22-أغسطس-2022
 جامع علولة

جامع بمحرابه وأقواسه بني مخفيًا تحت الأرض بين الجبال (جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش)

 

من بين أكثر من 159 موقعًا أثريًا في مدينة بني خذاش من ولاية مدنين، جنوب شرقي تونس، منذ سنة 2019 تم إدراجه ضمن القائمة النهائية للتراث الإسلامي بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو، وهو المعلم  الطريف العجيب المدفون تحت الأرض.. إنه جامع بمحرابه وأقواسه بني مخفيًا تحت الأرض بين الجبال.

أدرج جامع علولة ضمن القائمة النهائية للتراث الإسلامي منذ سنة 2019 وهو جامع بٌني بمحرابه وأقواسه مخفيًا تحت الأرض بين الجبال

"هو جامع علولة الذي لا يزال ينتظر الترميم والدعم وتحويله إلى مزار سياحي"، هكذا يقول رئيس جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش، كيلاني الذوادي لـ"الترا تونس".

 

جامع علولة

لعب دورًا تعليميًا فقد كان يرتاده الطلبة وهو ما تؤكده عدة شواهد كالنقائش والألواح وقاعات الدرس (صور جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش)

 

شٌيّد جامع علولة سنة 565 للهجرة وهي مرحلة ظهور المذهب الإباضي، بحسب رئيس الجمعية الكيلاني الذوادي، مؤكدًا أن هذا الجامع كان أيضًا يلعب دورًا تعليميًا فقد كان يرتاده الطلبة وهو ما تؤكده عدة شواهد كالنقائش والألواح وقاعات الدرس.

 

 

رئيس جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش لـ"الترا تونس": شٌيّد جامع علولة في مرحلة ظهور المذهب الإباضي وكان يلعب دورًا تعليميًا

ويشدد رئيس جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش على أن "هذا الجامع هو من أول الجوامع التي بناها أتباع المذهب الإباضي في تونس لينتشروا بعد ذلك في جزيرة جربة".

والإباضية تُطلق على أتباع الإمام أبي الشعثاء جابر بن زيد الأزدي (ت: 93هـ/ 711م) في العقيدة والفقه وكان يطلق عليه اسم أهل الدعوة وأهل الاستقامة وأطلقت عليها تسمية الإباضية نسبة إلى عبد الله بن إباض بن تيم اللات بن ثعلبة التّميمي المقاعسي.

 

جامع علولة

رئيس الجمعية: "هذا الجامع هو من أول الجوامع التي بناها أتباع المذهب الإباضي في تونس (صور جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش)

 

وقد انتشر المذهب الإباضي بعُمان وزنجبار مشرقًا، وبجبل نفوسة بليبيا، وجزيرة جربة بتونس، وبقرى ميزاب بغرداية الجزائر، وهو لا يزال محافظًا على وجوده بهذه المناطق من العالم العربي الإسلامي.

انتشر المذهب الإباضي بعُمان وزنجبار مشرقًا، وبجبل نفوسة بليبيا، وجزيرة جربة بتونس، وبقرى ميزاب بغرداية الجزائر، ولا يزال محافظًا على وجوده بهذه المناطق

ويضم جامع علولة ممرات سرية مظلمة تحت الأرض لم ينجح الباحثون في الدخول إلى عدد منها خوفًا من سقوطها لكنهم يرجحون أنها كانت للتخفي وهو ما يدعم فرضية تخفي الإباضيين في تلك الفترة وهو ما دفعهم لتشييد الجامع  تحت الأرض ويدحض الفرضية الأخرى والتي ترى أن الجامع بني على هذه الشاكلة بسبب العوامل الطبيعية والسكن في جوف الجبال في تلك الفترة.

"كما أننا وجدنا مطمورتين لتخزين القمح والشعير والزيت..الخ وهو ما يكشف أن هذا المعلم كان له  دور اقتصادي مما يزيده فرادة"، بحسب الأستاذ الكيلاني الذوادي.

يضم جامع علولة ممرات سرية مظلمة تحت الأرض لم ينجح الباحثون في الدخول إلى عدد منها خوفًا من سقوطها ويٌرجح أنها كانت للتخفي وهو ما يدعم فرضية تخفي الإباضيين في تلك الفترة

كما يتضمن هذا المعلم منبرين لا يزال الباحثون لا يعرفون سبب وجودهما فعادة يضم كل جامع منبرًا واحدًا ويواصل المختصون في البحث في الأسباب الكامنة وراء ذلك إلى جانب مواقد للشموع وأدراجًا للكتب و6 نقائش تكشف أن من رفع سقف جامع علولة هو زياد بن داود سنة 565 هجري.

 

 

فيما تقبع صومعته وقد تهالك جزء منها في قلب جبل دمر ببني خداش، فلم ينجح لصوص الكنوز في محوها رغم تعرض هذه الصومعة لعدد كبير من الحفريات فالحكايات الشعبية تروي أن كنزًا كبيرًا دفن تحت صومعة علولة.

تهالك جزء من صومعة جامع علولة بسبب تعرضها لعدد كبير من الحفريات فالحكايات الشعبية تروي أن كنزًا كبيرًا دفن تحت الصومعة

ومازال هذا المعلم الكنز الذي يكشف عن خفايا دينية واجتماعية واقتصادية مهملاً تملؤه الأعشاب الطفيلية والأوساخ إلى جانب حجرانه المتصدعة التي تحتاج إلى الترميم ودون إضاءة ولا باب ولا حراسة تمنع عنه المخربين والباحثين عن الكنوز والآثار.

فيما تواصل جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش، بحسب رئيسها  كيلاني الذوادي، مراسلة وزارة الثقافة حتى تستحث الإيسيسكو لتوفير الدعم المالي من أجل المحافظة على هذا المعلم التاريخي. فالتصنيف ووضعه على قائمة التراث الإسلامية لا معنى له ما لم يتم ترميمه والمحافظة عليه، يقول الكيلاني الذوادي لـ"الترا تونس".

وللتذكير فإن "بني خداش" التابعة لمحافظة مدنين جنوب شرقي تونس يسكنها قرابة 29 ألف نسمة وتقدر مساحتها الإجمالية بـ3586 هكتارًا وتشتهر بمعالمها الأثرية على غرار القصور الصحراوية.

 

جامع علولة

 

جامع علولة

تواصل الجمعية مراسلة وزارة الثقافة حتى تستحث الإيسيسكو لتوفير الدعم المالي من أجل المحافظة على هذا المعلم (صور جمعية صيانة القصور والمحافظة على التراث ببني خداش)