31-يناير-2022

ليست هذه المرة الأولى التي يتأخر فيها صرف رواتب المدرسين (صورة أرشيفية/ ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تأخر صرف أجور المدرّسين في تونس لشهر جانفي/يناير 2022 لأكثر من 10 أيام، الأمر الذي أثار موجة غضب واستياء واسعة في صفوف الأساتذة والمعلمين، لاسيّما وأن التأخر في صرف الأجور بات مؤخرًا مسألة تتكرر في كلّ شهر تقريبًا.

وقد اعتبر عضو الجامعة العامة للتعليم الأساسي إقبال العزابي، الاثنين 31 جانفي/يناير 2022 في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم"، أن "عدم صرف أجور المدرسين لشهر جانفي/يناير 2022 إلى الآن سابقة خطيرة وعملية إذلال ممنهجة"، وفق توصيفه.

إقبال العزابي (عضو بجامعة التعليم الأساسي): عدم صرف أجور المدرسين لشهر جانفي 2022 إلى الآن سابقة خطيرة وعملية إذلال ممنهجة

وأشار، في هذا السياق، إلى أنه "كان من المفترض أن تصرف الأجور منذ يوم 20 جانفي/يناير 2022، إلا أنها تأخرت إلى الآن وهو من شأنه أن يتسبب في توظيف خطايا على التأخير من طرف البنوك"، وفقه، معلقًا: "قبل الحديث عن إصلاح المنظومة التربوية، على الدولة أن تحترم التزاماتها مع منظوريها"، حسب تعبيره.

وقد عبر عدد من أساتذة التعليم الثانوي والإعدادي والمعلّمين بالمدارس الابتدائية عن استنكارهم لتأخر صرف رواتبهم، منددين بتكرر ذلك. وقال الأستاذ فهري بن إبراهيم في منشور له على فيسبوك: "يبدو أن تأخير صرف رواتب المربين سيتحول إلى تقليد وسنة تعيسة تتبعها الوزارة لأسباب لا تعلمها إلا الوزارة"، حسب تقديره.

وأضاف: "وإن كنت لا أنزه هذه الوزارة عن الميل للتنكيل بالمربين ومحاولة إذلالهم بمعاشهم والتضييق عليهم، فإني أدعو نقابات التعليم الأساسي والثانوي إلى التحرك من أجل صيانة كرامة المربين وإلزام الوزارة بصرف رواتبهم في إبانها".

 فيما عبّر الأستاذ حاتم الضاوي، في تدوينة له على فيسبوك، عن خشيته "من أن يكون تأخر صرف أجور الأساتذة والمعلمين وأساتذة التعليم العالي قد دبر بليل ويتنزل ضمن خطة محكمة لتغييب أجرة شهر كامل، وذلك بتأخير تنزيل الراتب في كل مرة بأسبوع".

فهري بن إبراهيم (أستاذ): يبدو أن تأخير صرف رواتب المربين سيتحول إلى تقليد وسنة تعيسة تتبعها الوزارة لأسباب لا تعلمها إلا الوزارة التي ربما تميل للتنكيل بالمربين وإذلالهم بمعاشهم والتضييق عليهم

وتابع القول: "بذلك، وفي مدة معينة تمتد من 4 إلى 6 أشهر، يصبح تنزيل مرتب شهر جوان/يونيو مثلًا (الذي يكون عادة في الأسبوع الأخير من نفس الشهر) في الأسبوع الأخير من شهر جويلية/يوليو و بذلك تربح الخزينة مرتبات قرابة 180 ألف موظف ويختلط الحابل بالنابل"، وفق ما ورد في تدوينته.

ومن جهته، دوّن المربّي حاتم الخميسي على فيسبوك: "الأساتذة بكل أصنافهم بدون أجور ولا مستحقات مالية... يبدو أن لعنة 25 (في إشارة إلى قرارات 25 جويلية/يوليو 2021) نزلت على الأساتذة فقط"، حسب تعبيره.

ومن جانبها، دونت الأستاذة سمية الجمازي، على الصفحة الرسمية بفيسبوك للكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي: "هل أنت على علم بالتأخير في صرف رواتبنا؟ هل تعلم أن البنوك بصدد التمعش من رواتبنا من خلال الاقتطاعات؟ هل تعلم أن الوزارة تدوس علينا كل شهر؟".

