17-ديسمبر-2020

صورة تعبيرية (Getty)

 

ودّعت تونس، خلال سنة 2020، الكثير من أبنائها. في "عام الجائحة"، كان الموت سمة عامة خيّمت على العام عالميًا، ولم تكن تونس الاستثناء. تجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا في تونس هذا العام 4000 مواطن.

لأن أسباب الوفاة كثيرة، غادرنا الكثيرون لأسباب عدة غير الجائحة، وبقوا في الذاكرة الجمعية، كل في مجاله

ولأن أسباب الوفاة كثيرة، غادرنا الكثيرون لأسباب عدة غير الجائحة، وبقوا في الذاكرة الجمعية، كل في مجاله. هنا محاولة لتذكر العديد منهم وأبرز ما بقي في ذاكرة التونسيين عنهم. 

لضحايا "عام الجائحة" ولكل من فقدناهم.. نقول وداعًا.   


  • جانفي/ يناير 2020:

ـ جريح الثورة طارق الدزيري

توفي جريح الثورة طارق الدزيري، السبت 18 جانفي/يناير 2020، بعد معاناة 9 سنوات منذ تاريخ إصابته بالرصاص خلال أحداث الثورة ما خلف له شللًا نصفيًا وأصبح مقعدًا على كرسي متحرك. كان يُعرف الدزيري بمشاركاته في تحركات عائلات شهداء وجرحى الثورة، ومظاهرات حملة "مانيش مسامح" للتصدي لقانون المصالحة وقد عُرف بصورة شهيرة في إحدى هذه المظاهرات محمولًا على الأعناق.

ـ الوزير الأسبق الهادي البكوش

توفي، الثلاثاء 21 جانفي/يناير 2020، الوزير الأسبق الهادي البكوش عن عمر يناهز الـ90 عامًا. انخرط البكوش في سن مبكرة في صفوف الحزب الدستوري الحر الجديد، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله من طرف سلطات الاستعمار الفرنسي. وفي ستينيات القرن الماضي، أشرف كوال لبنزرت ثم لصفاقس وبعدها لقابس، على تطبيق تجربة "سياسة التعاضد" التي قادها أحمد بن صالح.

إلا أن إنهاء هذه التجربة من قبل الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة أدى إلى إقالته ثم محاكمته صحبة بن صالح وعدد من معاوني هذا الأخير، إلا أن المحكمة العليا قضت بعدم سماع الدعوى في حق البكوش. إثر ذلك، ابتعد عن الحياة السياسية حوالي الـ8 سنوات قبل أن يعيّنه الوزير الأول الهادي نويرة مستشارًا له.

أشرف البكوش على مؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري في سبتمبر/ أيلول 1979 والذي أفضى إلى نجاح مرشحي نويرة في اللجنة المركزية، إلا أن بورقيبة، وكردّ على إشراف الجيش على التحضير المادي للمؤتمر وهيمنة شق نويرة على الحزب، قرّر إقالة وزير الدفاع عبد الله فرحات وإبعاد البكوش كقنصل في مدينة ليون الفرنسية. كما عيّن الهادي البكوش بين 1981 و1982 سفيرًا لدى الفاتيكان ثم سفيرًا لدى الجزائر. وفي مارس/ آذار 1984، تم تعيينه مديرًا للحزب الاشتراكي الدستوري قبل أن يصبح سنة 1987 وزيرًا للشؤون الاجتماعية.

بعد الانقلاب الذي قام به زين العابدين بن علي في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، أصبح الهادي البكوش وزيرًا أولًا، ليتم إعفاؤه من منصبه في 27 سبتمبر/ أيلول 1989 ويخلفه بذلك حامد القروي. وظلّ البكوش، في المقابل، عضوًا في اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي، خليفة الحزب الاشتراكي الدستوري، دون لعب أي دور سياسي مهم. وعام 2005، تم تعيين البكوش عضوًا في مجلس المستشارين وشغل منصب رئيس الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات.

