الترا تونس - فريق التحرير
نشر الساعة: 15:15 بتوقيت تونس
أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي يوم الخميس 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أن "اتحاد الشغل لن يتخلى عن الحق النقابي"، لافتًا إلى "اتهامات" عديدة يتم توجيهها إلى المنظمة الشغلية.
نور الدين الطبوبي: الحق النقابي واستقلالية العمل النقابي هو حق وواجب دستوري لن نفرط فيه ولن نسكت على ضربه
وقال نور الدين الطبوبي خلال كلمته في سوسة، بمناسبة إحياء الذكرى 74 لأحداث هنشير النفيضة 21 نوفمبر 1950، إنه "يتم لوم الاتحاد ووصفه باتحاد الخراب وتحميله مسؤولية الإجرام في حق البلاد وانهيار الاقتصاد بسبب الإضرابات وارتفاع كتلة الأجور".
واعتبر أن "الزيادات في الأجور خلال السنوات الفارطة، انتفع بها العمال في مختلف القطاعات وكان لها أثر إيجابي على الدورة الاقتصادية في تونس اليوم، خاصة في ظل تدهور المقدرة الشرائية وغلاء الأسعار".
-
الطبوبي: متمسكون بتطبيق اتفاق 6 فيفري
وتحدث أمين عام اتحاد الشغل، عن الوضع الاجتماعي الصعب في تونس، قائلاً: "الموظف والطبقة المتوسطة التي اضمحلت في تونس لم تعد قادرة على مجابهة الأسعار الموجودة في الأسواق التونسية بالأجور الحالية".
نور الدين الطبوبي: الطبقة المتوسطة التي اضمحلت في تونس لم تعد قادرة على مجابهة الأسعار الموجودة في الأسواق التونسية بالأجور الحالية
وأشار إلى "عدم توفر السكن الاجتماعي، والأسعار الجنونية والتعلل بظاهرة الاحتكار"، مضيفًا أن "المسؤول على الدولة هو المطالب بالحفاظ على أسعار في متناول الجميع".
وشدد الطبوبي على تمسك اتحاد الشغل بتنفيذ اتفاقية 6 فيفري/شباط 2021 المتضمّنة لـ46 اتفاقية قطاعية تهم 27 قطاعًا، داعيًا كل القطاعات إلى النضال من أجل تنفيذ الاتفاق وتفعيل مكاسبهم، معتبرًا أن "الدولة مطالبة بتطبيق كل الاتفاقيات المهنية المشتركة واحترام تعهداتها الداخلية مثلما تحترم تعهداتها الخارجية".
-
الطبوبي: اتحاد الشغل يمر بمرحلة تأمل ومخاض داخلي
وأفاد الطبوبي بأن "اتحاد الشغل يمر بمرحلة تأمل وحالة مخاض داخلي، وأقر بأن "منظمة اتحاد الشغل أخطأت في بعض الجوانب وأصابت في جوانب أخرى ولذلك تعيش المنظمة اليوم حالة مخاض داخلي".
نور الدين الطبوبي: اتحاد الشغل يمر بمرحلة تأمل وحالة مخاض داخلي والخلافات الداخلية لا نخجل منها وهي ليست إلا علامة نضج
ولفت إلى أن المنظمة بصدد القيام بتقييمات موضوعية، وأضاف: "رغم أننا نمر بخلافات داخلية فإننا لا نخجل منها وهي ليست إلا علامة للنضج صلب المنظمة".
وقال الطبوبي إن "اتحاد الشغل دخل في عديد الأزمات منذ الاستقلال إلى اليوم للدفاع عن استقلالية قراراته ومواقفه"، مضيفًا أنه "في الفترات التي غاب فيها الاتحاد ضربت عديد المكاسب وتشريعات مجلة الشغل المنظمة لقطاع الفلاحة وعديد القطاعات الأخرى الهشة، ووقع تدجين الاتحاد في بعض المراحل"، كما ترحم على شهداء هنشير النفيضة.
ولفت إلى أن "كل الحكومات والسلطات المتعاقبة تتجه نحو استهداف اتحاد الشغل وتحميله مسؤولية الوضع كلما ضاق عليها الخناق وواجهت صعوبات في إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد".
نور الدين الطبوبي: كل الحكومات والسلطات المتعاقبة تتجه نحو استهداف اتحاد الشغل وتحميله المسؤولية كلما ضاق عليها الخناق وواجهت صعوبات في إيجاد حلول اقتصادية واجتماعية
وبخصوص ملفات الفساد، قال الطبوبي: "كل من يملك ملفًا فليتوجه إلى القضاء، ونريد للقضاء أن يكون قضاءً مستقلاً في تونس".
-
الطبوبي: لن نقبل بتجريم الدفاع عن حقوق العمال
وعبر نور الدين الطبوبي عن تضامنه مع عمال مصنع الجلود والأحذية في المتبسطة، والكاتب العام لاتحاد الشغل المحلي في السبيخة جمال الشريف الذي تم إيداع بالسجن رفقة 3 عمال بالمصنع المذكور.
وتابع الطبوبي: "لن نسكت على ضرب الحق النقابي، الحق النقابي واستقلالية العمل النقابي هو حق وواجب دستوري لن نفرط فيه".
نور الدين الطبوبي: متمسكون بتنفيذ اتفاقية 6 فيفري والدولة مطالبة باحترام تعهداتها الداخلية مثلما تحترم تعهداتها الخارجية
واعتبر أنه تم "الزج بجمال الشريف في السجن ظلمًا وقهرًا فقط لأنه دافع عن حقوق العمال وندد بالظروف المهنية الصعبة ودعا المشغل الأجنبي إلى تطبيق الاتفاقيات المشتركة وتوفير شروط السلامة المهنية للعمال بالمصنع".
وأضاف أمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي قائلاً: "تجريم الدفاع عن حقوق العمال لن نقبل به أبدًا ولا يمكن السكوت عليه".
ويشار إلى أن المحكمة الابتدائية بالقيروان سبق وأن رفضت الإفراج عن الكاتب العام للاتحاد المحلي بالسبيخة جمال الشريف، وثلاثة عمال من المؤسسة الألمانية السويسرية "ريتون"، ليتم عرضهم يوم الخميس 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 على أنظار المحكمة مجددًا.
ويذكر أن حملة تضامن واسعة خلّفته الحادثة، المتمثلة في "إيقاف جمال الشّريف الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي والتربية البدنية بالسبيخة والكاتب العام للاتحاد المحلي في السبيخة، رفقة 9 من عمّال مصنع الجلود والأحذية ريتون) بالمتبسطة من ولاية القيروان على خلفية احتجاجهم على الطرد التعسفيّ الّذي طال أكثر من 28 من عاملات المصنع وعامليه ليتمّ لاحقًا إيداعه وثلاثة عمال السجن"، وهو ما اعتبرته الجامعة العامة للتعليم الثانوي، "تعدّيًا سافرًا على حقوق العمال وضربًا للحقّ النقابي ولكرامة الإنسان".