10-يوليو-2023
هجرة إفريقيا

وسام الصغير: التنكيل بالمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء هو جريمة حرب (حسام الزواري/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الناطق باسم الحزب الجمهوري وسام الصغيّر، الاثنين 10 جويلية/ يوليو 2023، أنّ ما يحصل بخصوص أزمة المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، يمثّل مشاهد غريبة على ثقافة المجتمع التونسي، مؤكدًا أنّ حرية التنقل حق أساسي مكفول بالدساتير والمواثيق الدولية، وأنّ الحكم على كل المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء والتنكيل بهم هو جريمة حرب، وفق تعبيره.

وسام الصغيّر: خطاب النزعة الإنسانية للسلطة بعد خطاب التشحين ضد مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء، لم تصاحبه ممارسات وقرارات تقلّص من حجم الأزمة

وتابع الصغيّر لدى حضوره بإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية)، أنّ حالة القلق والغضب التي يعيشها التونسيون ومن بينهم أهالي صفاقس، قد تكون هي ما دفعت جزءًا منهم للقيام بهذه الممارسات ضد المهاجرين كمتنفس باعتبار أنّ تلكؤ السلطة في إيجاد الحلول للأزمة، مع خطابات التحريض من قبل الرئيس أنتج حالة غضب شعبي ناتج بدوره عن المشاكل التي يعرفونها في حياتهم اليومية بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وفقه.

ولفت الناشط السياسي إلى ضرورة البحث سوسيولوجيًا في هذه الظاهرة، مشددًا على أنّ أهالي صفاقس والأفارقة جنوب الصحراء هم ضحية منظومة قيس سعيّد التي لم تمنح هذه المسألة الأهمية منذ البداية، قائلًا: "السياسة الاتصالية التي سبقت زيارة الوفد الأوروبي لتونس كانت قائمة على الشحن ضد المهاجرين، فضلًا عن الخطاب ذي النزعة الإنسانية فيما بعد، لم تصاحبه ممارسات وقرارات تقلّص من حجم الأزمة" وفق قوله.

وسام الصغيّر: شغور منصب الوالي في تونس وصفاقس عمّق الأزمة

وتساءل الناطق باسم الحزب الجمهوري: "كيف دخل كل هؤلاء المهاجرين؟ هل حدودنا مستباحة إلى هذه الدرجة؟" طارحًا وجود مشكل أمني، ومعتبرًا هذا المشهد "مخز ومخجل، ولا تعبر تلك الصورة عن مجتمع صفاقس وثقافة التونسي عمومًا".

ورأى وسام الصغيّر أنّ شغور منصب الوالي في العاصمتين السياسية والاقتصادية (تونس وصفاقس) عمّق الأزمة نظرًا لأنّ العاصمة الاقتصادية لتونس وهي صفاقس لا تملك واليًا (محافظًا) منذ 6 أشهر تقريبًا، وتونس العاصمة أيضًا بلا والٍ منذ حوالي 5 أشهر رغم أنّ الوالي يمثّل سلطة رئيس الدولة في تلك المنطقة.

وسام الصغير: تصعيد وزارة التربية ضد جامعة التعليم الأساسي سيؤجج الوضع وسيعمّق حالة الغضب والاحتقان

وحول أزمة التعليم في تونس، والتصعيد المتبادل بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الأساسي، قال الصغير بخصوص قرار وزير التربية إعفاء 350 مدير مدرسة وحجز أجرة شهر لـ17 ألف معلّم، إنّ هذا عنوان من عناوين الأزمة متعددة الأوجه في تونس التي تعرف أزمة حريات واعتقالات للمحامين والصحفيين والنشطاء وفقدان المواد الأساسية.. وغيرها.

وأفاد الصغيّر أنّ اتخاذ مثل هذا القرار سيؤجج الوضع وسيعمّق حالة الغضب والاحتقان، قائلًا: "لا أعتقد أننا كنا يمكن أن نصل إلى هذا الوضع إذا تعاملت وزارة التربية بجدية منذ بدء المفاوضات، كما لا أعتقد أنّ الحل يكمن في المواجهة والاشتباك الذي أعلنت عنه وزارة التربية، وكان الأجدر تحكيم العقل والرصانة"، لافتًا إلى أنّ وزارة التربية لم تتمتع في تقديره بالعقلانية في إدارة هذه الأزمة ومرّت إلى سياسة كسر العظام، وفق تصريحه.

وسام الصغيّر: أي حل للأزمة في تونس يجب أن ينطلق بإطلاق سراح المعتقلين نظرًا لأنّ اعتقالهم جاء وسيلة لتصفية الخصومة السياسية

وفيما يخص الملف السياسي، المتعلق بالموقوفين السياسيين في قضية ما يعرف ـ"التآمر على أمن الدولة"، استنكر الصغير ألا يتم الاستماع للمعتقلين والاكتفاء بسجنهم دون بحثهم في التهم المنسوبة إليهم، قائلًا إنّ قرار القاضي الإفراج عن شيماء عيسى ثم استئناف القرار من قبل النيابة العمومية خير دليل على سردية هيئة الدفاع حين أكدت أنّه ملف فارغ.

وأبرز وسام الصغيّر أنّ أي حل يجب أن ينطلق بإطلاق سراح المعتقلين نظرًا لأنّ اعتقالهم جاء وسيلة لتصفية الخصومة السياسية، وبالتالي "يجب تجميع كل الديمقراطيين في إطار تنسيب اختلافنا السابق، والذهاب في حوار وطني مع قيس سعيّد" وفق رأيه.

يشار إلى أنّ وسام الصغيّر هو الناطق باسم الحزب الجمهوري، كان قد استقال من الحزب إبان أحداث 25 جويلية/ يوليو 2023، ثمّ عاد للحزب من جديد، بعد إيقاف أمينه العام عصام الشابي، وهو من الوجوه المعارضة السابقة لنظام بن علي.