ـ المدوّنة والناشطة لينا بن مهني

توفيت، الاثنين 27 جانفي/ كانون الثاني 2020، الناشطة في المجتمع المدني والمدوّنة والأستاذة الجامعية لينا بن مهني بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز الـ36 عامًا.

كانت لينا بن مهني ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومجال مكافحة رقابة الانترنت وحرية التدوين وحرية التعبير. وقد دوّنت أحداث الحوض المنجمي سنة 2008. وشاركت أيضًا في فعاليات "سيّب صالح" و"نهار على عمار" اللذين نظما من قبل مدونين تونسيين احتجاجًا على حجب عديد المواقع الالكترونية في تونس قبل الثورة. كما شاركت في "اليوم الوطني لحرية التدوين" الذي انتظم يوم 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010.

كان لها دور في تغطية أحداث الثورة التونسية، وشاركت في عديد المظاهرات. وفي مارس/ آذار 2011، عيّنت لينا بن مهني عضوًا في الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال، كما رشّحت بن مهني لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2011، بمعية المدوّنة المصرية إسراء عبد الفتاح والناشط المصري وائل غنيم. وتدوّن لينا بن مهني في مدونتها "بنية تونسية" التي أطلقتها سنة 2007 وتكتب فيها باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية. 

(فتحي بلعيد/ أ ف ب)

اقرأ/ي أيضًا: ترجّلت لينا وانتصر سلاحها

  • ماي/ أيار 2020

ـ الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الشاذلي القليبي

فقدت الساحة التونسية والعربية، يوم 13 ماي/أيار 2020، الوزير والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الشاذلي القليبي عن عمر يناهز الـ94 عامًا.

يُذكر أنه تم، في سنة 1979، انتخاب الشاذلي القليبي أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، وذلك عند انتقال مقر الجامعة إلى تونس.

  • جوان/ يونيو 2020

ـ المخرج صلاح الدين الصيد

توفي، الاثنين 29 جوان/ يونيو 2020، المخرج والمؤلف التونسي، صلاح الدين الصيد إثر معاناته من مرض عضال. ويعدّ الفقيد من أكثر المخرجين التونسيين شعبية ونجاحًا، وقدّم عدة أعمال تلفزية من بينها "منامة عروسية" و"قمرة سيدي محروس" و"شوفلي حل" و"نسيبتي العزيزة"، إلى جانب "ليام كيف الريح"، و"الخطاب على الباب" و"الوتيل" و"عند عزيز" و"أمواج" و"عشقة وحكايات" و"ريح المسك" و"دار الوزير".

  • جويلية/ يوليو 2020

ـ الهداف التاريخي للترجي عبد المجيد التلمساني

فقدت الساحة الرياضية وأسرة الترجي الرياضي التونسي خصوصًا الهدّاف التاريخي لفريق الأحمر والأصفر عبد المجيد التلمساني، وذلك الأربعاء 8 جويلية/يوليو 2020، عن سن تناهز 82 عامًا. والتلمساني هو الهدّاف التاريخي للترجي، وهو هدّاف موسم 1959/1958 بـ32 هدفًا وهو رقم تاريخي لم يقع تحطيمه حتى اليوم.

ولعب التلمساني أيضًا ضمن المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم وقد شغل خطة متوسط ميدان هجومي وجناح أيمن. وهو والد مهاجم الترجي السابق ونجم الفريق في فترة التسعينيات زياد التلمساني.

ـ الرئيس السابق للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد سمير العنابي 

توفي الخميس 9 جويلية/ يوليو 2020 المحامي سمير العنابي إثر مرض عضال. والعنابي هو محامي والرئيس السابق للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، خلال الفترة من 27 مارس/ آذار 2012 إلى 6 جانفي/ يناير 2016، قبل أن يستقيل حينها.

