الترا تونس - فريق التحرير
أصدر حزب التيار الشعبي (قومي)، بيانًا، الخميس 19 ماي/ أيار 2022، تمسّك فيه بقانون "يُجرّم التطبيع مع كيان العدو لوضع حدّ لهذه الجريمة المتفاقمة من جهة، ولحماية الأمن القومي لتونس الذي يتعرّض للتخريب أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا من جهة أخرى"، وفق البيان.
التيار الشعبي: تواجه تونس على غرار كلّ الدول العربية ضغطًا هائلًا من أجل الانخراط في مسار التطبيع، وباتت تحت الابتزاز، إما التطبيع أو الحصار والتجويع
ويأتي بيان الحزب أمام ما قال إنّه "تحوّل زيارة الغريبة إلى مناسبة سنوية لمزيد تعميق التطبيع مع كيان العدوّ، وإلى فرصة لتدخل أخطر عناصره الإرهابية لبلادنا، وهو ما حصل في زيارة هذا العام أيضًا، إضافة إلى تواجد عناصر تونسية من غير أبناء الديانة اليهودية من المتعاونين مع كيان العدوّ الصهيوني في تمرير أخطر مشاريعه حاليًا وهو ما يسمى بمشروع "الإبراهيمية" على غرار المدعو "حسن الشلغومي" وغيره.
ولفت الحزب إلى أنّ تونس تواجه على غرار كلّ الدول العربية ضغطًا هائلًا من أجل الانخراط في مسار التطبيع، "وقد تفاقمت هذه المخاطر جرّاء ما تسبب فيه حكم العملاء والفساد من تبديد لمقدرات شعبنا طيلة السنوات الفارطة، حيث باتت بلادنا تحت الابتزاز، إما التطبيع أو الحصار والتجويع"، حسب البيان.
التيار الشعبي: يجب محاسبة كل من تساهل في دخول عناصر من الكيان إلى تونس تحت شعارات زائفة، فهم مجموعات من المجرمين من المفروض أن تَتِمّ ملاحقتهم أمام المحاكم الدولية
وأكد التيار الشعبي على ضرورة "محاسبة كل من تساهل في دخول عناصر من الكيان الصهيوني إلى تونس تحت شعارات زائفة، فلا علاقة لهذه العناصر بحرية المعتقد، وإنما هم مجموعات من المجرمين من المفروض أن تَتِمّ ملاحقتهم أمام المحاكم الدولية لا استقبالهم استقبال الضيوف" وفقه.
وجاء في البيان أن "مقاومتنا للتطبيع والمطبّعين عبر ملاحقتهم قضائيًا وعزلهم سياسيًا واجتماعيًا وإعلاميًا، خيارٌ لا رجعة فيه حتى يتحول إلى سياسة دولة في تونس، وسنعمل مع كل الوطنيين على أن يكون تجريم التطبيع مع كيان العدو ضمن التشريعات القادمة في بلادنا".
واعتبر الحزب أنّ تجريم التطبيع "نابع من إدراكِ كاملٍ من أنّ مقاومة العدوّ الصهيوني في قلب المشروع الوطني السيادي وفي المحور من الاشتباك الاستراتيجي مع قوى الهيمنة ووكلائها المحليين، الذين يلعبون معًا دورًا أساسيًا في إعادة إنتاج التخلّف والاستغلال والفقر والبطالة، وأن تجارب الدول العربية التي طبّعت منذ عقود لم تجْنِ منها إلا السراب من وعود التمويل والاستثمار، بل ازدادت أوضاعُها سوءًا اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو ثقافيًا أو أمنيًا".
ودعا التيار الشعبي إلى ضرورة انتهاج سياسة خارجية تقوم على "بناء شراكات استراتيجية مع الدول المغاربية والعربية والإفريقية ومع المجموعات الاقتصادية الصاعدة في الشرق لتجاوز عمليات الابتزاز والضغوط الخارجية التي تتعرض لها البلاد، وتحرير مبادلات تونس الاقتصادية من الارتهان لقوى الهيمنة الغربية التي عبثت بآمال شعبنا طيلة عقود من التبعية، والتي تريد اليوم فرض خيارتها الفاشلة مجددًا علينا" وفقه.
وكانت قد انطلقت الأربعاء 18 ماي/ أيار 2022، موسم حج اليهود إلى معبد الغريبة بجزيرة جربة (ولاية مدنين)، جنوب تونس، بعد إلغائه لسنتين متتاليتين بسبب جائحة كورونا.
يتوافد اليهود إلى هذا المزار سنويًا من مناطق شتى من العالم في أواخر شهر أفريل/نيسان وبداية شهر ماي/أذار من كل عام، تزامنًا مع اليوم الـ 33 من تقويم الفصح اليهودي، فيقيمون شعائر دينية ومراسم وطقوسًا متنوعة تستمر يومين وسط إجراءات أمنية مشددة.
ويشار إلى أنه بانطلاق موسم حج اليهود إلى كنيس الغريبة بجزيرة جربة، في مثل هذه الأيام من كلّ سنة، يتواتر الحديث عدا المسألة الأمنية وحماية زوّار الكنيس، حول التطبيع الخفيّ مع الكيان الصهيوني من بوابة فرضية قدوم حاملين للجنسية الإسرائيلية إلى تونس.