17-يناير-2024
مشاركة تونس في منتدى دافوس

اعتبر مختصون في الاقتصاد أنّه لم يقع إيلاء الأهمية اللازمة لمشاركة تونس في منتدى دافوس

الترا تونس - فريق التحرير

 

تتواصل مشاركة وفد تونسي يضمّ كلًّا من رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني ووزيرة المالية وكاتب دولة لدى وزارة الشؤون الخارجية في أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2024" في دورته الـ53 المنعقدة من 16 إلى 20 جانفي/يناير 2024.

اعتبر مختصون في الاقتصاد أنّه لم يقع إيلاء الأهمية اللازمة لمشاركة تونس في منتدى دافوس وأنه لم يقع التحضير لها كما يجب، ورأوْا أن مشاركة تونس لن تضيف شيئًا على الرغم مما من شأنه أن يفتحه هذا المنتدى من آفاق اقتصادية ومالية

وعلّق مختصون في الاقتصاد في تونس على هذه المشاركة وتراوحت ردود الفعل بين من اعتبر أنّه لم يقع إيلاء الأهمية اللازمة لهذه المشاركة ولم يقع التحضير لها كما يجب، ومن يرى أنّ مشاركة تونس، من عدمها، لن تضيف شيئًا، على الرغم من أهمية هذا المنتدى العالمي وما من شأنه أن يفتحه من آفاق على الصعيدين الاقتصادي والمالي.

 

  • آرام بلحاج: منتدى دافوس فرصة لتعبئة الموارد لكن تونس لم تتهيأ له كما يجب

واعتبر المختص في الاقتصاد آرام بلحاج، في تعليقه على الوفد التونسي المشارك في منتدى دافوس، أنه لم يقع التحضير لها كما يجب، حسب رأيه.

وأضاف، في مداخلة له على إذاعة "إكسبرس" (محلية)، أنّ "الوضعية الراهنة التي تعيشها تونس تقتضي أن يتمّ التحضير كما يجب لمثل هذه الملتقيات والقمم"، معقبًا القول: "تونس محتاجة لتعبئة الموارد المالية لدعم الميزانية وإلى استثمارات كبيرة، وليست هناك فرصة لذلك مثل منتدى دافوس الذي يمثل مناسبة لإقناع الشركاء الماليين والمستثمرين بالوجهة التونسية"، حسب تقديره.

آرام بلحاج: الوضعية الراهنة التي تعيشها تونس تقتضي أن يتمّ التحضير كما يجب لمثل هذه الملتقيات والقمم فتونس محتاجة لتعبئة الموارد المالية ولاستثمارات كبيرة وليست هناك فرصة لذلك مثل منتدى دافوس

وأردف بلحاج: "كنا نتوقّع أن يكون التحضير لهذا المنتدى كبيرًا وأن تكون مشاركة تونس من الحجم الثقيل ويتم التسويق لها كما يجب، لكنه لم يرافق رئيس الحكومة إلا وزيرة المالية وكاتب الدولة للشؤون الخارجية".

وانتقد المختص في الاقتصاد غياب محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي عن الوفد التونسي المشارك في منتدى دافوس، مصرحًا: "في السابق تعودنا أن يكون محافظ البنك المركزي موجودًا ضمن الوفد الرسمي المشارك في مثل هذه المنتديات واللقاءات، وبالتالي فإنّ غيابه يطرح عديد التساؤلات".

وعقّب قائلًا: غياب محافظ البنك المركزي قد يكون رسالة بأنّه سيسلّم العهدة قريبًا ويغادر البنك، وهي رسالة سلبية وقد تدفعنا إلى القول إن علاقة الفتور بين تونس وصندوق النقد الدولي تتجه نحو مزيد التعقيد"، حسب تصوره.

آرام بلحاج: كنا نتوقّع أن يكون التحضير لهذا المنتدى كبيرًا وأن تكون مشاركة تونس من الحجم الثقيل ويتم التسويق لها كما يجب لكن ذلك لم يحصل

وقد دوّن آرام بلحاج في هذا الصدد: "غياب محافظ البنك المركزي ضمن الوفد المرافق لرئيس الحكومة الذي يشارك في أشغال منتدى دافوس 2024 يبعث بالعديد من الرسائل الداخلية والخارجية. أهم رسالة للداخل هي التوجه نحو تعويض مروان العباسي إبان انتهاء ولايته في الشهر المقبل، أمّا أهم رسالة للخارج فهي التوجه نحو فك الارتباط نهائيًا بصندوق النقد الدولي".

وخلص إلى أنه "سيكون لهاتين الرسالتين تداعيات جد سلبية على الإقتصاد التونسي"، على حد تقديراته.

 

صورة

 

وبخصوص اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة أحمد الحشاني بمديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا،على هامش أشغال منتدى دافوس، قال آرام بلحاج: "صحيح أن أحمد الحشاني التقى بمديرة صندوق النقد الدولي، لكنه لا يعدو أن يكون لقاءً بروتوكوليًا بحتًا والمحادثات الحاصلة هي محادثات دبلوماسية لا غير"، وفق تصوره.

وتابع قائلًا: "البلاغ الصادر عن رئاسة الحكومة بخصوص هذا اللقاء لم يؤشّر إلى أنّ العلاقات عادت إلى سابق عهدها أو أنّ تونس ماضية قدمًا في برنامج الإصلاحات الذي بموجبه تم الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد، ولم يُذكر فيه مثلًا أن تونس ستعود لطاولة المفاوضات مع الصندوق أو أنها ستستقبل في القريب وفدًا منه في علاقة بالمادة الرابعة أو النقاط الخلافية الموجودة بين تونس وصندوق النقد"، معقبًا: "في الخلاصة ليس هناك أي إشارة إلى أنّ هناك مسائل ستتغيّر في هذا الصدد".

