12-أبريل-2023
عنف أمني جماهير رياضية

منظمة مناهضة التعذيب: استمرار التغطية على الانتهاكات الأمنية يؤدي إلى تجدّدها

الترا تونس - فريق التحرير

 

أدانت المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب بقوة، وفق بيان نشرته الثلاثاء 11 أفريل/ نيسان 2023، اللجوء المتواصل لقوات الأمن التونسي إلى "العنف المجاني المفرط في التعامل مع الجماهير الرياضية"، مذكّرة بما سبّبه من حدوث "عديد المآسي" وفي مُقدّمتها مقتل الشاب عمر العبيدي، وفقها.

المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب: ندين اللجوء المتواصل لقوات الأمن إلى العنف المجاني المفرط في التعامل مع الجماهير الرياضية

ويأتي بيان المنظمة، بعد ما شهدته القاعة الرياضية بالقرجاني يوم الاثنين 10 أفريل/ نيسان الجاري، خلال مباراة نصف النهائي لكرة السلة بين النادي الإفريقي والنادي الرادسي، من "ارتكاب الوحدات الأمنية أعمال عنف بالغة الخطورة، فقد تعرّض اللاعبون والصحفيون والمواكبون للمقابلة منذ بدايتها للاختناق جراء انسياب الغاز من مُعدّات الأمنيين"، وفقها.

كما تعرّض الجمهور "بصورة مجانية إلى الرشّ المباشر بالغاز المسيل للدموع وإلى الاعتداء والضرب بالهراوات وإلى الدهس جرّاء التدافع إثر سقوط حواجز المدرّجات، وقد أدّى كل ذلك إلى تسجيل إصابات عديدة وحالات هلع واختناق وإغماء. وكان يمكن أنْ ينجرّ عن ذلك سقوط ضحايا بشرية بالنظر إلى أنّ القاعة الرياضية بالقرجاني فضاء مغلق ولا يُوجد بها سوى منفذ وحيد للخروج" حسب المنظمة.

المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب: نطالب بإجراء تحقيق إداري وقضائي مستقل بصفة عاجلة في هذه الأحداث الخطيرة، وبإيقاف المسؤولين عنها من وحدات التدخل عن العمل

واعتبرت المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، أنّ "استمرار التغطية على التجاوزات الأمنية بما يضمن لمرتكبيها الإفلات من المحاسبة والعقاب، يُشكّلُ أهمّ أسباب تجدّد مثل هذه الممارسات الخطيرة المُنتهكة للحرمة الجسدية والأدبية وللكرامة البشرية في الفضاءات العامة وفي مراكز الإيقاف والاحتجاز، والمُخلّفة لأضرار بدنية ونفسية فادحة".

وطالبت المنظمة "بإجراء تحقيق إداري وقضائي مستقل بصفة عاجلة في هذه الأحداث الخطيرة، وبإيقاف المسؤولين عنها من وحدات التدخل عن العمل في انتظار النشر العلني الفوري لنتائج التحقيق وإجراء التتبّعات العدلية المناسبة".  

 

 

وكانت قد شهدت مباراة من البطولة التونسية لكرة السلة بين النادي الإفريقي والنجم الرادسي، مساء الاثنين 10 أفريل/نيسان 2023، حالة من الفوضى والتدافع بين جمهور النادي الإفريقي، وذلك إثر إطلاق قوات أمنية موجودة داخل قاعة القرجاني، أين تدور المباراة، الغاز المسيل للدموع.

يشار إلى أنّ المباراة بين الفريقين قد انطلقت في أجواء عادية وبحضور جماهير الفريقين ولم يتم توضيح سبب إطلاق الغاز المسيل للدموع للمرة الأولى. وإبان ذلك، ومع عودة المباراة، هتف الجمهور بأغان مناهضة للشرطة، التي ردت من جديد بإطلاق الغاز المسيل للدموع، وفي هذه المرة حصلت حالة من التدافع بين جمهور النادي الإفريقي. كما أظهرت صور وتسجيلات فيديو عنفًا من قوات الشرطة ضد الجمهور.

وتوقفت إثر ذلك المباراة كما تحدث بعض المشجعين داخل قاعة القرجاني عن إصابتهم بالاختناق وتمت نجدة البعض عبر سيارات للحماية المدنية.

وإثر نشر بعض الصور والفيديوهات على منصات التواصل والتي أوضحت التدافع بين الجمهور والعنف الأمني ضدهم، عبر نشطاء عن استيائهم واستنكارهم لتواصل هذه الممارسات منذ عقود. ودفعتهم الحادثة لتذكر وفاة مشجع النادي الإفريقي عمر العبيدي منذ سنوات، فيما يلي رصد لهذا الاستنكار: غاز مسيل للدموع وعنف ضد جمهور النادي الإفريقي.. استياء واستنكار واسع في تونس.

وكان النادي الإفريقي، قد أدان الثلاثاء 11 أفريل/نيسان 2023، "بشدة أيّ تعامل من أيّ هيكل أو شخص كان من كان، من شأنه المس من كرامة جماهير النادي أو حرمته الجسدية" معلنًا "مساندته التامة لجماهيره دون قيد أو شرط، وفق تعبيره.

النادي الإفريقي يدين "بشدة أيّ تعامل من أيّ هيكل أو شخص كان من كان، من شأنه المس من كرامة جماهير النادي أو حرمته الجسدية"

وطالب النادي الإفريقي، في بلاغ، السلط العمومية المعنية بفتح بحث تحقيقي فوري في الغرض واتخاذ القرارات الردعية المناسبة ونشرها للعموم، مع حفظ حقه القانوني في اتخاذ الإجراءات المناسبة اللاحقة بعد الاطلاع على نتيجة الأبحاث المجراة في الغرض، وفق تقديره.

ومع تأكيده احترامه لمؤسسات الدولة، دعا النادي الإفريقي الجميع إلى "احترام أسوار النادي وكرامة جمهوره وتمكينه من معاملة إنسانية يُحترم فيها حقه الرياضي والذي لن ندخر قطرة عرق واحدة للذود عنه وعن كرامته"، وفق ذات البلاغ.