07-نوفمبر-2022
احتجاجات جرجيس

عمد المحتجون إلى غلق مدخل الميناء التجاري بجرجيس بالحجارة وبإشعال عجلات مطاطية كحركة تصعيدية

الترا تونس - فريق التحرير

 

تشهد منطقة جرجيس التابعة لولاية مدنين، الاثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، احتجاجات في صفوف المتساكنين الذين عمدوا إلى اقتحام مقبرة الغرباء، وقاموا بفتح عدد من القبور، وفق ما توثقه صور ومقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي.

الناشط بالمجتمع المدني علي كنيس:حارس مقبرة الغرباء قدم شهادته وقال إنه تتم بالمقبرة عمليات دفن عشوائية ولا إنسانية دون احترام كرامة الذات البشرية أو الإجراءات القانونية

وقال الناشط بالمجتمع المدني برجيس على كنيس، في تصريح لإذاعة "ديوان" (محلية): "وصلنا إلى نقطة اللاعودة، وما يحصل خطير جدًا"، مشيرًا إلى أنه "تم الاتصال بعائلات عدد من المفقودين من أرقام أبنائهم، لكن عند إعادة الاتصال بها كانت الهواتف مغلقة، ما عدا هاتف واحد فقط كان في وضع اشتغال" مشيرًا إلى أن لا أحد يرد، مذكرًا في هذا الإطار بأن "عائلات المفقودين سبق أن قدمت أرقام هواتف أبنائها للسلط لتحديد موقعهم الجغرافي"، وفقه.

كما قال كنيس إن حارس مقبرة الغرباء قدم شهادته وقال إنه تتم بالمقبرة عمليات دفن عشوائية ولا إنسانية دون احترام كرامة الذات البشرية أو الإجراءات القانونية، وذلك بإشراف من المسؤول عن المقبرة، وبتواطؤ وصمت مؤسسات الدولة والجهات الأمنية، حسب تصوره.

علي كنيس: عائلات المفقودين لن يخرجوا من المقبرة ومستعدون للاعتصام بها ووضع خيام فيها، حتى يتم استكمال فتح القبور والقيام بالتحاليل الجينية للجثث

واعتبر الناشط بالمجتمع المدني أن "التكتم والتستر عن المعلومات دليل على أن هناك جريمة مرتكبة"، متهمًا الجهات الأمنية والصحية والجهوية بالتواطؤ في ارتكاب جريمة ومحاولة إخفاء معالمها، وفق ما جاء على لسانه.

وأكد كنيس أن عائلات المفقودين لن يخرجوا من المقبرة ومستعدون للاعتصام بها ووضع خيام فيها، حتى يتم استكمال فتح القبور والقيام بالتحاليل الجينية للجثث، مذكرًا بأن قاضي التحقيق كان قد تعهد بفتح 22 قبرًا لكنه لم يتم فتح سوى 9 قبور، وفقه.

وقد تناقل نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو تُوثق احتجاجات متساكني جرجيس، الذين أقدموا على غلق فضاء الأنشطة الاقتصادية والميناء التجاري بجرجيس بالحجارة وبإشعال عجلات مطاطية كحركة تصعيدية، ملوحين بمزيد التصعيد.

يذكر أن متساكني جرجيس كانوا قد نظموا، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مسيرة جابت شوارع المدينة رافعين خلالها نعوشًا فارغة عليها صور المفقودين إثر غرق مركب للهجرة غير النظامية منذ 21 سبتمبر/أيلول المنقضي، كحركة رمزية للمطالبة بالعثور على جثامين أبنائهم ليتمكنوا من دفنها.

يشار إلى أن جرجيس تعيش هذه الفترة على وقع سلسلة من التحركات احتجاجية، إثر فقدان 18 من أبنائهم بعد غرق قارب للهجرة غير النظامية والتفطن لدفن جثامين عدد منهم في مقبرة "الغرباء" دون إجراء تحاليل جينية لها، لعلّ أبرزها كان الإضراب العام بمعتمدية جرجيس في 18 أكتوبر/تشرين الأول المنقضي الذي كان قد دعا إليه الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس، والذي تخللته مسيرة حاشدة للمتساكنين.

وعاشت جرجيس منذ شهر ونصف على وقع فاجعة انطلقت بانقطاع سبل التواصل منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي مع مهاجرين كانوا قد غادروا سواحل جرجيس في إحدى رحلات الهجرة غير النظامية، وتم بعد أكثر من أسبوعين العثور على بعض الجثث بعد عمليات تمشيط بحرية وبرّية قام بها أهالي الجهة، الذين يشتكون عدم تعاون السلطات.