آرام بلحاج: لقاء رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني بمديرة صندوق النقد الدولي على هامش أشغال منتدى دافوس هو لقاء بروتوكولي بحت وليس هناك أيّ جديد في علاقة بمفاوضات تونس مع الصندوق

ويرى المختص في الشأن الاقتصادي أنّ "أول خطوة للتدارك هي الإعلان عن برمجة موعد لزيارة وفد من الصندوق في مسعى للخروج من التصنيف الأخير في القائمة السلبية في علاقة بالمادة الرابعة للمؤسسة الدولية المانحة".

وكان صندوق النقد الدولي قد أدرج، في جانفي/يناير 2024، تونس ضمن "القائمة السلبية" للصندوق، وهي قائمة الدول الأعضاء التي تأخّرت مشاوراتها بموجب المادة الرابعة المتعلّقة بمراجعة الأداء الاقتصادي لمدة تجاوزت الـ18 شهرًا، بالإضافة إلى الفترة العادية الممنوحة وهي 15 شهرًا، اعتبارًا من تاريخ 15 ديسمبر/كانون الأول 2023.

 

رضا الشكندالي: "دون إصلاحات ذهابنا إلى منتدى دافوس كبقائنا في تونس لن يغيّر شيئًا"

ومن جانبه، قال المختص في الاقتصاد رضا الشكندالي، الثلاثاء 16 جانفي/يناير 2024، إنّه "دون إصلاحات عميقة لمناخ الأعمال، ذهابنا إلى منتدى دافوس كبقائنا في تونس، فهو لن يغيّر في الأمر شيئًا"، حسب رأيه.

رضا الشكندالي: دون إصلاحات عميقة لمناخ الأعمال، ذهابنا إلى منتدى دافوس كبقائنا في تونس، فهو لن يغيّر في الأمر شيئًا

وأضاف، في تدوينة على حسابه بفيسبوك، "التقرير الهام الذي أصدره منتدى دافوس لسنة 2024، والذي هو محور النقاش في هذه الدورة التي انطلقت بمشاركة الوفد التونسي حدد لتونس في سنة 2024 خمس مخاطر هامة جدًا وجب التركيز عليها ومناقشة الحلول التي يمكن أن تحد منها وهي:

  • الانكماش الاقتصادي وما له من تداعيات على القدرة على خلق موارد الرزق
  • تنامي الدين العمومي وتأثيره على ديمومة المالية العمومية
  • النقص الكبير في إمدادات المياه وتداعياته على الأمن الغذائي
  • هشاشة الدولة وعدم القدرة على الحد من تنامي التجارة الموازية 
  • التضخم المالي وتأثيره على تراجع المقدرة الشرائية

وتابع قائلًا: "التركيز على لقاءات رئيس الحكومة مع مديرة صندوق النقد الدولي أو مع رؤساء الدول والحكومات لا معنى له، فهذا المنتدى ليس مسرحًا للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي أو فرصة لجمع التمويلات اللازمة لسد الثغرة المالية لميزانية الدولة لسنة 2024، بل هو فرصة لتقديم تونس كمناخ أعمال ملائم لجلب المستثمرين الأجانب"،  حسب تقديره.

رضا الشكندالي: الدول والحكومات التي تعرف جيدًا قيمة هذا المنتدى تهيّئ نفسها قبل عام كامل لهذا الحدث العالمي وذلك بالقيام بالإصلاحات اللازمة لمناخ الأعمال حتى يكون جالبًا للاستثمار الأجنبي

واستدرك القول: "لكن بترتيب مخجل في التنافسية لمنتدى دافوس والذي تفهقر أكثر من 55 مرتبة بعد الثورة، لا يمكن إقناع المستثمرين المتواجدين بكثرة في هذا المنتدى"، معقبًا: "الدول والحكومات التي تعرف جيدًا قيمة هذا المنتدى تهيّئ نفسها قبل عام كامل لهذا الحدث العالمي وذلك بالقيام بالإصلاحات اللازمة لمناخ الأعمال حتى يكون جالبًا للاستثمار الأجنبي". 

وأردف الشكندالي: "بدون إصلاحات عميقة لمناخ الأعمال، ذهابنا إلى منتدى دافوس كبقائنا في تونس، فهو لن يغيّر في الأمر شيئًا. على الأقل نركّز على هذه المخاطر التي ذكرت في التقرير حتى نتمكّن من الحدّ من خطورتها على اقتصادنا"، وفق ما ورد في نص التدوينة.

 

صورة

 

وكانت رئاسة الحكومة التونسية قد ذكرت، في بلاغ لها، أن رئيس الحكومة أحمد الحشاني كانت له، على هامش أشغال منتدى دافوس، جملة من اللقاءات بكبار مسؤولي الدول والمؤسسات الدولية والإقليمية.

وذكرت، في بلاغ لها، أنه أجرى محادثة مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، حيث تم التطرق إلى مسار التعاون المالي والفني مع الصندوق، وفق نص البلاغ.

 

 

وتشارك الحكومة التونسية في أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2024" الذي ينعقد من 16 إلى 20 جانفي/يناير 2024، بوفد يضم رئيس الحكومة أحمد الحشاني ووزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية منير بن رجيبة، وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الحكومة.