الترا تونس - فريق التحرير
قررت كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، الأربعاء 12 أفريل/نيسان 2023، التراجع عن إسناد العميد السابق للكلية الحبيب الكزدغلي صفة "أستاذ متميز"، وذلك على خلفية ورود اسمه ضمن الجامعيين التونسيين المشاركين في ندوة بحضور جامعات إسرائيلية.
كلية منوبة تستنكر إقدام الجامعي الحبيب الكزدغلي على انتحال صفة "عميد فخري" للكلية على خلفية ورود اسمه ضمن جامعيين مشاركين في ندوة بحضور أساتذة إسرائيليين
كما عبرت، في بيان صادر عن مجلسها العلمي المنعقد بصفة استثنائية، عن استنكارها إقدام الأستاذ الحبيب الكزدغلي على انتحال صفة "عميد فخري" للكلية، الواردة في برنامج الملتقى"، مطالبة بفتح تحقيق في الغرض، مع الاحتفاظ بحقها كاملًا في "تتبعه قضائيًا".
وجددت الكلية رفضها القاطع لـ"كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومؤسساته الأكاديمية"، مؤكدة أنّ لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالملتقى المزمع تنظيمه، منددة بشدة بالزج باسمها فيه.
كلية منوبة تطالب بفتح تحقيق ضد الحبيب الكزدغلي وتؤكد احتفاظها بحقها في تتبعه قضائيًا إثر ورود اسمه كمشارك بصفته "عميدًا فخريًا" للكلية في ندوة بحضور إسرائيليين
ودعت كلية منوبة، في ذات الصدد، جميع المنتسبين إلى الكلّية من أساتذة وباحثين شبان إلى "عدم التورط في المشاركة في مثل هذه الندوات محليًا ودوليًا"، مجددة تأكيد أن الحريات الأكاديمية مضمونة ومُصانة بها.
في المقابل، عبّر الجامعي الحبيب الكزدغلي، صباح الخميس 13 أفريل/نيسان 2023، عن استغرابه من اتخاذ المجلس العلمي لجامعة منوبة هذا القرار دون دعوته للحديث معه والاستفسار منه، معتبرًا أنه قرار اتُّخذ دون أي حكمة أو إعمال عقل، حسب تقديره.
وأضاف، في مداخلة له على إذاعة "شمس أف أم" (محلية)، أن "البلاد أصبح يحكمها فيسبوك، وفيسبوك يثير الفتنة"، معتبرًا أن هناك "حملة ضده تقوم الضغط وإثارة قضايا مفتعلة في تسييس غير مسبوق للجامعة"، وفق تصوره.
الجامعي الحبيب الكزدغلي يعبر عن استغرابه من اتخاذ قرار بالتراجع عن إسناده صفة "أستاذ متميز" ويعتبر أن هناك "حملة مفتعلة ضده" معلقًا "البلاد أصبح يحكمها فيسبوك"
ويأتي قرار كلّية منوبة على خلفية ورود اسمع الأستاذ الحبيب الكزدغلي ضمن عدد من الجامعيين التونسيين المزمع مشاركتهم في ندوة من تنظيم جمعية يهود تونس بالتعاون مع جامعات إسرائيلية وبمشاركة عدد من الأساتذة من الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت جمعية يهود تونس قد دعت، في بيان أصدرته بتاريخ 10 مارس/آذار 2023 اطّلع عليه "الترا تونس"، إلى ندوة دولية موضوعها "اليهود والقانون في تونس من الحماية إلى الاستقلال (1881-1956) - بين التقدم التاريخي والمرونة الدينية" تنظمها بباريس من 16 إلى 18 أفريل/نيسان الجاري، بالشراكة مع المركز الفرنسي لليهود التونسية، وبالتعاون مع عدد من المراكز من بينها "مكتبة التحالف الإسرائيلي العالمي (AIU)".
وأشارت المنظمة إلى أنه سيتم تنظيم هذه الندوة من قبل اللجنة التوجيهية المكونة من عدد من الأساتذة من بينهم الجامعي والعميد السابق لكلّية منوبة بتونس الحبيب الكزدغلي.
وقد أثار ذلك استياءً واسعًا في تونس على اعتبار أن الندوة بالشراكة مع جامعات إسرائيلية وعدد من الأساتذة الإسرائيليين والداعمين للاحتلال الإسرائيلي واعتبر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي ذلك بمثابة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وعبرت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، الثلاثاء 11 أفريل/نيسان 2023، عن رفضها أن يقع إدراج أسماء باحثين وباحثات من تونس مقرونة باسم مؤسساتهم الجامعية التونسية إلى جانب أسماء باحثين منتمين إلى جامعات من دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكّرت، في بيان لها، بأنّ "الحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل تؤكد رفض إقامة أيّ علاقات أكاديمية من أي نوع بين مؤسّساتنا الجامعية ومؤسّسات إسرائيلية جامعات كانت أو كليات أو هياكل بحث"، داعية الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى الالتزام بهذا المبدأ.
أثار ورود أسماء جامعيين تونسيين ضمن المشاركين في ندوة من تنظيم جمعية يهود تونس بالتعاون مع جامعات إسرائيلية وبحضور جامعيين من الاحتلال الإسرائيلي استياءً واسعًا في تونس
كما أكدت نقابة التعليم العالي أن مناهضة التطبيع ثابتة من ثوابتها ومن ثوابت الاتحاد العام التونسي للشغل، داعية الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى "مزيد الاحتياط والتثبت قبل المشاركة في مثل هذه الملتقيات الدولية حتى لا يقعوا في مغبة التطبيع الأكاديمي"، وفق ما جاء في نص البيان.
بدورها، عبرت جامعة منوبة (وهي إحدى الجامعات التي أُعلن عن مشاركتها في الندوة ممثلة في أحد الجامعيين)، الثلاثاء 11 أفريل/نيسان 2023، عن استغرابها مما اعتبرته "سعيًا ماكرًا للتطبيع"، مشجبة ذلك ومستنكرة بأشدّ درجات الاستنكار تسجيل صفة "الانتساب إليها" في البرنامج، إلى جانب مشاركين من جامعات إسرائيلية.
كما أدانت وأحزاب تونسية ونشطاء مشاركة عدد من الجامعيين التونسيين في ندوة إلى جانب آخرين من الكيان الإسرائيلي، في الوقت الذي تتزايد فيه الأعمال الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني ومقدساته بعد إقدام قوات العدو الصهيوني على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه واعتقال المئات منهم.
وحمّلت الجهات الرسمية التونسية وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي "مسؤولية التصدي والرد على هذه الجريمة في حق تونس وشعبها"، معتبرة صمتها قبولًا ضمنيًا ومشاركة صريحة في جريمة التطبيع. تجدون أكثر تفاصيل عن ذلك في المادتين التاليتين:
- أحزاب تونسية تدين مشاركة جامعيين تونسيين في ندوة بالشراكة مع جامعات إسرائيلية
- مشاركة مفترضة لجامعيين تونسيين في ندوة بتأثيث كليات إسرائيلية تثير استياء بتونس