الترا تونس - فريق التحرير
قال المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الاثنين 6 ماي/أيار 2024، إنّ الحراك الاحتجاجي في تونس شهد ارتفاعًا خلال شهر أفريل/نيسان بما يقارب 9%.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: الحراك الاحتجاجي في تونس شهد ارتفاعًا خلال شهر أفريل بما يقارب 9% إذ تم تسجيل 195 تحركًا مقابل 179 تحركًا خلال شهر مارس
وأفاد، في تقريره الاجتماعي لشهر أفريل/نيسان 2024، بأنّه رصد 195 تحركًا مقابل 179 تحركًا خلال شهر مارس/آذار.
-
المطالب الشغيلة تتصدر المشهد الاحتجاجي
وأكد المنتدى أنّ "المطالب الشغلية، والتي تعلقت بتسوية وضعية المعلمين والأساتذة النواب وصرف مستحقاتهم وحقوق موظفين والحق في العمل، عادت لتتصدر المشهد الاحتجاجي حتى أنّها شكلت نصف التحركات الاجتماعية المسجلة تقريبًا"، وفقه.
وذكر أن الحراك الاحتجاجي خلال شهر أفريل/نيسان المنقضي شمل مطالب تعلقت بانقطاعات مياه الشرب ومشكل الجفاف الذي أضر بقطاع الفلاحة وجعل المزارعين يحتجون للمطالبة بحقهم في مياه الري.
كما أشار إلى أنه على الرغم من أنّ السنة الدراسية شارفت على نهايتها فقد تواصلت تحركات أولياء وتلاميذ من أجل توفير معلمين أو أساتذة أو ضمان نقل دوري لأبنائهم يضمن حقهم في التحصيل العلمي، حسب ما جاء في نص التقرير.
-
التوزيع الجغرافي للاحتجاجات
وتحافظ ولاية قفصة للشهر الرابع على التوالي على الطليعة ضمن خارطة ترتيب الولايات الأكثر احتجاجًا بـ58 تحركًا اجتماعيًا اتصل أكثر من 65% منها بالحق في الشغل، وفق المنتدى.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: حافظت ولاية قفصة للشهر الرابع على التوالي على الطليعة ضمن خارطة ترتيب الولايات الأكثر احتجاجًا بـ58 تحركًا اجتماعيًا اتصل أكثر من 65% منها بالحق في الشغل
وتليها في الترتيب تونس العاصمة بـ39 تحركًا، فولاية نابل بـ 19 تحركًا، فولاية القيروان التي عرفت 14 تحركًا، وتأتي جندوبة بعدها بـ12 تحركًا نفذت أغلبها من قبل فلاحي الجهة الذين نظموا سلسلة من التحركات في علاقة بمياه الري.
-
أشكال الاحتجاجات
واتجه الفاعلون الاجتماعيون إلى الاعتصام كشكل احتجاجي رئيسي خلال شهر أفريل/نيسان إذ تم اعتماده في 72 تحركًا من جملة الـ 195 التي عرفها الشهر. بما يؤشر له الاعتصام من نفاذ صبر وطول انتظار في صفوف المحتجين. نفذ أغلبه في أماكن العمل، كما أن أغلبها كانت مواصلة لتحركات الأشهر الماضية مثل اعتصام طالبي الشغل بقفصة.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: اتجه الفاعلون الاجتماعيون إلى الاعتصام كشكل احتجاجي رئيسي خلال شهر أفريل إذ تم اعتماده في 72 تحركًا من جملة الـ 195 التي عرفها شهر أفريل
وبرز المواطنون ضمن أكثر الفاعلين احتجاجًا حيث توزعت تحركاتهم على جميع الولايات دون استثناء، واتصلت بمطالب الولوج إلى حقوق أساسية أو بخدمات أساسية تشهد نقصًا أو غيابًا تامًا، وفق ما جاء في التقرير.
وعبر المحتجون عن غضبهم من تردي الأوضاع المعيشية في البلاد، وصعوبة ولوجهم لخدمات الصحة والنقل والتعليم، وبعثوا بنداءات استغاثة من أجل تحسين البنية التحتية ووضع حد للمشاكل البيئية التي تعيشها جهاتهم من تكدس للنفايات ومشكل الصرف الصحي.
وشكلت أزمة العطش والانقطاعات المتكررة لمياه الشرب عنوانًا رئيسًا لجملة من التحركات المواطنية من وقفات احتجاجية وقطع طريق واحتقان وغضب. خاصة أن غالبيتها لا يتم الإعلان عنه مسبقًا من الشركة الوطنية لتوزيع واستغلال المياه ويمتد في الكثير من الأحيان لأكثر من يوم.
والتجأ الفاعلون الاجتماعيون لأساليب مختلفة للتعبير عن غضبهم، وتعتبر الوقفات الاحتجاجية أكثر الأشكال المعتمدة من قبلهم حيث تم رصد 39 وقفة احتجاجية في شهر أفريل/نيسان المنقضي.
