17-يناير-2023

سامي الطاهري: مبادرة اتحاد الشغل فرصة يقدمها المجتمع المدني لسعيّد

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري، الثلاثاء 17 جانفي/ يناير 2023، أنّ اتحاد الشغل لم يشارك هذه السنة للمرة الأولى في احتجاجات يوم 14 جانفي/ يناير 2023، إحياء للذكرى 12 للثورة التونسية، لأنّ الأجواء لم تكن صافية على حد تعبيره.

سامي الطاهري: لا يمكن تغيير تاريخ 14 جانفي 2011 بنزعة فردية وبجرة قلم.. قيس سعيّد يريد محو التاريخ وخلق سردية جديدة تغيّب كل ما حدث قبله

وأضاف الطاهري: "لا يمكن أن يُمحى 14 جانفي/ يناير بجرة قلم، فشرارة الثورة التونسية كانت يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010، والتتويج كان 14 جانفي/ يناير 2011، ولا يمكن تغيير هذا التاريخ بنزعة فردية.. قيس سعيّد يريد محو التاريخ وخلق سردية جديدة تغيّب كل ما حدث قبله، وقد فعل ذلك في الدستور أيضًا" وفقه.

وتابع سامي الطاهري لدى حضوره بإذاعة "شمس أف أم" (محلية)، أنّ "لحظة 25 جويلية/ يوليو وُئدت في اليوم نفسه، إذ لم تجد القدرة على الانطلاق، ولم نلمس إرادة لتحويل هذه اللحظة إلى مسار، بل شهدنا في المقابل فشلًا في كل السياسات، وبالتالي فإنّ انتخابات سعيّد لم ولن تحلّ المشكلة" وفق تقديره.

واستنكر الأمين العام المساعد أن يقع تخفيض ميزانية الدعم في قانون المالية 2023 بـ26.5% لمزيد تفقير التونسيين وتجويعهم، وفق قوله، متابعًا: "المسار لم يعد قادرًا على التقدم أكثر، وسعيّد تفرّد بالرأي وواصل تدمير كل ما أسماه بالأجسام الوسيطة، وقد عوملنا كرعايا لا كمواطنين" على حد وصفه.

وحول "مبادرة الإنقاذ" التي يسعى إلى تقديمها اتحاد الشغل، قال سامي الطاهري إنه لا نية لإقصاء الأحزاب من هذه المبادرة، التي بدأت بتشخيص الأزمة وستعمل على الإنقاذ في جميع الأصعدة، وقال: "لم نذهب في إقصاء الأحزاب، ولن نشيطنها ولن نضعها في سلة واحدة كما فعل سعيّد، وفي مراحل متقدمة سيكون هناك شكل من أشكال تواجد الأحزاب" وفق تأكيده.

سامي الطاهري: مسار 25 جويلية لم يعد قادرًا على التقدم أكثر، وسعيّد تفرّد بالرأي وواصل تدمير كل ما أسماه بالأجسام الوسيطة

وتساءل الطاهري: "طلبنا من سعيّد تأجيل الانتخابات التشريعية لتوقّعنا هذا العزوف عن المشاركة فيها، فمن سيكون قادرًا على استيعاب تشريعات تصدر عن برلمان بمثل هذا الضعف والتشتت؟ نسبة المشاركة ضعيفة بلغت 11% في الدور الأول وقد تصل إلى 15% في الدور الثاني، والبرلمان مبني على الأفراد لا مكان فيه للتكتلات أو البرامج وفق القانون الانتخابي، فهم أشخاص تتنازعهم الجهويات، ومسلط عليهم سيف سحب الوكالة، وبعد الدور الثاني سيتقوى الاحتقان ويحتد الصراع في المشهد السياسي في تونس" وفق توصيفه.

واعتبر سامي الطاهري أنّنا "أمام مشهد بلا حلول، ولهذا هدف المبادرة هو اقتراح حلول وبعث رسائل طمأنة ضد المرور بقوة، والوقوف ضد ترذيل فكرة الحوار رغم أنه لا حل غيره.. السلطة والمعارضة ليسا اليوم صدى للشعب، ولهذا نرجو تجاوبًا حقيقيًا مع مبادرة المجتمع المدني التونسي الذي يريد نية صادقة في التفاعل، وقطعًا مع المخاتلة وتضييع الوقت، وهي فرصة نقدمها للرئيس والرأي العام الذي أصبح طالبًا للحوار الوطني" وفقه.

سامي الطاهري: من سيكون قادرًا على استيعاب تشريعات تصدر عن برلمان بمثل هذا الضعف والتشتت مبني على أفراد تتنازعهم الجهويات، ومسلط عليهم سيف سحب الوكالة؟

وشدّد الطاهري على أنّ المجتمع المدني التونسي قويّ، وأنّ الحكمة في تغيير الحكومة التي لا تتكلم ولا تتفاعل مع مشاغل التونسيين، ولم تتشاور مع أي طرف من الأطراف، بل لم تشاور إلا نفسها، منتقدًا ما وصفه بـ"الارتجال" في تسيير البلاد.

ولفت سامي الطاهري إلى أنّ هناك رغبة في قتل الصوت الآخر والإبقاء على بعض المؤسسات الإعلامية مع الهيمنة عليها، قائلًا إنّ "التلفزة التونسية (عمومية) تعيش بعض الضغوطات، وهناك الكثير من التعليمات التي ترد عليها من جهة الحكومة وباسم رئيس الدولة، وفق تعبيره.

وكان أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، قد قال الخميس 29 ديسمبر/ كانون الأول 2022، تعليقًا منه على الخطاب الأخير للرئيس التونسي قيس سعيّد: "لا تبنى البلاد بالتشجنات، والشتائم تطال اتحاد الشغل من السلطة والمعارضة على حد السواء، لكن بدأت المنظمة الشغيلة تبلور تصورًا لإنقاذ البلاد رفقة منظمات من المجتمع المدني" وفق تأكيده.