21-سبتمبر-2021

محمد القوماني: يجب أن يبتعد سعيّد عن اتجاهات الحكم الفردي المطلق

الترا تونس - فريق التحرير



أكد القيادي ورئيس لجنة إدارة الأزمة السياسية بحركة النهضة محمد القوماني الثلاثاء 21 سبتمبر/ أيلول 2021، تعليقًا على خطاب رئيس الجمهورية الأخير، أنّ "قيس سعيّد خرج من التأويل المتعسف للفصل 80 من الدستور وهو ما اعتبرناه في مرحلة سابقة خرقًا للدستور، إلى الانحراف بالسلطة ومحاولة فرض رؤيته بشكل منفرد لم يراع فيه أي تشاركية" وفق قوله.

محمد القوماني: رئيس الجمهورية يستمرّ في تقسيم التونسيين وفي توسيع دائرة خصومه، وشكل الخطاب يعطينا صورة على مستقبل الدولة في ظل الشعبوية

وتابع القوماني في مداخلة له بإذاعة "موزاييك أف أم"، أنّ رئيس الدولة "انتقل من إعلان نهاية المنظومة ما قبل 25 جويلية/ يوليو 2021، إلى بداية تفكيكها، وأنّه بعد تكراره لعبارة الخطر الداهم في خطاباته، كأني به يحدّد أنّ الدولة القائمة هي الخطر الداهم، وأن البديل هو تفكيك هذه الدولة وإعادة بنائها" على حد تعبيره.

وأضاف القوماني أنّ "رئيس الجمهورية يستمرّ في تقسيم التونسيين وفي توسيع دائرة خصومه حين يقول إنّ 14 جانفي/ يناير 2011 هو انقلاب على 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010، وفي هذا خروج عن الدستور والإجماع الوطني.. كما أنّ شكل الخطاب يعطينا صورة على مستقبل الدولة في ظل الشعبوية" وفق رأيه.

اقرأ/ي أيضًا: كريّم: تصريح سعيّد بأنه تم وضع أحكام انتقالية يعني فعليًا تعليق العمل بالدستور

وأضاف القيادي بحركة النهضة أنه "كان يمكن أن يتنقل سعيّد إلى التلفزة الوطنية في مقرها ليعلن بهدوء عن رؤيته، وذلك بدل أن يعمد إلى تلك الطريقة التي أساءت لصورة التلفزة ولصورة تونس" معتبرًا أنّ "أن زمن الرئيس وأولوياته هي غير زمن التونسيين وأولوياتهم، فالتونسيون مشاكلهم بالدرجة الأولى اقتصادية وصحية" حسب تصريحه.

وأشار القوماني إلى أنّ "النخب السياسية عمومًا التي تحكمت في المشهد السياسي منذ 2011، هي من أوصلت البلاد إلى حلقة مغلقة سياسيًا ودستوريًا واقتصاديًا، وأنّ سعيّد يمسك بكل السلط منذ شهرين لكنه مازال يواصل وعوده وتحضيراته ومعجمه الحربي، فيهاجم الجميع ويغلق أبواب الحوار، وقد قال إنّ الكثير من الفرحين بقراراته فيهم الكثير من المتزلفين والطامعين".

محمد القوماني: أخطر ما في كلمة سعيّد هو أنّه يريد فرض رؤيته لمرحلة جديدة، وأنا مع تصحيح المسار لكن ليس بطريقة منفردة بل بطريقة تشاركية

ودعا القيادي بحركة النهضة إلى فتح تحقيق فوري حول "كل الادعاءات التي أعلنها رئيس الجمهورية والمتعلقة باغتياله"، مضيفًا: "المضمون الجديد الذي قاله سعيّد فيه حدّ أدنى من وضوح الرؤية والتوجّه، فهو يصرّح بتمسّكه بالدستور من جهة ويعلن عن أحكام انتقالية من جهة أخرى، وبعد أن اتخذ سعيّد من الفصل 80 دستورًا جديدًا، ها هو يتجه بطريقة مراوغة إلى إلغاء دستور 2014 بدعوى تعديله" حسب وصفه.

ولفت القوماني إلى أنّ "الأحكام الاستثنائية المستمرة بلا تحديد، مع وضع أحكام انتقالية، تعني الانتقال من دستور لدستور، وأخطر ما في كلمة سعيّد هو أنّه يريد فرض رؤيته لمرحلة جديدة، وأنا مع تصحيح المسار لكن ليس بطريقة منفردة بل بطريقة تشاركية، ويجب أن يبتعد الرئيس عن اتجاهات الحكم الفردي المطلق الذي عانينا منه سابقًا" على حد تعبيره.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد، قد قال خلال كلمة ألقاها من ولاية سيدي بوزيد، في ساعة متأخرة من ليل الاثنين 20 سبتمبر/ أيلول 2021، إن التدابير الاستثنائية التي كان قد أقرها في 25 جويلية/ يوليو الماضي ستتواصل، مضيفًا أنه "تم وضع أحكام انتقالية وأن ما ورد في الدستور حول الحريات ستتم المحافظة عليه"، وهو ما فُهم من أساتذة قانون ونشطاء كتعليق للعمل بالدستور التونسي الحالي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سعيّد يعلن تواصل التدابير الاستثنائية ووضع أحكام انتقالية: سؤال ومحاولات للفهم

نور الدين الطبوبي: جريمة اتحاد الشغل اليوم أنه يطالب بحكومة للتفاوض معها