداني صوتًا وصورة إلى تقديم الرؤى والتصورات والتقييمات وكل ما يشكل الوعي والمفاهيم التي ستكون جسرًا إلى مستقبل القضية الفلسطينية وكيف سينظر إليها العرب والمسلمون والعالم بكامله، خاصة القوى المؤثرة فيه.
وأكد المكي في ذات السياق أنّ "الأكيد هو أن هذه الجولة ستخلق قناعات وتصورات جديدة في الرأي العام الدولي مثل حرب فيتنام"، معقبًا أنّ "هذه المعركة يخوضها حلفاء الكيان بكل قواهم ويجب أن يخوضها حلفاء الفلسطينيين بكل قواهم"، وفق ما جاء في تدوينته.
- حمة الهمامي: يجب المشاركة بكثافة وملء الشوارع في المسيرة الوطنية دعمًا لفلسطين
ومن جانبه، ندد الأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي، الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بـ"الرد الهمجي الوحشي للكيان الصهيوني المجرم على عملية طوفان الأقصى من خلال تقتيل الأطفال والنساء وكبار السن، واستهداف المنازل والمستشفيات والمساجد".
وأضاف، في كلمة له في مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية بفيسبوك: "هذا الكيان المجرم تدعمه أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكلّ الدول الاستعمارية، بينما الشعب الفلسطيني تدعمه الشعوب والقوى التقدمية في العالم المعادية للاستعمار والصهيونية والعنصرية".
حمة الهمامي: يجب أن نشارك بكثافة في المسيرة الوطنية بتونس العاصمة وأن نملأ الشوارع، وأن نتحد جميعًا حول المقاومة الفلسطينية ومعركة طوفان الأقصى
وتابع حمة الهمامي القول: "نحن في تونس يجب أن نقف إلى صفّ الشعب الفلسطيني ومع المقاومة الفلسطينية، وأن نكون حاضرين بقوة إلى جانبهم، أقلّه عبر المشاركة في المظاهرات والمسيرات الداعمة لفلسطين".
وعقّب: "يوم الخميس يجب أن نشارك بكثافة في المسيرة الوطنية بتونس العاصمة وأن نملأ الشوارع، وأن نتحد جميعًا حول المقاومة الفلسطينية ومعركة طوفان الأقصى، وأن نرفع شعارًا موحدًا وهو "الشعب يريد قانونًا لتجريم التطبيع".
وأكد حمة الهمامي "ضرورة أن تتواصل التحركات والمسيرات ليس في تونس العاصمة فقط وإنما في جميع الولايات التونسية، لدعم فلسطين والضغط على أنظمة العمالة والخيانة والتطبيع وعلى القوى الاستعمارية"، وفق تعبيره.
وكانت مجموعة من المنظمات والأحزاب التونسية، الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قد أعلنت عن تنظيم مسيرة وطنية في تونس العاصمة، "دعمًا للشّعب الفلسطيني الصامد ونصرة للمقاومة الفلسطينية الباسلة وإسنادًا لملحمتها البطولية طوفان الأقصى" يوم الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بداية من منتصف النهار من أمام المقر المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل، وتدعو التونسيين للمشاركة فيها.
وعبّرت المنظمات والأحزاب، في بيان مشترك لها، عن مساندتها المبدئية واللامشروطة للمقاومة الفلسطينية في معركتها من أجل التحرير ودعمها لملحمة طوفان الأقصى البطولية من أجل تحرير الأراضي المغتصبة واسترداد الحقوق المسلوبة، محيّية بطولات المقاومة الفلسطينية التي شكّلت نقلة استراتيجية جبّارة وقلبت رأسًا على عقب معادلة الصراع مع العدو الصهيوني.
كما أدانت "تواطؤ الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الصهيونى ومواقفها المخزية"، واستنكرت "المواقف العدوانية للقوى الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وانحيازها الفاضح إلى الكيان الصهيوني ودعمها العسكري له".
ودعت، في ذات الصدد، القوى الوطنية والعربية وأحرار العالم إلى مساندة الشعب الفلسطيني لاسترداد أراضيه وحقوقه والوقوف مع المقاومة الفلسطينية والضغط على حكوماتها للوقف الفوري للعدوان الوحشي الجاري على الشعب الفلسطيني، مهيبة بها لنصرة الحقّ الفلسطيني ودعم نضاله من أجل إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وكانت قد شهدت عدة ولايات تونسية في الأيام الماضية، منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وقفات وتحركات تضامنية دعمًا للشعب الفلسطيني وإسنادًا لمقاومته ضدّ جرائم الاحتلال الإسرائيلي.