الترا تونس - فريق التحرير
شهدت تونس، السبت 14 جاني/يناير 2023، مظاهرات شارك فيها آلاف التونسيين بشوارع العاصمة التونسية من تنظيم عديد المكونات السياسية من المعارضة التونسية من مختلف المشارب الفكرية والمنظمات التونسية، احتفاءً بالذكرى الـ12 للثورة التونسية، وتنديدًا بسياسات الرئيس التونسي قيس سعيّد.
شهدت تونس مظاهرات شارك فيها آلاف التونسيين بشوارع العاصمة من تنظيم عديد المكونات السياسية من المعارضة التونسية من مختلف المشارب الفكرية والمنظمات التونسية احتفاءً بذكرى الثورة
ولعلّ أبرز ما طبع هذه التحركات هو الصدّ الأمني ومنع تقدم المسيرات سواء على مستوى شارع الحبيب بورقيبة بالنسبة لمتظاهري جبهة الخلاص الوطني، أو على مستوى محطة الـ"تي جي آم" بالعاصمة بالنسبة لأنصار الحزب الدستوري الحر لمنع توجههم لقرطاج من أجل تنظيم مسيرة في اتجاه القصر الرئاسي.
- جبهة الخلاص الوطني:
وقد نفذت جبهة الخلاص الوطني مسيرة انطلاقًا من ساحة الباساج بتونس العاصمة في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة، إلا أنها لقيت صدًّا أمنيًا لمنع تقدم مسيرتها أكثر.
لقيت مسيرة جبهة الخلاص صدًا أمنيًا لمنع تقدمها في شارع الحبيب بورقيبة وحصل شدّ وجذب للحواجز بين متظاهرين وقوات من الشرطة
وقد حصل شدّ وجذب للحواجز بين متظاهرين وقوات من الشرطة في شارع بورقيبة وسط العاصمة، وفق ما أكده مراسل "الترا تونس" على عين المكان.
ورفع المتظاهرون شعارات منددة بسياسات سعيّد وبانتهاكات الحقوق والحريات ومنادية بإسقاط النظام، على غرار "إرحل"، "حريات حريات دولة البوليس وفات"، وحدة وحدة وطنية ضد الهجمة الشعبوية"، "بوزيان خلّا وصية لا تنازل عن القضية"، وغيرها من الشعارات.
كما رفعوا صورة الشهيد رضا بوزيان الذي كان قد توفي في أحداث ذكرى الثورة الـ11 في 14 جانفي/يناير 2022، وصورة نائب رئيس حركة النهضة علي العريض الموقوف بالسجن فيما يعرف بقضية التسفير إلى بؤر التوتر.
نجيب الشابي: نحن هنا لإحياء ذكرى الثورة ولتأكيد أننا أوفياء لدماء الشهداء وأننا مثابرون في الدفاع عن مكتسبات الثورة والعودة إلى الحرية والديمقراطية ونلتقي حول هدف واحد هو رحيل قيس سعيّد
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في كلمة له خلال التحرك الاحتجاجي للجبهة، إن "تونس تحيي اليوم ذكرى الثورة في جو من الصراعات، في وقت يريد فيه قيس سعيّد فرض حكم مستبدّ بعد أن تحرر الشعب التونسي من الاستبداد في 14 جانفي/يناير 2011".
وأضاف: "نحن هنا لإحياء ذكرى الثورة ولتأكيد أننا أوفياء لدماء الشهداء وأننا مثابرون في الدفاع عن مكتسبات الثورة والعودة إلى الحرية والديمقراطية"، وفق تعبيره.
ودعا نجيب الشابي في كلمته إلى التضامن حول هدف وهو رحيل الرئيس قيس سعيّد، مؤكدًا: "نحن ندافع عن الثورة ونسعى إلى استعادة الحرية لمجتمع يتميز بالتنوع والتعدد وتضحياتنا لن تذهب سدى"، حسب تأكيده.
- الحزب الدستوري الحر:
ومن جهته، أعلن الحزب الدستوري الحر، صباح السبت، أنه تم منع أنصاره من التوجه نحو قرطاج أين كان من المزمع تنفيذ مسيرة في اتجاه القصر الرئاسي.
وقالت رئيسة الحزب عبير موسي، في فيديو مباشر على صفحتها الرسمية بفيسبوك، إنه تم منع أنصار الحزب من حقهم التنقل عبر وسائل النقل العمومي إلى قرطاج، وذلك بإيقاف حركة القطارات، على مستوى محطة "التي جي آم"، وذلك للحيلولة دون توجههم إلى قرطاج.
عبير موسي: منعنا من التوجه حو قرطاج أين كان من المزمع تنفيذ مسيرة احتجاجية في اتجاه القصر الرئاسي
وصوّرت موسي، في مقطع الفيديو ذاته، تواجدًا أمنيًا مكثفًا على مستوى المحطة لمنع المتظاهرين من ركوب القطار، كما أعلنت أن متظاهرين قادمين من ولايات أخرى تم منعهم من الوصول إلى تونس العاصمة، على حد روايتها.
ونددت عبير موسي بما اعتبرته انتهاكًا لحرية التنقل في تونس، مصرحة: "بأي حق يتم منعنا من التنقل ومن استعمال النقل العمومي؟ وعن أي حقوق إنسان تتحدثون؟"، متابعة القول: "ليس من حقّ أي أحد أن يمنعنا من تنظيم مسيرة"، وفق تعبيرها.