وعُرف سمير العنابي كمحامي متحصل على المرحلة الثالثة في القانون من تونس وباريس ومرحلة ثالثة في العلوم الإدارية من الولايات المتحدة. وله عدة منشورات عن الإدارة والقانون. وسبق أن كان عضوًا في الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.

ـ الحقوقية والناشطة جيزيل حليمي

تُوفيّت، الاثنين 28 جويلية/يوليو 2020، الكاتبة والمحامية اليهودية التونسية الفرنسية جيزيل حليمي عن سن تناهز 93 عامًا وذلك بمقر إقامتها بباريس، بعد عقود أمضتها في النضال الحقوقي في مواجهة الاحتلال الفرنسي في تونس والجزائر، وفي دعم القضية الفلسطينية، عدا عن نشاطها دفاعًا عن القضايا النسوية.

عُرفت حليمي خاصة بدعمها لحقوق المرأة، وبمناهضتها للاحتلال الفرنسي في تونس وكذلك في الجزائر، إذ ترافعت عن المناضلة الجزائرية في صفوف جبهة التحرير الوطني جميلة بوباشا عام 1960، كما ترأست لجنة التحقيق حول الجرائم الأمريكية في فيتنام.

واشتهرت بدعمها للقضية الفلسطينية ومعارضتها للكيان الصهيوني. إذ كانت حليمي محامية مروان البرغوثي، أحد الرموز الفلسطينية وأبرز زعامات منظمة "فتح" في الضفة الغربية، الذي أعتقل عام 2002 إثر نشاطه في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وكانت عضوة في محكمة "راسل" حول فلسطين، وهي محكمة رأي شعبية تأسست في مارس/آذار 2009 من أجل تعبئة الرأي العام حتى تقوم الأمم المتحدة باتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لإفلات الكيان الصهيوني من العقاب.

خاضت الناشطة الحقوقية والنسوية غمار العمل السياسي، إذ كانت عضوة في المجلس التشريعي الفرنسي بين 1981 و1984 ضمن "المجموعة الاشتراكية"، ثم عملت لسنة كسفيرة لفرنسا لدى اليونسكو من (أفريل/نيسان 1985 إلى سبتمبر/أيلول 1986)، قبل أن تنتقد أداء الرئيس وقتها الاشتراكي فرانسوا ميتيران واصفة إياه بأنه "ميكيافيلي".

(مارك دوفيل/Getty)

  • أوت/ أغسطس 2020

ـ "ساحر الأجيال" حمادي العقربي

فقدت الساحة الرياضية التونسية اللاعب السابق للمنتخب التونسي والنادي الرياضي الصفاقسي، وأحد نجوم ملحمة مونديال الأرجنتين 1978، حمادي العقربي، الذي وافاه الأجل الجمعة 21 أوت/أغسطس 2020، عن سن 69 عامًا بعد معاناة طويلة مع مرض عضال.

ساحر الأجيال كما يُلقّب، نشط في النادي الصفاقسي في فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات ليتحصل على البطولة التونسية معه أعوام 1978 و1981 و1983. 

وعرف متوسط ميدان المنتخب تألقه في مونديال 1978، الجيل التاريخي للكرة التونسية، حينما حقق مع بقية النجوم أول انتصار لمنتخب إفريقي في كأس العالم. شارك محمد بن رحيم، وهو الاسم الحقيقي لحمادي العقربي، في 40 مباراة دولية في مختلف المنافسات، وظلّ اسمه معلقًا ضمن نجوم المنتخب التونسي.

  • سبتمبر/ أيلول 2020

ـ الكاتب كمال الزغباني

توفي الروائي والكاتب وأستاذ الفلسفة بالجامعة كمال الزغباني، الاثنين 14 سبتمبر/أيلول 2020. ساهم الزغباني في إثراء الساحة الأدبية التونسية بمجموعة من الإصدارات من بينها "البهيموقراطية والثورة" و"في انتظار الحياة" التي حصلت على جائزة "الكومار" الذهبي و"ماكينة السعادة" بالإضافة إلى مجموعة قصصية تحمل عنوان "الآخر". وأسس الفقيد "رابطة الكتاب الأحرار" بالتعاون مع عدد من المثقفين التونسيين سنة 2001.

