28-فبراير-2023
مهاجرين إفريقيا

جبهة مناهضة الفاشية: نطالب مجددًا بالسحب الفوري للبلاغ الرئاسي ضد المهاجرين والاعتذار العلني عنه (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أصدرت جبهة مناهضة الفاشية، الثلاثاء 28 فيفري/ شباط 2023، بيانًا استنكرت فيه "تمادي الرئيس قيس سعيّد في تبرير خطابه وسياساته العنصريّة، عبر حجج واهية ومضلّلة من قبيل تغيير التركيبة الديموغرافية، في تبنّ واضح للنظريات المؤامراتية للحركات العنصريّة اليمينيّة المتطرّفة، واعتبار كلّ محاولات التقليل من خطورة البلاغ-الفضيحة الصادر في 21 فيفري/ شباط غير مجدية"، مجددًا المطالبة بالسحب الفوري لهذا البلاغ والاعتذار العلني عنه.

جبهة مناهضة الفاشية: مباركة وزير الخارجيّة الإيطالي للإجراءات الكارثيّة للرئيس سعيّد ضدّ المهاجرين، وحديثه عن تسهيل الاتفاق مع صندوق النقد، يعدّ تدخّلًا سافرًا في الشأن الداخلي التونسي

كما اعتبرت الجبهة "مباركة وزير الخارجيّة الإيطالي أنطونيو تاجاني للإجراءات الكارثيّة للرئيس سعيّد ضدّ المهاجرين، وحديثه في نفس الاتصال الذي جمعه بوزير الخارجيّة التونسي نبيل عمار عن المساعي الإيطاليّة لتسهيل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، تدخّلًا سافرًا في الشأن الداخلي التونسي، ومقايضة دنيئة للدفع بتونس نحو تبني السياسات العنصريّة لحكومة اليمين المتطرّف الإيطالية، ودليلًا على زيف الخطاب السيادويّ لقيس سعيّد الذي يقوم بتطبيق حرفي لسياسات الهجرة الأوروبية المتمثّلة في تصدير حدودها الجنوبيّة إلى تونس".

وعبّرت الجبهة عن إصرارها على مقاومة ما وصفتها بـ"كلّ الممارسات العنصرية غير الإنسانية تجاه مهاجري جنوب الصحراء، ومناهضة كل خطاب عنصري وتجريمي تجاههم، حيث رصدت الجبهة مئات الاعتقالات العشوائيّة، وتشريد مئات المهاجرين من منازلهم من دون سابق إنذار وتركهم في الشوارع دون مأوى، واعتداءات وحشيّة باستعمال الأسلحة البيضاء وإشعال النيران، من طرف مجموعات عنصريّة بتواطؤ من أجهزة البوليس، والتي خلّفت عددًا من الجرحى بعضهم في حالة خطيرة" وفقها.

جبهة مناهضة الفاشية: تم تشريد مئات المهاجرين من منازلهم وتركهم في الشوارع، والاعتداء عليهم بوحشيّة باستعمال الأسلحة البيضاء وإشعال النيران، من طرف مجموعات عنصريّة بتواطؤ من أجهزة البوليس

وأعلنت هذه الجبهة عن "مساندتها المطلقة والمبدئيّة واللّامشروطة" لكلّ من وسام الصغيّر وبثينة الخليفي وأسامة غلام، الموقوفين وفق البيان، "لنشاطهم السياسي المقاوم للاستبداد والمندّد بالاعتقالات السياسيّة للأصوات المعارضة، وكذلك لرمضان بن عمر إزاء كلّ ما طاله من هجمات جرّاء نضاله ومواقفه المناهضة للفاشيّة والعنصريّة الممارسة ضدّ مهاجري جنوب الصّحراء، واعتبار السلطات الرسميّة مسؤولة بصفة مباشرة عن هذا المناخ المعادي للعمل الحقوقي والسياسي وعن الممارسات الفاشيّة التي تطال بالأخصّ الفئات الأكثر هشاشة".

وأعلن المنضوون في جبهة مناهضة الفاشيّة "حالة الطّوارئ الإنسانيّة"، تضامنًا مع "كلّ من طالته أيادي الظلم والقهر والإقصاء والتّمييز والعنصرية"، داعية جميع القوى إلى الانخراط فيها، معتبرة أنّ التحرّك الذي جاب شوارع العاصمة يوم السبت 25 من الشهر الجاري، كان ناجحًا.

 

 

وكان  المحامي حمادي الهنشيري، وهو لسان الدفاع لعدد من الموقوفين من مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء بتونس قد أكد، الخميس 23 فيفري/شباط 2023، أن هناك عديد الانتهاكات التي تُمارس في حقّ هؤلاء المهاجرين لدى إيقافهم وعدم احترام الإجراءات القانونية في ذلك، وفقه.

وقال المحامي، في مداخلة على إذاعة "ديوان" (محلية)، إنه يتم الاعتماد على مقاربة زجرية بها الكثير من التنكيل وتم تسجيل حالات يندى لها الجبين ولا تليق لا ببلادنا ولا بقضائنا ولا بأمننا، مؤكدًا أن هناك مسائل موجعة جدًا إنسانيًا.

وذكر المحامي أنه تمت مداهمات مساكن دون أذون قضائية وإيقافات عشوائية على أساس اللون فقط، حتى أنه تم إيقاف تونسيين أو مهاجرين وضعيتهم قانونية فقط على أساس لونهم.

يأتي ذلك إثر خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد بخصوص المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، ليلة الثلاثاء 21 فيفري/شباط 2023، الذي جاء في سياقٍ تصاعد فيه الخطاب العنصري في صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء في تونس.