09-سبتمبر-2019

رصدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خروقات بخصوص استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية

 

تشهد الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها عديد المخالفات من بينها استغلال الأطفال القصّر ما خلّف جدلًا واسعًا في أوساط المناصرين لحقوق الطفل الذين انتفضوا من أجل ألا يكون الأطفال وقودًا للحملات الانتخابية.

وفي الوقت الذي أطلقت فيه الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حملة وطنية لمناصرة حقوق الطفل في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، أصدر قاضي الأسرة بالمحكمة الابتدائية بالكاف قرارًا يمنه استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية الرئاسية والتشريعية.

ويأتي هذا القرار، حسب ما أوردته إذاعة الكاف، لضمان سلامتهم والنأي بهم عن شتى التجاذبات السياسية والتوظيف الإيديولوجي، مع العلم وأنه عقب إشعارًا من مندوب حماية الطفولة بالكاف هدى عبودي. وقد تعهّدت العبودي، وفق مداخلتها في ذات الإذاعة، بناء على تداول بعض الصور بالمواقع تبيّن بالوضعية استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية، وهو ما يمثّل خطورة على السلامة الجسدية والمعنوية للأطفال.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا ينتظر الشباب التونسي من الانتخابات؟

خلّف استغلال أطفال في الحملات الانتخابية جدلًا واسعًا في أوساط المناصرين لحقوق الطفل

وفي سياق متّصل، استنكرت وزارة المرأة والطفولة وكبار السن، في بيان لها، استغلال الأطفال في التعبئة لغايات تخص طرفًا سياسيًا، وفي المسّ الصريح بهيبة السلطة القضائية بطريقة متعمدة، داعية الأولياء إلى عدم الزج بأطفالهم في السياسة، وعدم إقحامهم في الحملات الانتخابية لحمايتهم من التوظيف السياسي الذي يهدد سلامتهم البدنية والمعنوية.

معز الشريف (رئيس جمعية حقوق الطفل): بعض المرشّحين نشروا صور أطفال دون ترخيص مسبق من الأسرة

وأكّدت ضرورة التوجه إلى القضاء لمحاسبة المتورطين في الأمر، وذلك إثر ظهور أطفال في مقطع فيديو يطالبون فيه بإطلاق سراح المرشّح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي. وإلى جانب الفيديو، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للمرشّح للرئاسية يوسف الشاهد بصدد لعب كرة القدم مع أطفال، وهو ما اعتبره البعض استغلالًا لهم.

هيئة الانتخابات على الخطّ..

وقد رصدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خروقات بخصوص استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية، وفق ما أفاد به عضو الهيئة أنيس الجربوعي. وقال الجربوعي، في تصريح لـ"ألترا تونس"، إن هذه المخالفات تتعلق بحمل أطفال لشارات أحزاب أو ارتدائهم لأقمصة طُبع عليها شعار حزب إلى جانب توزيعهم لافتات على الحاضرين في الاجتماعات.

وأشار إلى أن الهيئة سجّلت هذه المخالفات ووجهت تنبيهات إلى المعنيين، داعيًا إلى النأي بالأطفال عن الحملات الانتخابية.

أنيس الجربوعي لـ"ألترا تونس": هيئة الانتخابات سجّلت المخالفات المتعلقة بحمل أطفال لشارات أحزاب أو ارتدائهم لأقمصة

جمعية حقوق الطفل تدعو إلى تحييد الأطفال

من جهته، دعا رئيس الجمعية التونسية لحقوق الطفل معز الشريف إلى تحييد الأطفال عن الحملات الانتخابية ووضع تصوّر لإدماج حقوق الطفل في البرامج الانتخابية عوض استغلاله في الترويج للمترشّحين، مضيفًا أن الفيديو الذي ظهر فيه أطفال يطالبون بإطلاق سراح المرشّح للرئاسية نبيل القروي، هو استغلال صارخ للأطفال.

وأشار الشريف، في تصريح لـ"ألترا تونس"، إلى أنّ بعض المرشّحين نشروا صور أطفال دون ترخيص مسبق من الأسرة، متسائلًا عن الإضافة التي قد تقدّمها صورة المرشّح للانتخابات الرئاسية يوسف الشاهد وهو يلعب كرة القدم مع الأطفال خاصة وأن برنامجه يخلو من الإشارة إلى حقوقهم، على حدّ تعبيره.

نشر بعض المترشحين صور أطفال دون ترخيص مسبق من الأسرة

اقرأ/ي أيضًا: هل تؤثّر المناظرات التلفزيّة على آراء الناخب التونسي؟

ولفت إلى أنّ مكانة حقوق الطفل تظهر من خلال تضمينها في البرامج الانتخابية للمترشحين للانتخابات الرئاسية، مبيّنًا أن رئيس الجمهورية هو رئيس كل التونسيين بما فيهم قرابة الـ3 مليون ونصف المليون طفل، وفق قوله، وأفاد أن الجمعية التونسية لحقوق الطفل وجهت مطلبًا للهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري لتضمين سؤال يتعلّق بحقوق الطفل في المناظرة بين المترشحين للرئاسيات.

جمعية "حقي" تدعو إلى مناصرة حقوق الطفل

وقالت رئيسة جمعية "حقي" سيدة مبارك إن "استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية من خلال تلقينهم دروسًا ضد القضاء في مشهد يقشعر له البدن انتهاك صارخ في حق الوطن والأطفال"، مبينة أن الفيديو الذي تم تداوله يعتبر استغلالًا للأطفال في زرع التعصّب على الفصلين 19 و20 من مجلة الطفل، وفق قولها.

سيدة مبارك (رئيسة جمعية حقي): استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية من خلال تلقينهم دروسًا ضد القضاء انتهاك صارخ في حق الوطن والأطفال

وأضافت مبارك، في تصريح لـ"ألترا تونس، أنه "عوض تدريب الأطفال على المواطنة ومناصرة حقوقهم في الانتخابات وفي البرامج الانتخابية وتبليغ أصواتهم في البرامج الانتخابية يتم استغلالهم وانتهاكهم من خلال تلقينهم رسائل سيئة موجّهة لمؤسسات الدولة ومن شأنها أن تسهم في تدمير شخصياتهم".

وأشارت، في سياق متّصل، إلى مناصرة حقوق الطفل لكي لا يتم استغلاله في الحملات الانتخابية، مؤكّدة ضرورة أن يكون الطفل شريكًا فاعلًا في تصورات المترشحين لحقوق الطفل. وأعربت عن أملها في أن تتفاعل أغلب الجهات وأن تنسج على منوال قاضي الأسرة في المحكمة الابتدائية بالكاف الذي أصدر قرارًا يقضي بمنع استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية.

ويبقى استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية معضلة كبرى خصوصًا في ظلّ عدم تطبيق عقوبات صارمة على من يقوم بهذا التجاوز نظرًا لما قد يكون لهذا الاستغلال من آثار سلبية على الأطفال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الحراك الانتخابي في الساحل.. صراعات حادة على خزان انتخابي حاسم

حياد المساجد زمن الانتخابات.. إعفاء للأئمة المترشحين ووعاظ للمراقبة