كما عُرف الفقيد بنشاطه في حملة "مانيش مسامح" المناهضة لقانون المصالحة الاقتصادية، والتي نشطت بالخصوص بين سنتيْ 2015 و2017.

ـ الوزير السابق أحمد بن صالح 

توفي، الأربعاء 16 سبتمبر/ أيلول 2020، الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل والوزير السابق أحمد بن صالح بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز الـ94  عامًا. وأحمد بن صالح هو سياسي ونقابي تونسي، تقلد عدة مناصب سياسية، فكان عضوًا بالمجلس القومي التأسيسي سنوات 1956-1959-1964 و 1969، ونُصّب وزيرًا للصحة ووزيرًا للاقتصاد ووزيرًا للتربية.

سنة 1964 وخلال مؤتمر الحزب الحر الدستوري "مؤتمر المصير"، اقترح بن صالح تبني الاشتراكية كمنوال تنموي واقتصادي في تونس، إلا أن هذه التجربة أدت إلى مقاضاة بن صالح وسجنه.

سنة 1973، تمكن أحمد بن صالح من الهروب متوجهًا إلى الجزائر في مرحلة أولى ثم إلى أوروبا. وعاد إلى تونس سنة 1988 إثر إصدار العفو عنه لكنه سرعان ما غادر تونس مرة أخرى بعد رفض الترخيص للحزب الذي أسسه في منفاه.

اقرأ/ي أيضًا: سياسيون ومؤرخون يؤبنون الفقيد أحمد بن صالح.. عودة لتجاربه ومناقبه

  • أكتوبر/ تشرين الأول 2020

ـ الفنانة نعمة 

توفيّت الفنانة القديرة نعمة، الأحد 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بعد صراع مع المرض عن سن تناهز 86 سنة. ونعمة، هي إحدى أشهر المطربات التونسيات، يحفظ الكثير من التونسيين أغنياتها التي شاركت بها في أبرز المحافل والمهرجانات التونسية والعربية. رافقتهم في حفلاتهم ومناسباتهم السارة ثم اعتزلت منذ سنوات بسبب وضعها الصحي.

غنت نعمة كل الألوان الطربية وفي رصيدها مئات الأغنيات بتلحين أشهر الفنانين التونسيين والعرب. عُرفت نعمة بوفائها للفن والجمهور التونسي ولم تهاجر إلى مصر كما كان متداولاً بين فنانات ذلك العصر. 

اقرأ/ي أيضًا: نعمة.. صوت عذب في ذاكرة التونسيين

ـ النقابي بوعلي المباركي

توفي، الجمعة 30 أكتوبر/تشرين الأول 2020، الأمين العام المساعد للمكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي. والمباركي يعدّ من أبرز القيادات النقابية المركزية طيلة السنوات الماضية، وهو أصيل ولاية سيدي بوزيد، ومن النقابيين الناشطين في قطاع النفط.

اُنتخب عضوًا في المكتب التنفيذي في المؤتمر 22 عام 2011، ثم تم تجديد انتخابه في المؤتمر 23 عام 2017 متحصلًا على أعلى عدد من الأصوات ليتولى خطة أمين عام مساعد مسؤول عن الإدارة والمالية.

وعُرف الفقيد بتوجهاته القومية الناصرية، وقد ترأس عام 2011 أول مؤتمر لحركة الشعب الوحدوية التقدمية، وذلك قبل قراره لاحقًا الترشح للمكتب التنفيذي للمنظمة الشغيلة والتفرغ للمسؤولية النقابية.

