الترا تونس - فريق التحرير
قال الأمين المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ، الخميس 2 فيفري/شباط 2023، إن اتحاد الشغل لا يتوقع أن يكون تفاعل الرئيس التونسي قيس سعيّد مع المبادرة التي تقودها مجموعة من المنظمات التونسية إيجابيًا، مستدركًا القول: "لكننا لن نقف عند إعداد المبادرة وتقديمها، وسيكون لكل حادث حديث".
وأضاف، في مقابلة له على إذاعة "موزاييك" (محلية): "نعتبر أن هناك توجهًا انفراديًا للرئيس ينفي فيه كل الأجسام الوسيطة من أحزاب ومكونات المجتمع المدني التونسي"، حسب تقديره.
حفيظ حفيظ: اتحاد الشغل لا يتوقع أن يكون تفاعل قيس سعيّد مع المبادرة التي تقودها مجموعة من المنظمات التونسية إيجابيًا فهو يقود مسارًا انفراديًا ينفي كل الأجسام الوسيطة
وتابع قائلًا: "من دور الاتحاد أنه بادر يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2022 بأن أطلق مبادرة وجهها لمن يتقاطع معهم في الآراء، وتم يوم 27 جانفي/يناير المنقضي عقد لقاء موسع بين ممثلي المنظمات المشاركة في المبادرة وعدد من الخبراء في مختلف المجالات، وتم تقسيمهم إلى 3 لجان: سياسية، اقتصادية واجتماعية".
وأشار حفيظ حفيّظ إلى أن عمل اللجان سيتواصل إلى 3 أسابيع، ويتم إثره تقديم الورقات لتصاغ صياغة تأليفية لها، ثم بعد ذلك، في الأسبوع الأول من مارس/آذار القادم على أقصى تقدير، يتم تقديمها في منتدى تحت اسم "المنتدى التونسي للمستقبل"، تقع دعوة كل مكونات المجتمع المدني إليه لعرض المبادرة عليها"، معقبًا: "وبعد ذلك سوف تُرفع إلى رئيس الجمهورية لنرى إن كان سيتفاعل معها إيجابيًا أم سلبيًا".
وعلى صعيد آخر، تطرق الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل إلى الحديث عن إيقاف الكاتب العام لنقابة الطرقات السيارة أنيس الكعبي، معتبرًا أن "خطورة ذلك تتمثل في أن هناك توجهًا نحو التضييق على العمل النقابي".
وجدد حفيظ تأكيد قانونية الإضراب الذي نفذته نقابة الطرقات السيارة، معقبًا: "الخطورة تكمن في اعتبار تصريح إعلامي للكعبي عن فشل الجلسة الصلحية وتواصل الإضراب، جريمةً"، حسب تعبيره.
وتابع: "إيقاف الكعبي الذي جاء بعد دقائق من خطاب الرئيس قيس سعيّد من ثكنة العوينة هو ردّ فعل فوري على دخول اتحاد الشغل وشركائه في مبادرة من أجل إنقاذ تونس"، على حد تعبيره.
حفيظ حفيظ: إيقاف أنيس الكعبي الذي جاء بعد دقائق من خطاب الرئيس قيس سعيّد من ثكنة العوينة هو ردّ فعل فوري على دخول اتحاد الشغل وشركائه في مبادرة من أجل إنقاذ تونس
يذكر أنه تم الإعلان، ليل الثلاثاء 31 جانفي/يناير 2023، عن إيقاف الكاتب العام لنقابة الطرقات السيارة أنيس الكعبي، وذلك على خلفية إضراب نقابة الطرقات السيارة يومي 30 و31 جانفي/يناير الجاري، وقد أكد نقابيون أن الأمر "يتعلق بإضراب قانوني احترمت فيه النقابة كل المراحل والإجراءات القانونية".
في سياق متصل، كان الرئيس التونسي قيس سعيّد، قد قال خلال زيارة، مساء الثلاثاء، إلى مقر ثكنة الحرس الوطني بالعوينة إن "الحق النقابي مضمون بالدستور لكن لا يمكن أن يتحول إلى غطاء لمآرب سياسية لم تعد تخفى على أحد"، وفق تعبيره.
وتابع سعيّد أن "من يتولى قطع الطرق أو التهديد بذلك لا يمكن أن يبقى خارج دائرة المساءلة". ولم يوضح حينها من المقصود بكلامه، لكن فٌسرت التصريحات في علاقة بالإضراب المذكور بعد عملية إيقاف كاتب عام نقابة "تونس للطرقات السيارة".
وتشير تصريحات وقرارات الرئيس التونسي الأخيرة إلى توتر في علاقته بالاتحاد العام التونسي للشغل، وذلك إثر إعلانه إقالة وزير التربية وتعيين وزير جديد من القيادات السابقة في اتحاد الشغل لكنه على خلاف كبير مع الأمين العام الحالي للمنظمة، نور الدين الطبوبي، ثم إثر ذلك حادثة إيقاف الكاتب العام لنقابة الطرقات السيارة، مما يوحي بما يٌشبه "إعلان حرب" من الرئيس على اتحاد الشغل.
