11-فبراير-2022

الصدى الكبير الذي لقيته قصة طواف الخليفي دفعت الشركة إلى الاعتذار (صورة توضيحية/ ياسمين مردان/ Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

ضجت منصات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين إثر نشر مواطنة تونسية تدوينة على شبكة التواصل المهنية "لينكد إن" أفادت من خلالها بأنه تم "رفض مطلبها للتقدم لوظيفة في شركة أجنبية بفرعها في تونس، لأنها محجبة"، وفق روايتها.

ودونت المراقبة الإدارية طواف الخليفي، على حسابها بـ"لينكد إن": "تعرضت لإهانة كبيرة كامرأة"، وتضيف متحدثة عمّا حصل معها: "أرسلت سيرتي الذاتية للشركة، وبعد 8 دقائق يجيبونني بأنهم لا يشغّلون المحجبات!".

 طواف الخليفي: أرسلت سيرتي الذاتية لشركة، وبعد 8 دقائق يجيبونني بأنهم لا يشغّلون المحجبات.. صدقًا لقد أحسست بإهانة عظيمة في شخصي كامرأة حرة عربية ومسلمة

وتضيف مستنكرة: "في سنة 2022 وفي تونس بلد الحرية وتعدد الثقافات وتقبل الآخر، شركة تميز بين الموظفين على أساس الانتماء والمعتقدات، وليس على أساس المهارات أو المؤهلات.. صدقًا لقد أحسست بإهانة عظيمة في شخصي كامرأة حرة عربية ومسلمة"، وفق تعبيرها.

وسرعان ما أثارت قصة طواف جدلًا واسعًا على السوشال ميديا، وتراوحت ردود فعل النشطاء بين الغضب والاستياء والتنديد بتعدّي الشركة على "حرية اللباس"، وصولًا إلى وصف الشركة بالتعامل بـ"عنصرية"، ومطالبتها بالاعتذار فورًا.

 

 

 


 

وعبّر عديد النشطاء والناشطات عن تضامنهم ودعمهم لطواف الخليفي، فيما قصّت بعض الناشطات أحداثًا مماثلة حصلت معهن في شركات تونسية أو شركات أجنبية لديها فروع في تونس وتم رفضهن من الالتحاق بالعمل بها بدعوى أنّها "لا تقبل محجبات ضمن فرق عملها". 

ناشطة على السوشال ميديا: "لقد حصلت معي حادثة أتعس من حادثة طواف، إذ خلال مقابلة عمل، تم تقديم العقد لي وكان مغريًا للغاية، لكن قيل لي "توقعين العقد إذا نزعت الحجاب"، أي أنه تم ابتزازي!"

ودونت إحدى الناشطات في تعليق على منشور طواف على موقع "لينكد إن": "لقد حصلت معي حادثة أتعس من حادثة طواف، سنة 2019، إذ خلال مقابلة عمل، تم تقديم العقد لي -وكان مغريًا للغاية-، لكن قيل لي 'توقعين العقد إذا نزعت الحجاب'، أي أنه تم ابتزازي"، معقبة: "الله غالب.. تلك هي تونس وأنا شخصيًا تعرضت لمثل هذه الحادثة عديد المرات"، على حد قولها.

 

 

 

وسرعان ما تفاعلت الشركة مع الكم الهائل من التدوينات المستنكرة على منصات التواصل الاجتماعي التي دفعت دفع مدير فرع الشركة بتونس إلى المسارعة بالاعتذار والتأكيد أن من قام بالرد على طواف الخليفي "ليس أحد أعضاء فريق الموارد البشرية بالشركة، وغير مصرح له بالتواصل نيابة عن المجموعة"، وفقه.

مدير الشركة المعنية: هذه الممارسات تتعارض تمامًا مع قيم مجموعتنا وميثاق التوظيف لدينا.. ونقدم خالص اعتذاراتنا لطواف نيابة عن الشركة

وكتب المدير نبيل المصمودي، في تعليق على منشور الخليفي: "نحن نتفهم استيائك من قراءة هذه الرسالة ونقدم لك خالص اعتذاراتنا نيابة عن الشركة"، مؤكدًا: "هذه الممارسات تتعارض تمامًا مع قيم مجموعتنا وميثاق التوظيف لدينا"، على حد قوله.

واستطرد قائلًا: "الشخص الذي رد على الرسالة ليس جزءًا من فريق الموارد البشرية لدينا، وغير مصرح له بالتواصل نيابة عن المجموعة"، مؤكدًا: "عملية التوظيف لدينا تعزز التنوع"، حسب ما دونه. 

وختم المصمودي حديثه بالقول موجهًا كلامه لطواف الخليفي: "يسعدني ويشرفني أن أستقبلك شخصيًا في إطار بحثنا عن المواهب التونسية"، وفق قوله.


 

اقرأ/ي أيضًا:

المنشور 108.. عن انتهاك حرية اللباس في تونس

قصص فتيات قررن نزع الحجاب