01-فبراير-2023
احتجاج اتحاد الشغل

اتحاد الشغل: ما حدث هو مواصلة لما يتعرّض له الاتحاد منذ مدّة من محاولات التشويه والتجييش ضدّه للحيلولة دون أن يلعب دوره التاريخي (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير   

 

ندد الاتحاد العام التونسي للشغل، الأربعاء 1 فيفري/شباط 2023، بعملية إيقاف أنيس الكعبي، الكاتب العام للنقابة الخصوصية للطرقات السيارة، مساء الثلاثاء 31 جانفي/يناير 2023 من طرف قوات أمنية من مقرّ إقامته.

اتحاد الشغل: عملية إيقاف النقابي "تمثّل ضربًا للعمل النقابي وانتهاكًا للحقوق النقابية وخرقًا للاتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف الدولة"

واعتبر، في بيان لمكتبه التنفيذي  الذي اجتمع بشكل طارئ برئاسة أمينه العام، أن عملية الإيقاف "تمثّل ضربًا للعمل النقابي وانتهاكًا للحقوق النقابية وخرقًا للاتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف الدولة التونسية ولما ورد في دستور الجمهورية التونسية من فصول تنصّ على احترام الحريات النقابية وحقّ الإضراب".

كما أكد "رفضه المطلق لما رافق عملية الاعتقال التي خلقت حالة من الذعر والهلع والآثار السلبية على أفراد عائلة النقابي"، محمّلًا المسؤولية الكاملة للتداعيات وما سينجرّ عنه إلى الجهات المسؤولة عن ذلك، وفق ذات البيان.

اتحاد الشغل: نحذر من "عملية استهداف الحقوق والحريات النقابية خاصّة وأنّ عملية الإيقاف تمّت مباشرة بعد خطاب الرئيس بثكنة العوينة الذي تضمّن تحريضًا ضدّ حرية العمل النقابي والحقّ في الاحتجاجات السلمية"

وشدد على أن الإضراب، الذي كان سبب اعتقال النقابي المذكور، "تمّ بناء على برقيّة قانونية مثلما تنص على ذلك الفصول الواردة بمجلّة الشغل"، محذرًا من "عملية استهداف الحقوق والحريات النقابية خاصّة وأنّ عملية الإيقاف تمّت مباشرة بعد خطاب الرئيس قيس سعيّد بثكنة العوينة الذي تضمّن تحريضًا ضدّ حرية العمل النقابي والحقّ في الاحتجاجات السلمية".

وفي سياق متصل، دعا اتحاد الشغل إلى "إطلاق سراح أنيس الكعبي فورًا وتحميل السلطة التنفيذية التداعيات التي ستنتج عن مثل هذه الممارسات وتوحي بتواصل الاعتداءات على الحريات العامة والفردية وخاصّة حرية العمل النقابي"، وفق ذات البيان.

اتحاد الشغل: ما حدث هو مواصلة لما يتعرّض له الاتحاد منذ مدّة من محاولات التشويه والتجييش ضدّه للحيلولة دون أن يلعب دوره التاريخي من أجل إنقاذ تونس من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها

واعتبر المكتب التنفيذي الوطني لاتحاد الشغل، أنّ ما حدث "هو مواصلة لما يتعرّض له الاتحاد منذ مدّة من محاولات التشويه والتجييش ضدّه للحيلولة دون أن تلعب منظمة حشّاد دورها التاريخي من أجل إنقاذ تونس من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها"، داعيًا النقابيات والنقابيين وكافة الهياكل جهويًّا وقطاعيًا إلى التعبئة والاستعداد للدفاع عن الحقّ النقابي وحقّ الإضراب والحريات العامة والفردية بكلّ الأشكال النضالية المشروعة.

 

 

يُذكر أنه قد تم الإعلان، ليل الثلاثاء 31 جانفي/يناير 2023، عن إيقاف الكاتب العام لنقابة الطرقات السيارة أنيس الكعبي، وذلك على خلفية إضراب نقابة الطرقات السيارة يومي 30 و31 جانفي/يناير الجاري، وقد أكد نقابيون  أن الأمر "يتعلق بإضراب قانوني احترمت فيه النقابة كل المراحل والإجراءات القانونية".

قيس سعيّد: "الحق النقابي مضمون بالدستور لكن لا يمكن أن يتحول إلى غطاء لمآرب سياسية لم تعد تخفى على أحد.. من يتولى قطع الطرق أو التهديد بذلك لا يمكن أن يبقى خارج دائرة المساءلة"

في سياق متصل، كان الرئيس التونسي قيس سعيّد، قد قال خلال زيارة، مساء الثلاثاء، إلى مقر ثكنة الحرس الوطني بالعوينة إن "الحق النقابي مضمون بالدستور لكن لا يمكن أن يتحول إلى غطاء لمآرب سياسية لم تعد تخفى على أحد"، وفق تعبيره.

وتابع سعيّد أن "من يتولى قطع الطرق أو التهديد بذلك لا يمكن أن يبقى خارج دائرة المساءلة". ولم يوضح حينها من المقصود بكلامه، لكن فٌسرت التصريحات في علاقة بالإضراب المذكور بعد عملية إيقاف كاتب عام نقابة "تونس للطرقات السيارة".

وتشير تصريحات وقرارات الرئيس التونسي الأخيرة إلى توتر في علاقته بالمنظمة الشغيلة الفاعلة في المشهد التونسي (الاتحاد العام التونسي للشغل)، وذلك إثر توجهه لإقالة وزير التربية وتعيين وزير جديد هو من القيادات السابقة في اتحاد الشغل لكنه على خلاف كبير مع الأمين العام الحالي للمنظمة، نور الدين الطبوبي، ثم إثر ذلك حادثة إيقاف الكاتب العام لنقابة الطرقات السيارة، مما يوحي بما يٌشبه "إعلان حرب" من الرئيس على اتحاد الشغل.