27-مايو-2023
أيام قرطاج للفن المعاصر

تعرف الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر مشاركة حوالي 150 فنانًا من 23 دولة (وزارة الثقافة)

 

بعيدًا عن المهام التكرارية الرتيبة للتظاهرات الثقافية تتنزل تظاهرة "أيام قرطاج للفن المعاصر" التي يبدو أنها لم تفقد دلالاتها الأصلية بعد مرور جائحة كورونا على أديمها الناشئ والمحفوف بالهشاشة. فها هي تنتفض من جديد كطائر الفنيق وتقدم دورة ثالثة مرفوعة على أعمدة شعار  مخاتل للغة ومليء بالحدوس الشعرية والفلسفية المتناغمة مع ما تريده هذه التظاهرة لذاتها ولمهامها الثقافية التاريخية: "الفن طريق.. طريق الفن".

تنعقد الدورة 3 لأيام قرطاج للفن المعاصر تحت شعار  "الفن طريق.. طريق الفن" وفلسطين هي ضيف الشرف لهذه الدورة وفي ذلك رمزية تشي بنصرة العائلة الثقافية التونسية للقضية الفلسطينية

وكانت أفنية وفضاءات مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تونس قد احتضنت مساء يوم 26 ماي/أيار 2023 فعاليات افتتاح هذه التظاهرة الثقافية الفتية من قبل مدير ديوان وزيرة الشؤون الثقافية الأسعد سعيد ووكيل وزارة الشؤون الثقافية الفلسطينية جاد الغزاوي وعدد من سفراء البلدان الشقيقة والصديقة المعتمدين بتونس وممثلي المنظمات والهيئات الثقافية وطيف واسع من الفنانين التشكيليين التونسيين من مختلف الأجيال التشكيلية وبعض الرسامين الأجانب الذين جاؤوا ممثلين لبلدانهم.

 

 

وتحدثت مديرة الدورة سميرة التركي ترجمان للضيوف والحضور خلال حفل الافتتاح عن جدوى هذه التظاهرة الثقافية، موضحة أنها تكتسب أهميتها من حقل فني وفكري وجمالي مخصوص وهي الفنون المعاصرة ومن تلك الزوايا التي تطرحها داخل أنشطتها الفكرية والتكريمات التي تقوم بها وهي تعد مكسبًا لا محيد عنه بالنسبة للعائلة التشكيلية الموسعة وللمشهد الثقافي التونسي عمومًا وهي أيضًا ترسيخ لقيم الفن في المجتمع في هذه اللحظة التاريخية الراهنة وتنشد المزيد من الانفتاح على ثقافات العالم.

 

 

  • مشاركة حوالي 150 فنانًا من 23 دولة

وتعرف الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر مشاركة حوالي 150 فنانًا من 23 دولة موزعين على 16 رواقًا منها 7 مخصصة للتونسيين تضم 50 عملًا فنيًا و9 أروقة  للأجانب تضم بدورها 63 عملًا فنيًا أغلبهم بالبهو الرئيسي لمدينة الثقافة الشاذلي القليبي الذي تغير وجهه وازداد بهاءً بألوان اللوحات والمنحوتات المعروضة.

 

صورة
يشارك في الدورة 3 من أيام قرطاج للفن المعاصر 150 فنانًا بعدة أعمال فنية (رمزي العياري/ الترا تونس)

 

  •  دولة فلسطين ضيف شرف الدورة الثالثة 

أما ضيف شرف الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر فهي دولة فلسطين وفي ذلك رمزية تشي بنصرة العائلة الثقافية التونسية للقضية الفلسطينية عبر دعوة فنها وثقافتها وتكريم رساميها ومبدعيها. وقد خصص لفلسطين جناح مميز ضم عشرة أعمال فنية قدمت من رام الله ومن غزة وهي تصور الحياة اليومية للفلسطينيين وجمال المدن الفلسطينية المناضلة، كما لم تغب أم المدائن "القدس" عن هذا المعرض إذ أشعت عبر لوحتين مميزتين. علمًا وأن هذا الجناح أسهمت في إنجازه وزارة الشؤون الثقافية الفلسطينية التي أرسلت وفدًا خاصًا للمشاركة.  

