26-أكتوبر-2022
جرجيس هجرة غير نظامية

بلغ عدد المفقودين 11 شخصًا بعد العثور على 7 أشخاص تم دفنهم (فتحي نصري/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

بعد جلسة استماع أولى شملت عائلات الضحايا الذين تم تحديد هويتهم ودفنهم، ومسؤولين محليين بجرجيس، تحول صباح الثلاثاء 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عدد من عائلات مفقودي حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية بجرجيس إلى المحكمة الابتدائية بمدنين في إطار جلسة استماع ثانية.

الاستماع إلى عدد من عائلات مفقودي حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية بجرجيس بالمحكمة الابتدائية بمدنين، في جلسة ثانية

وقد رافق عدد من مكونات المجتمع المدني وهيئة الدفاع عن ضحايا فاجعة جرجيس التي تطوع لها محامون من أبناء المنطقة، عائلات المفقودين الذين يبلغ عددهم 11 شخصًا بعد العثور على 7 أشخاص تم دفنهم، وفق ما نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية).

وسبق أن أعلنت هيئة الدفاع أنها ستعرض على عائلات المفقودين الذين وقع الاستماع إليهم اليوم من قبل قاضي التحقيق المتعهد بالقضية، صور الجثث التي تم إخراجها من مقبرة حدائق إفريقيا يوم السبت 22 من الشهر الجاري، لإمكانية التعرف على عدد منها إذا حافظت على ملامحها أو ملابسها.

وكان قد عقد قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بمدنين، جلسة أولى مع عائلات الضحايا وعدد من المسؤولين، ثم توجه إلى مقبرة حدائق إفريقيا وفتح عددًا من القبور لإخراج جثث منها ورفع عينات لها للتحليل.

قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بمدنين، عقد جلسة أولى مع عائلات الضحايا وتوجه إلى "مقبرة الغرباء" وفتح عددًا من القبور لإخراج جثث منها

يشار إلى أنّ الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية ومساعد وكيل الجمهورية بمدنين، عرفات المبسوط، قد صرّح بأنّ قاضي التحقيق الأول بالمحكمة، المتعهد بملف حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية بسواحل جرجيس، قرّر غلق مقبرة ''حديقة إفريقيا'' التي تعرف بـ"مقبرة الغرباء"، مع تواصل عملية تأمينها وذلك إلى غاية إتمام إجراءات البحث والتساخير المتعلقة بالقضية للوقوف على ظروف وملابسات الحادثة وأي إخلالات رافقتها.

وكان متساكنو جرجيس قد نفذوا عدة تحركات احتجاجية، إثر فقدان 18 من أبنائهم بعد غرق قارب للهجرة غير النظامية والتفطن لدفن جثامين عدد منهم في مقبرة "الغرباء" دون إجراء تحاليل جينية لها، لعلّ آخرها كان الإضراب العام بمعتمدية جرجيس في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري الذي كان قد دعا إليه الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس، والذي تخللته مسيرة حاشدة للمتساكنين.

 

 

ومن بين المطالب التي تم رفعها في الإضراب "فتح بحث فوري في ملابسات انتشال الجثث وطريقة دفنها وتحميل المسؤولية لكل من تورط من قريب أو من بعيد في هذه العملية"، و"إجراء تحاليل جينية لكل الجثث التي لفظها البحر بسواحل جرجيس الشرقية وتم دفنها بعد وقوع الكارثة"، وفق ما جاء في برقية الإضراب.

يذكر أن جرجيس تعيش منذ شهر على وقع فاجعة انطلقت بانقطاع سبل التواصل منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي مع مهاجرين كانوا قد غادروا سواحل جرجيس في إحدى رحلات الهجرة غير النظامية، وتم بعد أكثر من أسبوعين العثور على بعض الجثث بعد عمليات تمشيط بحرية وبرّية قام بها أهالي الجهة، الذين يشتكون عدم تعاون السلطات.