الترا تونس - فريق التحرير
أكد أمين عام حزب العمال حمة الهمامي، الأربعاء 1 مارس/ آذار 2023، أنّ تونس حاليًا تعيش "ذروة الثورة المضادة، التي ستذهب في تصفية المكاسب الديمقراطية بعد 11 سنة من الثورة التونسية" وفق قوله.
حمة الهمامي: الحملة ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء هي تعمّد لخلق أعداء داخليين وخارجيين عبر اللعب على العقول، وذلك للتغطية على الأزمة السياسية
وتابع الهمامي في تصريحه لإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية)، بقوله إنّ "هذه الحريات جاءت بها الثورة وكفاح التونسيين على مدى عقود سابقة، وكانت الثورة التونسية تتويجًا لكلّ ذلك.. لكن قيس سعيّد جاء في ظرف غدت فيه فئات واسعة من الشعب التونسي منهكة بسبب مطالب لم يقع تحقيقها، فاستغل الظرف باعتباره شعبويًا" وفق وصفه.
وقال حمه الهمامي: "أراد سعيّد إرساء حكم فردي مطلق، قابله قانون مالية فرض سياسة تقشف على الشعب ستزيد في تدميره"، معتبرًا أنّ "تونس أصبحت بلا عقل، وأصبحت تحكمها الغرائزية"، متسائلًا: "ما علاقة سعيّد بالثورة؟ لقد كان مقرّبًا من السلطة، ولم تكن له أي علاقة بحركة حقوقية أو ثورية، وشعبيته اليوم تتناقص" وفقه.
حمة الهمامي: ما علاقة سعيّد بالثورة؟ لقد كان مقرّبًا من السلطة، ولم تكن له أي علاقة بحركة حقوقية أو ثورية، وشعبيته اليوم تتناقص
واعتبر الهمامي أنّ "الشعبوية انتقائية في شعاراتها، وهي تعمد إلى خلق أعداء داخليين وخارجيين عبر اللعب على العقول، مثل فكرة الاستيطان وتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس، وذلك للتغطية على الأزمة السياسية، ويجب أن نتذكّر أنّ هناك تونسيين في أوروبا وفي بلدان أخرى، لا نرضى بأن تتم معاملتهم بهذه الطريقة"، مضيفًا: "أشعر بالخزي والعار مما يحدث" في إشارة إلى حوادث الاعتداء على المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء.
وقال الهمامي: "ليس أسهل من تهمة (التآمر على أمن الدولة)، لكنّها مضحكة هذه المرة، خاصة وأنّ الملفات فضيحة، وفارغة"، مستنكرًا "ألا تتكلم الدولة بوزاراتها وهياكلها الرسمية، وتترك المأجورين يتكلمون باسم الدولة"، قائلًا: "سعيّد يخاف من معارضيه السياسيين لأنّ الشعبوية ترفض رفضًا قطعيًا وجود معارضة، وهو يصفهم بالإرهابيين والمتآمرين والفاسدين، والأدهى تصريحه مؤخرًا بأنّ من يبرّئهم فهو شريك لهم، ماذا بقي لباحث البداية؟" وفقه.
حمة الهمامي: سعيّد يخاف من معارضيه السياسيين لأنّ الشعبوية ترفض رفضًا قطعيًا وجود معارضة
وتحدّث الهمامي عن أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل يتعرض إلى شيطنة لأنه يملك مبادرة، فسعيّد غير قابل فكرة الأجسام الوسيطة وكل من لديه مبادرة، خاصة وأنّ المعارضة كانت تشتغل على فكرة التوحيد ، وفق وصفه.
يُذكر أن السلطات في تونس انطلقت في 11 فيفري/ شباط الماضي في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد.
ومن المعتقلين، سياسيون وصحفيون ونشطاء وقضاة ورجال أعمال، ويتهمهم الرئيس التونسي بـ"التآمر ضد أمن الدولة والوقوف وراء ارتفاع الأسعار واحتكار السلع"، وفقه.
في المقابل، أثارت موجة الاعتقالات والمداهمات تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا، لإخلالات في الإجراءات ولما أكده محامون من غياب للأدلة.
