26-أكتوبر-2022
بلدية جرجيس

وجه المحتجون أصابع اللوم للرئيس قيس سعيّد واعتبروا أنه لم يولِ قضية أبنائهم المفقودين الاهتمام اللازم

الترا تونس - فريق التحرير

 

شهد مقر البلدية بجرجيس، الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022، احتقانًا إثر تجمع عدد من عائلات المفقودين للمطالبة بكشف الحقيقة في علاقة بعمليات دفن جثث المهاجرين التي تم العثور عليها خلال الفترة الماضية، وبمحاسبة كل المتورطين في ذلك.

طالبت عائلات المفقودين بكشف الحقيقة في علاقة بعمليات دفن جثث المهاجرين التي تم العثور عليها خلال الفترة الماضية وبمحاسبة كل المتورطين في ذلك

وحمّل المحتجون البلدية مسؤولية ذلك باعتبارها هي المشرفة على عمليات الدفن، وصرح أحد المحتجين حسب ما ظهر في مقاطع فيديو عن التحرك الاحتجاجي: "المسؤول الأول على عمليات الدفن هي البلدية والمفروض أنها لا تقوم بالدفن إلا بعد استنفاد الإجراءات القانونية، إلا أنها لم تقم بأي إجراء قانوني"، وفق ما جاء على لسانه.

وأضاف قائلًا: "مثلما قامت البلدية بدفن أبنائنا هي مطالبة بإخراجهم، ولن نتراجع إلا بعد تحقيق ذلك"، حسب تأكيده.

وقال متظاهر آخر: "الجريمة واضحة طالما ثبت بالمكشوف أنه تم دفن أبنائنا في مقبرة الغرباء دون احترام الإجراءات القانونية، ورغم ذلك فإنه لم تقع إقالة لا الوالي ولا المعتمد ولا رئيس البلدية وجميعهم يشغلون مناصبهم كما أن شيئًا لم يكن"، وفق تعبيره.

أحد المحتجين: الجريمة واضحة وثبت بالمكشوف دفن أبنائنا دون احترام الإجراءات القانونية، ورغم ذلك لم تقع إقالة لا الوالي ولا المعتمد ولا رئيس البلدية وجميعهم يشغلون مناصبهم كما أن شيئًا لم يكن

ووجه المحتجون أصابع اللوم للرئيس التونسي قيس سعيّد الذي اعتبروا أنه لم يولِ قضية أبنائهم المفقودين الاهتمام اللازم وعدم إدلائه حتى بخطاب بشأنهم، مطالبينه بإقالة الوالي، وقال أحد المحتجين موجهًا خطابه لسعيّد: "كما قمت بتعيين الوالي، عليك أن تتخذ قرارًا بإقالته فلن نقبل أن يواصل لا هو ولا المعتمد إدارة شؤون الجهة"، حسب تعبيره.

يذكر أن عددًا من عائلات المفقودين إثر غرق مركب للهجرة غير النظامية بجرجيس كانوا قد دخلوا، مساء الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في اعتصام مفتوح بمقر المعتمدية للمطالبة بـ"كشف الحقيقة والبحث عن بقية المفقودين".

ويطالب المعتصمون بالبحث عن بقية جثامين أبنائهم المفقودين ليتمكنوا من دفنهم وبكشف الحقيقة كاملة في علاقة بملف المفقودين وبدفن عدد منهم بمقبرة الغرباء دون إجراء تحاليل جينية عليهم، ملوّحين بمزيد التصعيد في تحركاتهم الاحتجاجية والدخول في إضراب جوع في حال تواصل تجاهلهم، وفق ما أكده عدد من المعتصمين.

وجه المحتجون أصابع اللوم للرئيس قيس سعيّد الذي اعتبروا أنه لم يولِ قضية أبنائهم المفقودين الاهتمام اللازم وعدم إدلائه حتى بخطاب بشأنهم، مطالبينه بإقالة الوالي

وكان متساكنو جرجيس قد نفذوا عدة تحركات احتجاجية، إثر فقدان 18 من أبنائهم بعد غرق قارب للهجرة غير النظامية والتفطن لدفن جثامين عدد منهم في مقبرة "الغرباء" دون إجراء تحاليل جينية لها، لعلّ آخرها كان الإضراب العام بمعتمدية جرجيس في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري الذي كان قد دعا إليه الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس، والذي تخللته مسيرة حاشدة للمتساكنين.

ومن بين المطالب التي تم رفعها في الإضراب "فتح بحث فوري في ملابسات انتشال الجثث وطريقة دفنها وتحميل المسؤولية لكل من تورط من قريب أو من بعيد في هذه العملية"، و"إجراء تحاليل جينية لكل الجثث التي لفظها البحر بسواحل جرجيس الشرقية وتم دفنها بعد وقوع الكارثة"، وفق ما جاء في برقية الإضراب.

وتعيش جرجيس منذ أكثر من شهر على وقع فاجعة انطلقت بانقطاع سبل التواصل منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي مع مهاجرين كانوا قد غادروا سواحل جرجيس في إحدى رحلات الهجرة غير النظامية، وتم بعد أكثر من أسبوعين العثور على بعض الجثث بعد عمليات تمشيط بحرية وبرّية قام بها أهالي الجهة، الذين يشتكون عدم تعاون السلطات.