ويتجه التونسيون تدريجيًا نحو اعتماد وسائل احتجاج غير مباشرة كآلية لإيصال أصواتهم ومطالبهم، أين توزعت مسارات الاحتجاج المواطنية في 42 احتجاجًا بين العرائض والبيانات المنددة ونداءات الاستغاثة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: أزمة العطش والانقطاعات المتكررة لمياه الشرب شكلت عنوانًا رئيسًا لجملة من التحركات المواطنية من وقفات احتجاجية وقطع طريق واحتقان وغضب
ويرى المنتدى أنّ هذه الآلية "بقدر ما تبرز مدى قدرة الفاعلين الاجتماعيين على خلق أطر وأساليب احتجاجية جديدة، فهي تترجم مدى تمسكهم بحقهم في التحرك والاحتجاج بعد أن ضاق الفضاء العام بهم".
وشهدت أطر الاحتجاج تنوعًا بين الميداني والرقمي، حيث احتلت مقرات العمل الصدارة ضمن أكثر الفضاءات التى عرفت تحركات احتجاجية. تأتي بعدها وسائل الإعلام في المرتبة الثانية إما عبر الشكاوى التي ترد على مختلف المنصات أو عبر نداءات الاستغاثة التي تدعو المسؤولين إلى التدخل. في سعي واضح من الفاعلين إلى خلق مساحات جديدة للتظاهر والتعبير عن عدم الرضا بالأوضاع.
وعلى غرار الأشهر السابقة، طغت الاحتجاجات المنظمة على مجموع التحركات الاجتماعية المسجلة خلال شهر أفريل/نيسان أين مثلت 83% منها. وخضعت معظم التحركات إلى تنسيق مسبق وتم الإعلان عن العديد منها قبل أيام.
وشهد شهر أفريل/نيسان مشاركة واسعة للذكور والإناث على حدٍّ سواء. وجاءت غالبية التحركات في شكلها المختلط أين مثلت 133 تحركًا، وهو ما يشكل ثلاثة أرباع الاحتجاجات المسجلة على امتداد الشهر. فيما تم تنفيذ ما يقارب 59 تحركًا بمشاركة ذكورية فقط، مقابل 3 احتجاجات فقط نسوية وتعلقت أساسًا بالتنديد بالعنف المسلط على المرأة.
-
تضاعف حالات ومحاولات الانتحار
وقال منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية إنّ الارتفاع المسجل في نسق الاحتجاج خلال شهر أفريل/نيسان لم يقتصر على التحركات الاجتماعية فقط، بل شمل أيضًا ظاهرة الانتحار ومحاولة الانتحار، مفيدًا بأنّه تم رصد 20 حالة انتحار ومحاولة انتحار، أي نحو ضعف ما تم رصده خلال شهر مارس/آذار الذي عرف 9 حالات انتحار ومحاولة انتحار.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: تسجيل 20 حالة انتحار ومحاولة انتحار في شهر أفريل المنقضي أي نحو ضعف ما تم رصده خلال شهر مارس الذي عرف 9 حالات انتحار ومحاولة انتحار
وأشار المنتدى إلى أنّ الحالات المرصودة تمسّ فئة النشطاء أساسًا فمثّل الشباب تقريبًا، إذ تم توثيق 9 حالات انتحار في صفوفهم، تليهم في ذلك فئة الكهول بـ 8 حالات، وحالتين في صفوف الشيوخ وحالة في صفوف الأطفال.
وقد أدت أغلب الحالات المسجلة، وفق المنتدى، إلى وفاة المنتحرين الذين كان أغلبهم من الذكور الذين مثّلوا ثلاثة أرباع مجموع من أقدموا على فعل الانتحار أو محاولة الانتحار في مقابل ثلث إناث.
-
نسق متصاعد للعنف
وعلى صعيد آخر، ذكر منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ العنف حافظ خلال شهر أفريل/نيسان على نسقه المتصاعد، واتخذ أشكالًا متنوعة ومختلفة، مشيرًا إلى أنه تم تسجيل "اعتداءات على موظفين، واعتداءات جنسية، وعمليات سرقة وبراكاجات وعنف مادي ومعنوي، استهدف بمرتبة أولى الفئات الأكثر هشاشة من أطفال ونساء وكبار السن ومهاجرين وذوي إعاقة.
وأضافت المنظمة الحقوقية أنّ شهر أفريل شهد حالة تقتيل جديدة أقدم خلالها زوج على قتل طليقته وأمها وخالها.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: العنف في الفضاء المدرسي عاد ليحتلّ مراتب متقدمة ضمن منسوب العنف المسجل خلال شهر أفريل إذ شكّل ثلث العنف المسجل تقريبًا
كما لفت المنتدى إلى أنّ العنف في الفضاء المدرسي عاد ليحتلّ مراتب متقدمة ضمن منسوب العنف المسجل خلال شهر أفريل/نيسان، إذ شكّل ثلث العنف المسجل تقريبًا وعرفت معه المؤسسات التربوية أحداث عنف مادي ولفظي كان أبطالها مربّون ومعلّمون وأساتذة وأولياء وتلاميذ.
وذكر في هذا الصدد أنّ العنف المدرسي مثّل في الكثير من الحالات منطلقًا لوقفات احتجاجية وتنديد وغضب تمت خلالها الدعوة إلى إيجاد حلول جذرية لها نظرًا لما تحمله من خطورة على التلاميذ والفضاء المدرسي والمجتمع بصفة عامة.