  • نوفمبر/ تشرين الثاني 2020

ـ العميد الأسبق للمحامين منصور الشفي

توفي، الأحد 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، العميد الأسبق للمحامين وأول رئيس منتخب للجمعية التونسية للمحامين الشبان منصور الشفي، وقد اشتهر الفقيد بانتصاره للقضايا العادلة ونيابته ونضاله في قضايا الرأي ومقاومته للدكتاتورية والاستبداد.

  • ديسمبر/ كانون الأول 2020

ـ رائد علم الاجتماع عبد الوهاب بوحديبة

توفي رائد علم الاجتماع والرئيس السابق للمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) عبد الوهاب بوحديبة يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 2020 عن عمر يناهز الـ88 سنة.

ويعتبر الراحل من أبرز المفكرين التونسيين، وقد شغل منصب أستاذ علم الاجتماع بجامعة تونس. وتولّى رئاسة المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) من أواسط التسعينيات إلى غاية سنة 2011 كما كان عضوًا في المجمع الأوروبي للعلوم والآداب والفنون. 

ونشر الراحل العديد من المؤلفات في مجال علم الاجتماع باللغتين العربية والفرنسية على غرار كتاب "الجنسانية في الإسلام".

ـ المناضل جيلبار نقاش

فقدت الساحة التونسية، يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 2020، المناضل والكاتب والناشط السياسي التونسي جيلبار نقاش، الذي ترجّل عن عمر يناهز 81 عامًا.

اعتقل نقاش إثر مظاهرات طلابية سنة 1967، تم إخضاع الطلبة للتعذيب واكتشاف ما يُعرف بـ"مجموعة الدراسات والعمل الاشتراكي، أو "حركة آفاق"، وهي حركة يسارية ظهرت في ستينيات القرن العشرين في تونس، والتي كان جيلبار أحد أعضائها المؤسسين، فتم إيقافه وسلط عليه تعذيب شديد لكن لم يمنعه ذلك من مواصلة نشاطه المعارض لسياسات بورقيبة حينها، ما أدى إلى تكرار إيقافه وتعذيبه في وزارة الداخلية مرات أخرى.

حُوكم جلبار نقاش بـ14 سنة سجنًا بتهمة التآمر على أمن الدولة والاحتفاظ بجمعية غير مرخص لها، قضى منها فترة ثم تعرض بعد الفترة السجنية إلى مراقبة إدارية وإلى الإقامة الجبرية وانتهاك حقه في التنقل وحرمانه من حقه في السفر وتشويه سمعته.

أول مؤلف له "كريستال"، كان في الحقيقة قد كتبه في السجن على أغلفة علب سيجارة لعلامة "كريستال" التونسية. وفي تقديم روايته قال نقاش: "حوّلتني الكتابة من سجين إلى إنسان".

كان جيلبار نقاش منفيًا في فرنسا، وعاد إلى تونس بعد الثورة التونسية في 2011. استمع له كشاهد في أول جلسة استماع علنية نظمتها هيئة الحقيقة والكرامة في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وروى فيها ما تعرض له من تعذيب ومضايقات في عهديْ الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.

ـ الفنانة زهيرة سالم

فقدت تونس، يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، الفنانة القديرة زهيرة سالم، إثر معاناة مريرة مع المرض، وذلك عن عمر يناهر الثمانين سنة.

والفنانة الراحلة كانت من أبرز أصوات المعهد الرشيدي مع الفنانتين علية ونعمة. وساهمت الفقيدة في إثراء الخزينة الوطنية الفنية بحوالي 500 أغنية تونسية على غرار "باجة بلاد المندرة والصابة" و"أمي يا أمي" و"يما برأسك بريله" و"أعطيني شريبة"، وعشرات الأغاني الأخرى التي رسخت في الأذهان على مدى عقود من الزمن.

اقرأ/ي أيضًا:

تونس 2020.. من نفوذ الدولة والمنظمات التقليدية إلى سلطة التنسيقيات الاحتجاجية

تونس في المؤشر العربي.. الأعلى ديمقراطيًا و93% ضد الاعتراف بإسرائيل