حاتم الضاوي (أستاذ): أخشى أن يكون تأخر صرف أجور الأساتذة والمعلمين وأساتذة التعليم العالي قد دبر بليل ويتنزل ضمن خطة محكمة لتغييب أجرة شهر كامل وذلك بتأخير تنزيل الراتب في كل مرة بأسبوع

وتساءلت الجمازي في ذات السياق: "إلى متى هذا الإذلال للمربي؟"، مطالبة اليعقوبي بإيجاد حلّ.

بدوره، كتب الأستاذ محمد الصحبي المؤخر، على صفحة اليعقوبي: "نقابة التعليم الثانوي أضاعت فرصة جاءتها على طبق عندما اعتدي على الزميل للدخول في إضراب مفتوح إلى حين توقيع اتفاق مع الوزارة وحسم كل المسائل بما فيها المسائل المالية".

وأضاف: "اليوم المدرسون بدون أجر وبدون مكاسب، بل خرجوا من الحادثة بيوم أو يومي خصم وتأجيل التفاوض إلى أجل غير مسمى"، وفق تقديره.

وكانت النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بساقية الزيت المنضوية تحت الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس قد أصدرت، الأحد 30 جانفي/ يناير 2022، بيانًا استنكرت فيه "التأخير الممنهج في تنزيل رواتب المربّين دون مراعاة للظرف الوبائي الذي تمر به البلاد خصوصًا أن قطاع التعليم يعدّ من أكثر القطاعات عرضة للإصابة بالوباء بعد الإلقاء بالأساتذة في قاعات مكتظة دون توفير أبسط وسائل الحماية من جائحة كورونا" وفق البيان.

 النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بساقية الزيت تطالب بإقالة وزير التربية "بسبب فشله في مهمته واتخاذ الإجراءات اللازمة لتلافي هذه التجاوزات في حق نخبة البلاد"

وجاء في بيان النقابة التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، أنها التأخر في تنزيل مستحقات المربّين، هو "تأخّر مريب، وخاصة المفعول الرجعي للترقيات من 1 جانفي/ يناير 2020 والمتخلد بالذمة من منحة العودة المدرسية لسنتين متتاليتين وفتح باب الترقيات لسنة 2021".

وعبّرت النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بساقية الزيت عن "عميق استيائها من هذه الممارسات اللامسؤولة"، مطالبة بإقالة وزير التربية "بسبب فشله في مهمته واتخاذ الإجراءات اللازمة لتلافي هذه التجاوزات في حق نخبة البلاد" وفقها.

وطالبت النقابة، الجامعة العامة للتعليم الثانوي "بتحمل مسؤولياتها باتخاذ الإجراءات المناسبة لحفظ كرامة المربي واسترداد حقوقه"، معبرة عن استعدادها لأي تحرك نضالي جهوي ووطني.

وليست هذه المرة الأولى التي يتأخر فيها صرف رواتب المدرسين، إذ سبق أن عرفت تونس خلال الأشهر القليلة الماضية تكرر ذلك. وفي 15 أكتوبر/تشين الأول المنقضي كان وزير التربية قد أدلى بتصريح أثار جدلًا واسعًا حين قال آنذاك إن "البلاد في وضعية صعبة والمالية العمومية في وضعية لا تحسد عليها، متابعًا "أجور نوفمبر غير مضمونة لنكن واضحين".

وفي تعليقه على ذلك، توجه الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي إقبال العزابي في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، برسالة إلى وزارة التربية، دعاها فيها إلى "النزول من البرج العاجي وفتح باب التفاوض الجدي حول مطالب المعلمين، وخلاص ما يتخلد بذمتها تجاه منظوريها"، معقبًا: "المعضلة الكبرى هي عدم إيفاء وزارة التربية بالمستحقات المالية للمدرّسين".

واعتبر العزابي أنّ تصريح وزير التربية حول الأجور، يريد به أن يثير خوف المدرّسين بأنّ الأجر مهدّد وبالتالي لا مجال للمطالبة بمنح وفق تصوره.


 

اقرأ/ي أيضًا:

نقابة أساسية جهوية للتعليم الثانوي تعبر عن استيائها من تأخر صرف أجور شهر جانفي

عضو بجامعة التعليم الأساسي: سنعود لمواجهة وزارة التربية ما لم تحترم تعهداتها