الترا تونس - فريق التحرير
طالبت جبهة الخلاص الوطني (معارضة)، وفق بيان أصدرته مساء الأحد 28 أوت/ أغسطس 2022، بـ"تحقيق فوريّ وشفاف وذي مصداقية في ملابسات وفاة الشاب كريم السياري بعد اعتقاله بتينجة من ولاية بنزرت".
جبهة الخلاص الوطني: ندعو إلى فتح تحقيق فوريّ وشفاف وذي مصداقية في ملابسات وفاة شاب بعد اعتقاله بتينجة
واعتبرت الجبهة أنّ "الراحل فقد حياته في ظروف غامضة"، داعية إلى اتّخاذ الإجراءات المناسبة ضدّ كلّ من يثبت ارتكابه لأي عمل غير قانوني.
وذكّرت جبهة الخلاص الوطني بتكرّر "حوادث الوفيات الغامضة لموقوفين في مناسبات عديدة وبتأخّر محاسبة من ثبت ارتكابهم لجرائم تعذيب وسوء معاملة".
جبهة الخلاص الوطني: الإفلات من العقاب هو ما يشجّع بعض الأمنيين على إساءة معاملة الموقوفين
واعتبرت الجبهة، أنّ "الإفلات من العقاب هو الذي يشجّع بعض الأمنيّين على إساءة معاملة الموقوفين ويدفع الشّبّان إلى الاحتجاج الغاضب ممّا يخلّف خسائر في الممتلكات الخاصّة والعامّة".
واستغربت جبهة الخلاص الوطني، في بيانها الممضى من رئيسها أحمد نجيب الشابي، ما وصفته بـ"الصمت الرسمي المريب وعدم المسارعة بإنارة الرّأي العام بما يكشف الحقيقة كاملة ويقطع الباب أمام الإشاعات" وفقها.
وكانت وزارة الداخلية التونسية، قد أعلنت وفق بلاغ نشرته الأحد 28 أوت/ أغسطس 2022، أنّ وزير الداخلية توفيق شرف الدين، أذن بفتح بحث إداري بخصوص وفاة شاب بتينجة من ولاية بنزرت، إثر مطاردة أمنية.
وأشار البلاغ إلى أنّه "تمّ مساء يوم 27 أوت/ أغسطس 2022 أثناء حملة أمنيّة للحفاظ على الأمن العام بجهة تينجة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت، ضبط شخص محلّ عدّة مناشير تفتيش لفائدة العدالة، بصدد تسلم وتسليم أشياء مشبوهة مع أشخاص آخرين، وقد تحصّن المعني قبل القبض عليه بالفرار، وأثناء ملاحقته قام بابتلاع شيء مشبُوه كان بحوزته حسب شهود عيان (يُرجّحُ أنهُ مادّة مخدّرة)" وفق رواية الداخلية.
وتابعت الداخلية، أنه "على إثر السّيطرة على الشاب واقتياده إلى مركز الاستمرار بمنطقة الأمن الوطني بمنزل بورقيبة، شعُر المشبوه فيه بتوعّك صحّي ممّا استوجب نقلهُ إلى المستشفى الجهوي بالمكان لتلقي الإسعافات الضروريّة إلا أنه فارق الحياة" وفقها.
وقد تمّ إشعار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت "التي أذنت بفتح بحث تحقيقي في الموضوع وقامت بالمعاينة الأوليّة لجثة المعني والتي لم تكن تحمل آثار عنف ظاهرة للعيان، والأبحاث متواصلة" حسب بلاغ الداخلية.
وكانت معتمدية تينجة من ولاية بنزرت، قد عرفت ليلة السبت 27 أوت/ أغسطس 2022، احتقانًا لعدد من المتساكنين على خلفية ما قالوا إنّ شابًا أصيل الجهة توفي إثر مطاردة أمنية، وفق شهاداتهم.
وقد أبدى نشطاء في هذا السياق، استياءهم واستنكارهم لهذه الحادثة، من ذلك ما دوّنه الناشط المدني والرئيس السابق لمنظمة "أنا يقظ" (منظمة رقابية تونسية مختصة في مكافحة الفساد ودعم الشفافية والحوكمة الرشيدة)، أشرف العوادي، الذي دعا إلى "عدم إرجاع وفاة الشاب إلى ابتلاعه للمخدرات (الزطلة)" وفقه.
كما تفاعل الناشط أيوب عمارة بدوره مع الحادثة، مشككًا في رواية وزارة الداخلية "وتدخل النقابات الأمنية التي ستبرّر بعد ذلك موته بابتلاعه للمخدرات، وسيفتح تحقيق لسنوات، مثل ملف عمر العبيدي وعبد السلام زيان، وسط إفلات من العقاب" وفقه.
