08-مارس-2022

يبدو أن أزمة توفر المواد الغذائية الأساسية في تونس بدأت تأخذ منحى حرجًا

الترا تونس - فريق التحرير

 

يبدو أن أزمة توفر المواد الغذائية الأساسية في تونس بدأت تأخذ منحى حرجًا، خاصة وأن النقص الكبير فيها، على غرار مادتيْ السميد والفارينة، أخذ يلقي بظلاله على المواطنين، مما خلق نوعًا من الفوضى سواءً في المساحات الكبرى أو أمام المخابز، وغيرها.

وفي هذا السياق، تناقلت وسائل إعلام محلية، الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022، خبرًا مفاده أن "عددًا من المواطنين عمدوا إلى افتكاك أكياس من مادة السميد بالقوة أثناء توقف شاحنة كانت تنوي تفريغ حمولتها بإحدى الشركات لبيع الجملة وسط مدينة حفوز من ولاية القيروان".

عمد عدد من المواطنين إلى افتكاك أكياس من مادة السميد بالقوة أثناء توقف شاحنة كانت تنوي تفريغ حمولتها بإحدى الشركات لبيع الجملة وسط مدينة حفوز من ولاية القيروان

وذكرت أن "تعزيزات أمنية وصلت إلى المكان بعد أن عمّت الفوضى وسط تدافع المواطنين وقامت بتأمين باقي الحمولة ونقلها إلى المستودع البلدي"، وفق ما ذكرته إذاعة "موزاييك أف أم".

وقد عبر نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك عن استنكارهم للوصول إلى مثل هذه الممارسات بسبب النقص الفادح في المواد الغذائية.

 

 

 

 

تداول نشطاء مقطع فيديو من إحدى المساحات الكبرى بتونس، يصوّر حرفاء يتدافعون ويتخاطفون أكياس الفارينة والسكر وسط حالة من الفوضى العارمة

وقبل ذلك بيومين، تداول نشطاء مقطع فيديو من إحدى المساحات الكبرى بتونس، يصوّر حرفاء يتدافعون ويتخاطفون أكياس الفارينة والسكر وسط حالة من الفوضى العارمة. كما تناقل آخرون صورًا لعدد من المساحات الكبرى التي تخلو الأروقة المخصصة للسميد والفارينة والمعجنات من المواد تمامًا.

وبالتوازي مع ذلك، دفعت أزمة المواد الغذائية عددًا من المخابز إلى غلق أبوابها بسبب عدم توفر السميد والفارينة مما يحول دون قدرتها على صنع الخبز وبيعه. وقد تناقل نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صورًا لمخابز أغلقت أبوابها بسبب الأزمة، وصورًا أخرى لمواطنين يتدافعون أمام مخابز من أجل اقتناء الخبز.

 

وفي هذا الإطار، كان رئيس المجمع المهني للمخابز العصرية بمنظمة الأعراف كونكت، عبد الكريم بن محرز قد أكد، الاثنين 7 مارس/ آذار 2022 في تصريح لـ"الترا تونس"، أنّ المجمع سيعود للاعتصام أمام وزارة التجارة من جديد، وسيصعّد احتجاجاته، على خلفية عدم إيفاء وزارة التجارة بتعهداتها، وفق قوله.

رئيس المجمع المهني للمخابز العصرية (كونكت) لـ"الترا تونس": عديد المخابز أغلقت أبوابها لعدم توفّر المواد الأساسية لعملها خاصة وأن وزارة التجارة لم تفِ بتعهداتها بتزويد المخابز بمادتيْ الفارنية والسميد

وتابع بن محرز أنّه المجمع المهني للمخابز العصرية، رفع اعتصامه لمدة 10 أيام، "بعد أن تعهدت وزارة التجارة بتزويد هذه المخابز بمادتي الفارينة والسميد لمواصلة نشاطنا في ظروف طيبة، وما حدث لاحقًا هو تزويد بعض الجهات بهذه المواد بالفعل، لكن المؤسف أن الأوضاع عادت لما كانت عليه، وانعدم توفّرها مجددًا ببعض المناطق" وفقه.

ولاحظ عبد الكريم بن محرز في تصريحه لـ"الترا تونس"، أنّ عديد المخابز أغلقت أبوابها لعدم توفّر المواد الأساسية لعملها، "ما عاد بالضرر على المواطن، كما أنّ بعض هذه المخابز مهددة أيضًا بالغلق الكليّ نظرًا للالتزامات المالية المختلفة" على حد وصفه.

اقرأ/ي أيضًا: اشتكت من نقص الفارينة والسميد.. المخابز العصرية تلوّح بالاحتجاج من جديد

يذكر أن وزيرة التجارة وتنمية الصادرات فضيلة الرابحي قد أكدت، في تصريح لها على الإذاعة الوطنية في21 فيفري/شباط 2022، أن الفارينة متوفرة وأن حاجيات البلاد من القمح الصلب والقمح اللين والشعير العلفي متوفرة وتغطّي المستحقات إلى غاية شهر ماي/آيار، وحينها تأتي فترة إنتاج صابة 2022، وفقها، مستطردة القول: "يتم توريد 100% من حاجياتنا من القمح اللين، و50% من القمح الصلب، و100% من الشعير العلفي الموجه أساسًا إلى الأعلاف"، وفقها.

وسلطت الضوء، في ذات السياق، إلى إنتاج الخبز، مشيرة إلى أن "في تونس هناك 3317 مخبزة مصنفة تضخّ يوميًا 8 ملايين خبزة، لكن في المقابل، يتم تبذير قرابة 900 ألف خبزة بكلفة جملية تقدر بـ100 مليون دينار، ويتم اعتمادها فيما بعد كأعلاف"، معلقة: "لا يمكن أن يتم التلاعب بالمواد المدعمة بهذا الشكل"، على حد ما جاء على لسانها.


 

اقرأ/ي أيضًا:

تونس.. عندما تتوفّر المواد الأساسية في وثائق السلطات وتغيب عن قفة المواطن!

رويترز: تونس تطرح مناقصة لشراء 75 ألف طن من القمح الصلد