الترا تونس - فريق التحرير
حذّرت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس، الاثنين 8 أفريل/نيسان 2024، من استعمال موسم حج الغريبة بجزيرة جربة "مطيّة للتطبيع مع الكيان الصهيوني".
وتستعد تونس لموعد الزيارة السنوية لكنيس الغريبة اليهودي بجزيرة جربة والذي يستقبل في هذه المناسبة الدينية آلاف اليهود من كل أنحاء العالم. ويتزامن موسم الزيارة لهذه السنة مع حرب إبادة يشنها العدو الصهيوني الغاصب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.
تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين تدعو القائمين على شؤون اليهود في تونس لـ"التصدي للخطاب الصادر عن بعض اليهود المهللين لجرائم الاحتلال وبعض السلوكات الخطيرة لعدد منهم وخاصة الحاملين للجنسية "الإسرائيلية"
وفي هذا الصدد، ذكّرت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، القائمين على شؤون اليهود في تونس بواجبهم الذي تمليه مبادئ التعايش المشترك والمواطنة في "التصدي للخطاب الشاذ الصادر عن بعض اليهود التونسيين المهللين لجرائم الاحتلال وبعض السلوكات الخطيرة لعدد منهم وخاصة الحاملين للجنسية "الإسرائيلية" ممن خدموا ويخدمون في جيش الاحتلال"، وفقها.
كما لفتت نظرهم إلى أن "هذه المناسبة الدينية لطالما كانت فرصة للوبيات التطبيع مع الكيان الصهيوني لخلط الدين اليهودي بالمسألة الصهيونية وتعمد إدخال مئات من أصحاب الجنسية "الإسرائيلية" إلى تونس خلسة وبجوازات سفر تونسية وأوروبية وأمريكية ليتم حشرهم مع بقية الزوار من يهود العالم"، وفقها.
وأكدت أنّ "هذه الممارسات هي تطبيع سافر مع الكيان الصهيوني يتناقض مع الثوابت الوطنية والقومية للشعب التونسي حتّى وإن عمل كل الحكام المتعاقبين في تونس على إجهاض سن قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني".
تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين: موسم حج الغريبة لطالما كان فرصة للوبيات التطبيع لخلط الدين اليهودي بالمسألة الصهيونية وتعمد إدخال مئات من أصحاب الجنسية "الإسرائيلية" لتونس خلسة بجوازات سفر تونسية وأوروبية وأمريكية
وفي هذا الصدد، جددت التنسيقية رفضها القاطع لـ"هذا التطبيع المتواصل"، محملة السلطة القائمة كل المسؤولية في التصدي لأيّ اختراق صهيوني ممكن وذلك بوضع الآليات القانونية والتقنية الضرورية لضمان عدم دخول أي حامل للجنسية "الإسرائيلية" سواءً بجوازها أو بأي جواز آخر بما في ذلك اليهود التونسيون المقيمون بفلسطين المحتلة والحاملون لجواز سفر "إسرائيلي".
كما أكدت أنّ "التراخي والتساهل في دخول "الصهاينة" إلى التراب التونسي لأي اعتبار أو مسوّغ كان خاصة في الوقت الذي تتم فيه إبادة الشعب الفلسطيني على يد الصهيونية هو خيانة عظمى للشعب الفلسطيني".
تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين: التعجيل باصدار قانون يجرم التطبيع هو الطريق القانوني والسياسي والأخلاقي الأنسب لمعالجة موضوع الحج لكنيس الغريبة والفصل نهائيًا بين حرية ممارسة الشعائر الدينية وبين توظيفها خدمة للأجندا الصهيونية
وذكرت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس بأنّ كل حامل للجنسية الصهيونية هو بشكل ٱلي عضو في جيش الاحتياط الصهيوني مما يجعله عرضة للمحاكمة في تونس كمشارك في جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني ويجعل تواجده على تراب تونس محور تصد مشروع من قبل كل القوى الشعبية المناهضة للصهيونية والداعمة للمقاومة الفلسطينية، حسب ما جاء في نص البيان.
وفي هذا الإطار، أكدت التنسيقية أنّ "التعجيل باصدار قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني هو الطريق القانوني والسياسي والأخلاقي الأنسب لمعالجة موضوع الحج لكنيس الغريبة والفصل نهائيًا بين حرية ممارسة الشعائر الدينية وبين توظيفها خدمة للأجندا الصهيونية".
وعبرت عن رفضها أي خطاب كراهية أو سلوكات عدائية تجاه يهود تونس أو دور عبادتهم قد تترتب عن التلكؤ في تحصين موسم الزيارة من الاختراق الصهيوني، محمّلة السلطة القائمة مسؤولية ذلك.
تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين: نطالب الدولة التونسية بإصدار بلاغ رسمي تعلن فيه رفضها لدخول أي حامل للجنسية الصهيونية لتونس بمناسبة حج الغريبة ونحمّلها مسؤولية كلّ مندسّ
وبناء على كل ذلك، طالبت التنسيقية الدولة التونسية بـ"إصدار بلاغ رسمي تعلن فيه رفضها لدخول أي حامل للجنسية الصهيونية لتونس بمناسبة حج الغريبة"، محملة إياها المسؤولية "لكل مندس منهم لما يمكن أن يطاله من عواقب قانونية وشعبية"
كما طلبت من كل وكالات الأسفار التونسية أو الموجودة في تونس أن "تمتنع عن التعامل مع أصحاب الجنسية الصهيونية وإدخالهم إلى تونس"، مؤكدة أنها "ستلاحق كل من يُدخل صهيونيًا إلى تونس بكل الوسائل القانونية والنضالية اللازمة"، حسب ما جاء في نص البيان.
ويعتبر كنيس الغريبة أكبر وأقدم معبد يهودي في تاريخ إفريقيا، وتحج إليه جموع من اليهود بشكل سنوي، وتوجد به أقدم نسخة معروفة من التوراة وفق بعض الروايات اليهودية. تختلف الروايات حول سبب إنشاء المعبد، وتزعم فئة منها أن يهوديةً قدمت إلى المنطقة واستقر بها الحال في جربة، وأسست كنيس الغريبة، وسمي "الغريبة" نسبة إلى هذه المرأة إذ كانت غريبة على المكان وأهله.
ويتوافد اليهود إلى هذا المزار سنويًا من مناطق شتى من العالم في أواخر شهر أفريل/نيسان وبداية شهر ماي/أيار من كل عام، تزامنًا مع اليوم الـ 33 من تقويم الفصح اليهودي، فيقيمون شعائر دينية ومراسم وطقوسًا متنوعة تستمر يومين وسط إجراءات أمنية مشددة.
يتزامن موسم حج اليهود لهذا العام مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة الذي أسفر منذ 7 أكتوبر المنقضي عن 33.175 شهيدًا و75.886 مصابًا
يشار إلى أنه بانطلاق موسم حج اليهود إلى كنيس الغريبة بجزيرة جربة، في مثل هذه الأيام من كلّ سنة، يتواتر الحديث عدا المسألة الأمنية وحماية زوّار الكنيس، حول التطبيع الخفيّ مع الكيان الصهيوني من بوابة فرضية قدوم حاملين للجنسية الإسرائيلية إلى تونس.
ويتزامن موسم حج اليهود لهذا العام مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة. وتواصل طائرات الاحتلال ومدفعيته قصف القطاع الذي تحوّل إلى مساحة ممتدة من الركام والخراب، تنعدم فيها الحياة بالنسبة إلى أكثر من مليوني شخص يحاصرهم الموت بالقصف والجوع والمرض.
وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، إلى 33.175 شهيدًا و75.886 مصابًا.