وأعلنت رئيسة الحزب الدستوري الحر فيما بعد أنه بعد منع أنصار الحزب من التوجه نحو قطاج تم "الالتحاق بمقر اعتصام الغضب أمام مقر اتحاد العلماء المسلمين بشارع خير الدين باشا بتونس العاصمة".
ورفع المتظاهرون شعارات منددة بسياسات الرئيس التونسي قيس سعيّد على غرار "تزوير الإرادة الشعبية"، "الدولة التونسية على حافة الانهيار"، "البلد على أبواب الجوع"، "سنصنع ربيع تونس الوطني"، وغيرها من الشعارات.
جدير بالذكر أن الحزب الدستوري الحر كان قد أعلن، بتاريخ 9 جانفي/يناير 2023، أنّه سينظم مسيرة يوم السبت 14 من الشهر الحالي، ستتجه انطلاقًا من محكمة الناحية بقرطاج نحو القصر الرئاسي بقرطاج على الساعة العاشرة صباحًا، محذرًا ما وصفها "السلطة غير الشرعية من عرقلتها أو منعها تحت أي تعلة كانت" وفقه.
إلا أنه أعلن أعلن، الخميس 12 جانفي/يناير 2023، أن "منطقة الأمن بقرطاج أعلمته أن والي تونس رفض تمكينه من حق التظاهر في قرطاج يوم 14 جانفي/يناير 2014"، وفقه.
- تنسيقية الأحزاب الديمقراطية والاجتماعية
ومن جانبها، نظمت تنسيقية الأحزاب الديمقراطية والاجتماعية بتونس (التيار الديمقراطي، الجمهوري، العمال، القطب، والتكتل)، السبت، وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة.
وقد رفع المتظاهرون شعارات من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام"، "لا للشعبوية"، "حريات حريات دولة البوليس وفات"، "لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب"، وغيرها من الشعارات.
وقال أمين عام حزب العمال حمة الهمامي، في كلمة له على هامش الوقفة الاحتجاجية، "دعونا لهذا التحرك إحياءً لذكرى 14 جانفي/يناير التي يريد قيس سعيّد أن يلغيها"، مضيفًا: "في مثل هذا اليوم تجمع الشعب التونسي بكلمة واحدة ضد ضد الدكتاتورية وأسقط الدكتاتورية بإسقاط رأسها آنذاك الرئيس السابق زين العابدين بن علي".
حمة الهمامي موجهًا خطابه لقيس سعيّد: "ستسقط مثلما سقط بن علي، أنت تريد أن تقيم نظامًا مستبدًا لكن مصيرك سيكون نفس مصير كل المستبدين، إما السجن أو الهروب كما سبق أن هرب بن علي"
وتابع الهمامي: "جئنا اليوم لنقول لقيس سعيّد إنك لن تستطيع إلغاء هذا اليوم ولنقول كلمة للشعب التونسي بأن يواصل النضال بعيدًا عن اليأس والإحباط، يجب أن تستمر المسيرة"، متابعًا: "سعيّد أضرّ بالشعب التونسي وفقّره وجوّعه ودفع بالبلاد إلى حالة من الانهيار التام، وهو لا يفكر إلا في تثبيت نظامه الفردي المستبد"، وفق تعبيره.
ووجه كلمته لقيس سعيّد قائلًا: "ستسقط مثلما سقط بن علي، أنت تريد أن تقيم نظامًا مستبدًا لكن مصيرك سيكون نفس مصير كل المستبدين، إما السجن أو الهروب كما سبق أن هرب بن علي".
- منظمات تونسية:
كما نظمت مجموعة من المنظمات التونسية، صباح السبت، وقفة احتجاجية أمام مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، بمناسبة إحياء الذكرى الـ12 للثورة التونسية.
ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالانتهاكات الحاصلة للحقوق والحريات، على غرار "من أجل الحقوق والحريات"، "الثورة مستمرة"، "لا لمرسوم القمع 54"، "شغل حرية كرامة وطنية"، "لا تهميش لا إقصاء"، "لا عدالة لا سلام"، وغيرها من الشعارات.
وقال نقيب الصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي، في كلمة له خلال الوقفة، "14 جانفي/يناير هو تاريخ مهم بالنسبة إلينا، ويراد الآن تهميش هذا التاريخ وطمسه ومحوه من ذاكرة التونسيين"، مستطردًا: "هناك اليوم من يريد تقسيم التونسيين حتى في المسألة التي نتفق حولها جميعًا وهي الثورة التونسية"، وفق تعبيره.
نقيب الصحفيين: كل التونسيين أصبحوا اليوم مهددين بالإيقاف وكأن البلاد تحولت إلى سجن مفتوح وأصبح التونسيون جميعًا في حالة سراح مؤقت بفعل المرسوم 54
وأضاف الجلاصي: "اليوم نحيي ذكرى الثورة وهناك العشرات من المحالين على قوانين متخلفة منها المريوم 54 الذي شمل نشطاء سياسيين ومدنيين"، مردفًا: "كل التونسيين أصبحوا اليوم مهددين بالإيقاف وكأن البلاد تحولت إلى سجن مفتوح وأصبح التونسيون جميعًا في حالة سراح مؤقت بفعل هذا المرسوم سيء الذكر".
وأكد قائلًا: "جئنا اليوم لنقول إننا لا نزال نؤمن بشعارات الثورة وندافع عن استحقاقاتها ولن نحيد عن هذا المسار ولن تخيفنا السلطة"، وفق تعبيره.