 

صورة

 

  •  الفن التشكيلي محور ندوة فكرية

وفيما يتعلق بالأشغال الفكرية والعلمية التي تحتضنها الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر والتي يقوم بالتنسيق لها الرسام والناقد التشكيلي عمر الغدامسي، فإنها تتضمن لقاء فكريًا حول "حق التتبع" الخاص بالفنون التشكيلية وتشرف على تنفيذه المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وندوة علمية حول  "مدرسة تونس للفن التشكيلي" بمشاركة نقاد ورسامين مرموقين على غرار الحبيب بيدة وحسين التليلي وسمير التريكي. 

تعرف الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر مشاركة حوالي 150 فنانًا من 23 دولة موزعين على 16 رواقًا منها 7 مخصصة للتونسيين تضم 50 عملًا فنيًا و9 أروقة  للأجانب تضم بدورها 63 عملًا فنيًا

وستشفع هذه الندوة بتنظيم معرض استعادي ستحتضنه دار الفنون بالبلفدير بالعاصمة وسيضم هذا المعرض لوحات لرموز مدرسة تونس تعرض لأول مرة وبحضور آخر الأحياء من أبناء مدرسة تونس وهو الفنان الكبير حسن السوفي. كما أنّ جلسة ستخوض في مفهوم "الفردانية في الفن المعاصر" يوم 29 ماي/أيار 2023 بمشاركة عدد من الجامعيين التونسيين على غرار الدكتور حمدي أونينة ومختصين من المغرب والسنغال. 

 

صورة

 

 التظاهرة التي تتواصل إلى غاية 30 ماي/أيار 2023 هي فرصة للجمهور التونسي لزيارة الرواق الوطني الذي ضم الأعمال المتنافسة على الجوائز المالية للتظاهرة وهي لأسماء فنية مرموقة على غرار الرسامين الأمين ساسي وحمدة دنيدن وهدى العجيلي وسليم الخياري والخطاطين عبد الله عكار ولمجد النوري والنحات محرز اللوز، وأيضًا للاطلاع على مشاركة الأروقة الخاصة التونسية والعربية والأجنبية ونذكر منها رواق  "صلاح الدين" و"عين" و"جميلة عاشور" و"نسامو وسامو" و"البيرو" و"علي خوجة" و"مسك وعنبر" من تونس و"فن صحار" من سلطنة عمان و"البلقاء" و"هندية" من الأردن و"أفرو" من الجزائر و"مركز كاتارا" من قطر و"لمسات" من مصر و"سلوى زيدان" من أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة و"بيت إسكندر للفنون" من ليبيا.

أيام قرطاج للفن المعاصر هي فرصة للجمهور التونسي لزيارة الرواق الوطني الذي ضم الأعمال المتنافسة لأسماء فنية مرموقة والاطّلاع مشاركة الأروقة الخاصة التونسية والعربية والأجنبية

كما يتسنى لزائر فضاءات التظاهرة الدخول في خيمة كبرى نصبت خصيصًا بساحة المسارح بمدينة الثقافة لتكون رواقًا دوليًا يضم عشرات الأعمال الفنية التي تمثل أكثر من عشرين دولة وتعكس ثقافات متنوعة وخصوصيات فنية وتيمات جمالية لشعوب ومناطق جغرافية من العالم.

حفل افتتاح تظاهرة "أيام قرطاج للفن المعاصر" توّج بعرض أزياء احتضنته حديقة مدينة الثقافة وأمنه الفنان الشاب سيف الدين المشري الذي قدم أزياء تتماهى والتظاهرة من حيث المحتوى والزينة والموسيقى المصاحبة، وأعقب ذلك عرض "Mapping".