الترا تونس - فريق التحرير
تعيش مدينة جرجيس، الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على وقع إضراب عام كان قد أقرّه الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس بالتنسيق مع جمعية البحار واتحاد الفلاحين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.
ويأتي هذا الإضراب على خلفية الفاجعة التي عرفتها الجهة والمتمثلة في انقطاع كلّ سبل التواصل مع مهاجرين كانوا قد غادروا سواحل جرجيس في إحدى رحلات الهجرة غير النظامية، والعثور على بعض الجثث بعد عمليات تمشيط بحرية وبرّية قام بها أهالي الجهة، الذين يشتكون عدم تعاون السلطات.
كاتب عام اتحاد الشغل بجرجيس: الإضراب العام انطلق على الساعة منتصف الليل وهو ناجح 100% وهناك شلل كلي في كافة المرافق والمؤسسات الخاصة والعامة باستثناء الإسعاف والصيدليات
وأكد كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بجرجيس الهادي الحميدي، صباح الثلاثاء، أن الإضراب العام الذي انطلق على الساعة منتصف الليل ناجح 100% إلى حد الآن، معتبرًا أنه إضراب تاريخي وغير مسبوق، وفق تقديره.
وأشار، في مداخلة له على إذاعة "إكسبرس أف أم"، إلى أن نسبة الاستجابة للإضراب غير مسبوقة في تاريخ جرجيس، مؤكدًا أن هناك شللًا كليًا في كافة المرافق والمؤسسات الخاصة والعامة، باستثناء بعض القطاعات الحيوية على غرار الإسعاف والصيدليات.
واعتبر الهادي الحميدي أن "حجم الألم بجرجيس هو الذي خلق هذا الكمّ من التضامن والاستجابة للإضراب"، حسب رأيه.
كاتب عام اتحاد الشغل بجرجيس: ما نطلبه هو كشف الحقيقة كاملة ونريد معرفة من أصدر أوامر دفن المهاجرين ومن أخرج إشاعة وجودهم في ليبيا بينما وقع دفنهم في جرجيس
وذكر كاتب عام الاتحاد المحلي للشغل أن متساكني جرجيس لا يطلبون إلا كشف الحقيقة كاملة، مردفًا: "نريد أن نعرف من أصدر أوامر دفن المهاجرين؟ ومن أخرج إشاعة وجودهم في ليبيا بينما وقع دفنهم في جرجيس؟ من وراء هذه العملية ومن يحركها؟ وهل هي عملية مقصودة أم ناتجة عن إهمال؟".
وتابع: كما نطالب أيضًا بالبحث عن بقية المفقودين، سواء في المستشفيات أو المقابر أو على الشواطئ، حتى يتمكن أهاليهم من دفنهم، وفق تصريحه.
يذكر أن الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس كان قد أقرّ إضرابًا عامًا الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، ومن بين المطالب التي رفعها الاتحاد المحلي للشغل "فتح بحث فوري في ملابسات انتشال الجثث وطريقة دفنها وتحميل المسؤولية لكل من تورط من قريب أو من بعيد في هذه العملية"، و "إجراء تحاليل جينية لكل الجثث التي لفظها البحر بسواحل جرجيس الشرقية وتم دفنها بعد وقوع الكارثة"، وفق ما جاء في برقية الإضراب.
