الترا تونس - فريق التحرير
عبرت حركة الشعب، الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، عن "خيبة أملها" إزاء نسبة المشاركة المتدنية في الانتخابات التشريعية المنتظمة في 17 ديسمبر/كانون الأول 2022 في تونس.
وأعربت، في بيان لها، عن "تفهمها العميق للرسالة التي قدمها الشعب ليعلن من خلالها إحباطه وعزوفه عن المشاركة في عملية سياسية لم يشعر بعد أنها تمثله أو تعبر عن مشاغله وانتظاراته"، وفق تعبيرها.
حركة الشعب تدعو قيس سعيّد إلى "استيعاب الدرس وفهم رسالة العزوف الشعبي ليس من الانتخابات فقط، بل من العملية السياسية برمتها"
ودعت حركة الشعب، في هذا الصدد، الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى "استيعاب الدرس وفهم رسالة العزوف الشعبي ليس من الانتخابات فقط، بل من العملية السياسية برمتها"، مؤكدة أن ذلك "ما سبق أن نبهت منه منذ بداية المسار دون أن يبدي الرئيس أي تفاعل إيجابي"، على حد قولها.
وتابعت القول إن ذلك "يحتم اليوم وقبل فوات الأوان إيلاء الملف الاجتماعي والاقتصادي الاهتمام الذي يستحقه لتخفيف العبء عن للتونسيين وحماية مسار 25 جويلية من سوء الإدارة الذي يكاد يعصف به، والانفتاح الفعلي على القوى السياسية والاجتماعية والمدنية الداعمة للمسار والتوافق معها حول الإجراءات العاجلة الواجب اتخاذها لمنع مزيد تدهور الوضع الاجتماعي".
حركة الشعب تحمّل الحكومة الحالية كامل المسؤولية المترتبة عن "العجز والارتباك والقصور في إدارة كل الملفات المتصلة بحياة المواطنين وعلى رأسها ملف الأسعار وتوفر السلع الأساسية"
كما دعا إلى "إدخال التحويرات اللازمة على الجهاز التنفيذي مركزيًا وجهويًا لوقف نزيف الفشل والارتباك الذي لا يزال مستمرًا"، محمّلًا الحكومة التونسية القائمة كامل المسؤولية المترتبة عن "العجز والارتباك والقصور في إدارة كل الملفات المتصلة بحياة المواطنين وعلى رأسها ملف الأسعار وتوفر السلع الأساسية والصحة، والنقل، والتعليم، والطاقة"، حسب ما جاء في نص البيان.
كما أكدت حركة الشعب أن "الأداء السيء لهيئة الانتخابات شكّل أحد العوامل الأساسية المتسببة في مختلف الإرباكات التي واجهها الاستحقاق الانتخابي التشريعي في جميع مراحله وآخرها تدني نسبة الإقبال على الاقتراع"، وفق البيان ذاته.
يذكر أن الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي كان قد التقى الرئيس التونسي قيس سعيّد، الاثنين 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، يومين بعد الانتخابات، وأكد له أنه من الضروري أن نستخلص الدروس من نسبة المشاركة في الانتخابات وأن الحكومة التونسية الحالية فاشلة ويجب أن ترحل"، وفق ما أفاد به القيادي بحركة الشعب هيكل المكي.
واستدرك المكي القول، الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري في تصريح لإذاعة "ديوان" (محلية)، إن "هناك حالة إنكار من جانب الرئيس قيس سعيّد وخير دليل على ذلك ما جاء في بلاغ رئاسة الجمهورية بخصوص المشاركة في الانتخابات التشريعية"، على حد تقديره.
كان هيكل المكي قد أكد أن أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي التقى سعيّد يومين بعد الانتخابات وأكد له أن "الحكومة الحالية فاشلة ويجب أن ترحل"
وكانت هيئة الانتخابات قد أعلنت، مساء الاثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، عن النتائج الرسمية الأولية للانتخابات التشريعية في دورتها الأولى، مفيدة بأن العدد الجملي للناخبين الذين قاموا بالتصويت في الانتخابات التشريعية هو مليون و25 ألفًا و418 ناخبًا، بنسبة إقبال تقدر بـ 11.22%.
وقد أثارت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية ردود أفعال عديدة على خلفية ضعف الإقبال على مراكز الاقتراع، سواء على المستوى الوطني من أحزاب ومنظمات وشخصيات سياسية، وكذلك على المستوى الدولي. وقد اعتبر مركز كارتر أن ضعف الإقبال على الانتخابات التشريعية في تونس يعتبر "تاريخيًا". كما أصدرت كلٌّ من وزارتيْ الخارجية الأمريكية والفرنسية سلطتا فيه الضوء على ضعف الإقبال على الانتخابات في تونس، مع تأكيد أن ذلك يستدعي توسيع المشاركة السياسية في تونس.
وفي تعليقه على الجدل الحاصل بخصوص نسبة المشاركة المتدنية في الانتخابات، كان قيس سعيّد قد قال، مساء الاثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022 في لقاء جمعه برئيسة الحكومة نجلاء بدون بقصر قرطاج، إن "نسبة المشاركة لا تقاس فقط بالدور الأول بل بالدورتين"، وهو ما خلق موجة من السخرية على منصات التواصل الاجتماعي.